العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ

القواعد العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط

تنتشر القواعد العسكرية الأميركية في 130 بلدا، ويزيد عددها على الألف وفق بعض المصادر العسكرية، وتتراوح مهماتها بين القيام بالعمليات العسكرية والتدريب المشترك مع قوات الدول المستضيفة.

استخدمت تلك القواعد في فرض الأمن والقيام بعمليات نوعية في إطار حرب «الإرهاب» وخصوصا في فترة ما بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وما تمخضت عنه من احتلال الأراضي الأفغانية والعراقية عامي 2001 و2003 على التوالي.

ويصل عمر بعض هذه القواعد إلى نحو 50 عاما، مثل تلك الموجودة في اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية، في حين أنشئت قواعد حديثة نسبيا، كتلك التي شاركت في غزو العراق.

دواعٍ استراتيجية

وتعرض الولايات المتحدة دائما أسبابا استراتيجية لبناء مثل تلك القواعد، وفي هذا يذكر الجغرافي الأميركي بكلية إيفرغرين في أوليمبيا بواشنطن زولتان غروسمان أن واشنطن منذ سقوط حائط برلين العام 1989 أنشأت 35 قاعدة جديدة بين بولندا وباكستان باستثناء التي أنشأتها في العراق، وهو ما أطلق عليه تشكيل «مجال نفوذ» لأميركا في المنطقة.

اتجهت الأنظار صوب القواعد الأميركية المنتشرة في العالم العربي بسبب مشاركتها في العمليات العسكرية التي شنت على العراق بالتحالف مع دول أخرى. وفيما يأتي نلقي مزيدا من الضوء على القواعد في الشرق الأوسط، من حيث مواقعها وبعض تجهيزاتها العسكرية.

الكويت

يوجد في الكويت معسكر يطلق عليه اسم «معسكر الدوحة» يتمركز فيه أفراد الفرقة الثالثة الأميركية - مشاة إضافة إلى عدد من الأفراد التابعين لسلاح الجو مع كامل معداتهم وأسلحتهم التي منها دبابات طراز (M-1A12) وعربات مدرعة طراز (M-2A2) إلى جانب المروحيات الهجومية وأكثر من 80 مقاتلة، وأيضا بعض وحدات القوات الخاصة سريعة الانتشار.

كما تتمركز عناصر مختلفة من القوات الأميركية في كل المواقع العسكرية الكويتية الرئيسية تقريبا، إذ تعمل بصورة مشتركة مع جيش الكويت، في «قاعدة أحمد الجابر الجوية» و «معسكر الدوحة» وجزيرة فيلكا ومطار الكويت الجوي وميناء الأحمدي، لكن أهم المواقع العسكرية الأميركية توجد في «قاعدة علي السالم» و «معسكر أريفجان»، إذ تتمركز قوة جوية وبرية رئيسية، وعناصر تابعة لقيادة الجيش الأميركي.

ويبلغ عدد القوات الأميركية في الكويت نحو 10 آلاف جندي، مع نحو 522 دبابة، ومعدات للواء مدرع (ثلاث كتائب)، ونحو 52 مقاتلة و75 مروحية مسلحة «أباتشي» ووحدات باتريوت.

السعودية (سابقا)

كان يوجد على أرض المملكة أحد مراكز قيادة القوات الجوية الأميركية الإقليمية المهمة، داخل قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض، وبواقع 5000 جندي تابعين للجيش وسلاح الجو الأميركي، وأكثر من 80 مقاتلة أميركية، واستخدمت هذه القاعدة في إدارة الطلعات الجوية لمراقبة حظر الطيران الذي كان مفروضا على شمال العراق وجنوبه إبان فترة العقوبات الدولية، كما كانت تعمل مركزا للتنسيق بين عمليات جمع المعلومات والاستطلاع والاستخبارات الأميركية في المنطقة.

لكن ومنذ أواسط العام 2003 تقريبا، انتقل نحو 4500 جندي أميركي إلى دولة قطر، وبقي في السعودية نحو 500 جندي أميركي فقط ظلوا متمركزين فيما يعرف بـ «قرية الإسكان»، وأنهت أميركا وجودها العسكري في قاعدة الأمير سلطان.

قطر

إضافة إلى ما ذكر بشأن انتقال عدد كبير من القوات الأميركية من السعودية إلى قطر، فقد انتقل إليها كذلك 600 فرد تابعين لمركز قيادة القوات المسلحة الأميركية من تامبا بفلوريدا بدعوى الاشتراك في مناورات عسكرية كانت مقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2003.

وتوجد في قطر «قاعدة العديد» الجوية التي تشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض. وتسهيلات مختلفة في معسكر السيلية ومطار الدوحة الدولي ومنطقة أم سعيد.

وتعتبر «قاعدة العديد» هذه مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة إلى عدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها كأكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.

البحرين

حيث مقر الأسطول البحري الأميركي الخامس، الذي يخدم فيه 4200 جندي أميركي، ويضم حاملة طائرات أميركية وعددا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، إضافة إلى قاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود المتمركزة بـ «قاعدة الشيخ عيسى الجوية».

وهناك تسهيلات عسكرية مختلفة في ميناء سلمان ومطار المحرق، لكن «قاعدة الجفير العسكرية»، تمثل واحدة من أهم القواعد في الخليج.

سلطنة عُمان

تستمد أهميتها بالنسبة إلى الولايات المتحدة من حيث موقعها كمركز متعدد المهمات لخدمات دعم الجسر الجوي. وقامت الولايات المتحدة بإنشاء قاعدة جوية فيها، تتمركز بها قاذفات طراز (B1) وطائرات التزود بالوقود.

وتتركز التسهيلات العسكرية الممنوحة للولايات المتحدة في ميناء قابوس بمسقط وميناء صلالة ومطار السيب الدولي.

وتتعدد المواقع العسكرية الرئيسية التي توجد بها القوات الأميركية في سلطنة عمان، فهناك عناصر رئيسية تابعة للقوات الجوية في «قاعدة المثنى الجوية» و «قاعدة تيمور الجوية»، وتمثل «قاعدة مصيرة العسكرية» واحدة من أقوى مواقع التمركز العسكري الأميركي - البريطاني في الخليج. ويتمركز في سلطنة عمان نحو 3000 عسكري أميركي، وعناصر مختلفة تابعة للقوات الجوية والبحرية.

الإمارات

وتوجد فيها قاعدة جوية ومستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجيستي، إضافة إلى ميناءين مهمين يطلان على مياه الخليج العميقة، الأمر الذي يبرز أهميتهما بالنسبة إلى السفن العسكرية الكبيرة.

وتتمتع القوات الأميركية بعناصر مختلفة من التسهيلات في عدد من المواقع، كـ «قاعدة الظفرة الجوية» ومطار الفجيرة الدولي، وعدد من الموانئ البحرية كميناء زايد وميناءي راشد وجبل علي وميناء الفجيرة. ويوجد في الإمارات نحو 500 عسكري أميركي وبعض طائرات الاستطلاع.

الأردن

وتوجد في الأردن قاعدتان عسكريتان جويتان هما قاعدتا «الرويشد» و «وادي المربع» وبهما الكثير من المقاتلات الأميركية، كما توجد في الأردن الوحدة 22 البحرية الاستكشافية الأميركية.

وفي الوقت الحالي توجد تسهيلات عسكرية أميركية في «قاعدة الشهيد موفق الجوية» بالزرقاء، إذ يوجد فيها نحو 1200 عسكري تابعين للقوات الجوية، وميناء العقبة الذي تقدم فيه خدمات مختلفة للقوات البحرية.

مصر

توجد فيها قاعدة جوية مصرية غربي القاهرة غالبا ما تستخدمها القوات الجوية الأميركية لأغراض التزود بالوقود ومهمات دعم الجسر الجوي، ومصر بها الكثير من الموانئ التي يمكن استخدامها لتحريك القطع البحرية الأميركية وتغيير أماكنها أثناء سير أي عمليات عسكرية أميركية بالمنطقة.

العراق

يوجد بالعراق حاليا عدد من القواعد العسكرية الأميركية قدرها بعض الخبراء العسكريين بنحو 75 قاعدة، معظمها يعود للمواقع العسكرية العراقية التابعة للنظام السابق التي احتلتها القوات الأميركية أثناء الغزو. وتثير الموازنة المالية الضخمة التي تستنزفها هذه القواعد استياء الكثير من الأميركيين بعد الأنباء الرسمية التي تحدثت عن إنفاق أكثر من مليار دولار عليها منذ غزو العراق إلى الآن.

جيبوتي

منذ مطلع العام 2002 بدأت القوات الأميركية تتمركز في قاعدة «ليمونيه» (Camp Lemonnier)، وبلغ عددها 900 جندي، وإن كانت بعض التقديرات الإفريقية تقدر عددها بنحو 1900 جندي. وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول 2002 وصلت حاملة الطائرات «يو إس إس مونت ويتني» للمنطقة، وعلى متنها 400 جندي ينتمون لجميع أفرع القوات المسلحة الأميركية. وأصبح «معســكر ليمونيــــه» مقر قوة العمــــل المشــتركة (Combined Joint Task Force CJTF) في القرن الإفريقي. وتقوم هذه القوة بمراقبة المجال الجوي والبحري والبري لست دول إفريقية هي: السودان وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا فضلا عن اليمن ودول الشرق الأوسط.

اليمن

تتمتع الوحدات العسكرية الأميركية بتسهيلات مختلفة واتسع نطاقها في إطار الحملة الأميركية ضد الإرهاب لتشمل عناصر مختلفة للدعم والتدريب وخصوصا في الساحة اليمنية نفسها، لكن التسهيلات العسكرية التقليدية في اليمن كانت تتركز عادة في ميناء عدن ذي الموقع الاستراتيجي، الذي يعتبر محطة رئيسية لخدمات الوقود والصيانة الخاصة بالوحدات البحرية الأميركية.

تركيا

تركيا هي الدولة الوحيدة العضو في حلف الأطلسي بالشرق الأوسط، وتربطها علاقات عسكرية قوية مع الولايات المتحدة. وتوجد فيها إضافة إلى تسهيلات عسكرية في معظم الموانئ والمطارات، واحدة من كبرى القواعد العسكرية للأطلسي في المنطقة، وهي «قاعدة إنجرليك الجوية» التي تضم نحو 1700 جندي أميركي، وتتمركز بها 36 مقاتلة من طرازات مختلفة، ويمكن زيادتها في حال الحرب بأعداد كبيرة.

وتجرى في القواعد التركية عمليات توسع عسكرية مهمة بتمويل أميركي في الوقت الحالي، بما يمكن من حشد أعداد هائلة من القوات والمقاتلات وقت الحاجة.

«إسرائيل»

تستند العلاقات العسكرية الأميركية - الإسرائيلية إلى اتفاقات تحالف استراتيجي متطورة تضمن تعاونا عسكريا معقدا بين الجانبين، توجد في إطاره شبكة تسهيلات عسكرية أميركية في معظم المواقع العسكرية الإسرائيلية، منها ستة مواقع عسكرية، أهمها الموقع 51 والموقع 53 والموقع 54، التي يتم فيها تخزين أسلحة معدات طوارئ خاصة بالقوات الجوية والقوات البحرية والقوات الخاصة الأميركية، وهي معدات يمكن أن تستخدمها القوات الإسرائيلية نفسها وقت الحاجة.

العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:56 ص

      ولله الحمد انقطعت جميع انواع التعاون العسكرى المصرى مع امريكا منذ ثورة ٣٠يونيه وفى الاساس لاتوجد قواعد امريكية على ارض مصر لأن شعب مصر لايقبل بذلك أبدا

    • زائر 4 | 1:17 م

      ادريس

      يا الله امريكا تتطور و العرب تتخلف

    • زائر 3 | 5:34 م

      السلام عليكم

      السعودية لا يوجد بها و لله الحمد الآن ولا قاعدة و هذا أهم شيء والباقي غير مهم

    • زائر 1 | 4:11 ص

      عار ياعرب

      إن ماورد بهذا التقرير يؤكد لي أن الخليج بأكمله
      لايتعدى كونه حديقة خلفية للبيت الابيض

اقرأ ايضاً