العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ

جسور وشوارع بغداد فرصة لكسب الرزق

وجد الكثير من العراقيين في الاختناقات المرورية غير المسبوقة التي تشهدها بغداد هذه الأيام نتيجة تطبيق خطة امن بغداد «فرض القانون»، فرصا للاسترزاق.

فقد استغل الباحثون عن العمل ومن مختلف الأعمار الاختناقات في الشوارع والجسور الرئيسية في العاصمة ليعرضوا بضاعتهم بين المركبات التي تقف في صفوف عدة ساعات فوق الجسور وفي الشوارع الرئيسية.

وقال محمد عبد الحسن (30 عاما) «اعتقد ان هذه الاختناقات وفرت لنا فرصة بيع بعض الأشياء إلى أصحاب المركبات المتوقفة في طابور التفتيش والعملية بدأت تدر علينا أرباحا توفر مستلزمات العيش على رغم قلتها». وأضاف عبدالمحسن الذي يتجول بين السيارات محاولا جذب الزبائن لشراء بالونات كبيرة للأطفال «هذه العملية أفضل بكثير من البطالة».

ومن الأماكن المهمة التي أصبحت مصدر رزق لهؤلاء وتشهد ازدحاما كثيفا نتيجة الطابور الطويل من المركبات الذي يستمر أكثر من سبع ساعات يوميا جسر السنك الذي يربط جانبي الكرخ والرصافة من بغداد.

وتابع عبدالحسن الذي أكمل دراسته الثانوية لكنه لم يستطع مواصلة دراسته الجامعية بسبب مشكلات مالية انه يأتي إلى هذا المكان «يوميا منذ وقت مبكر من مسكني في مدينة الصدر (الشيعية) لابيع بالونات الأطفال وأعود إلى عائلتي لأوفر متطلباتها».

وتدفع البطالة التي يعاني منها الكثير من العراقيين في الوقت الراهن إلى التجول في الشوارع والساحات الكبيرة لبيع السكاكر والمناديل الورقية والفواكه والحلويات.

حيدر محمود لم يبلغ الثانية عشر من عمره، يتجول بين المركبات المتوقفة في الطابور ويحاول إقناع ركابها بشراء علب السكاكر.

وقال «لم أجد سبيلا لكي أعيش سوى بيع السكاكر في هذا المكان المزدحم». وتابع «في السابق كانت الأرصفة مكانا لعملي ولم تدر علي مالا جيدا أما الآن فوضعي أفضل».

وكانت دراسة اعدتها منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) اشارت الى وجود اكثر من مئتي الف طفل عراقي تتراوح اعمارهم بين ستة اعوام واحد عشر عاما هجروا الدراسة منذ العام 2004 بحثا عن العمل.

وقال رجل متقدم في السن رفض الكشف عن اسمه يتجول بين السيارات وهو يحمل علب للمناديل الورقية «لا بد ان اتحمل هده المعاناة لكي احصل على المال لاوفر مستلزمات عائلتي ولم يكن امامي من سبيل لاعيش غير هذه المهنة». واضاف «وجدت من يقبل على شراء هذه البضاعة بل ان اصحاب المركبات اعتادوا علينا».

واكد طالب محمود (45 عاما) الذي يعمل موظفا «احيانا نحتاج بعض الاشياء التي لا يمكن ان نقتنيها بسبب وصولنا متأخرين الى اماكن العمل (...) العملية تخفف ايضا من وطاة الانتظار في طابور التفتيش».

اما أحمد عبدالستار الذي يعمل اعلاميا في احدى الصحف المحلية فقال «بدأنا نقيم علاقة مع هؤلاء الباعة ونتعرف عليهم خصوصا واننا نجدهم صباح كل يوم في المكان ذاته».

وقالت احدى النساء التي اشترت بالونات كبيرة ملونة لطفليها فيما العائلة تنتظر في طابور التفتيش «وجدنا متعة كبيرة في شراء هذه البالونات ليلهو بها الاطفال خصوصا أننا لا نستطيع شرائها في وقت اخر لكثرة الالتزامات».

العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً