العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ

ذوو الاحتياجات الخاصة أصحاب مواهب بحاجة إلى لاهتمام

تطرق استطلاع نشر في مجلة «أيام الأسرة» إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يمتلكون مواهب خاصة ولديهم تجارب متميزة ينبغي الاهتمام بها. ومما في الاستطلاع أن لكلٍ فلسفته في الحياة، منا من يجد الحروب سبيلا للقوة، ومنا من يجد المال سبيلا للسيطرة، وهم أيضا لهم فلسفتهم في البقاء، يقرأون الحياة بأسلوب مغاير، يبتعدون عن عبث الحياة وثرثرتها، هم صانعو الأمل، إيمانهم يقوّيهم، إرادتهم تصنع لهم جسرا نحو تحقيق هدفهم. هكذا هم، وهكذا هي فلسفتهم، لأنهم يحبون الحياة، فهم لنا إخوة في الإنسانية.

ذوو الاحتياجات الخاصة أشخاصٌ مختلفون، أشخاص لهم احتياجات ومتطلبات يتفردون بها، لهم حياتهم وطموحاتهم وأفكارهم، منهم من يحمل إعاقة ظاهرة تتمثّل بإعاقة جسدية، ومنهم من يحمل إعاقة باطنية تتمثل بالتخلف العقلي.

على صعيد الأسرة هناك عائلات من ذوي الطبقة الراقية تلجأ إلى تورية هذا الشخص وعدم ذكر اسمه أمام أحد، بل تتعمّد تفاديه بشكل تام وتمنعه من الاندماج مع غيره من الأفراد، أي تعتبره عورة، والعذر الأقبح من الذنب، كيلا تنكسر وتهتز صورتهم المتكاملة أمام بقية الأُسر من الطبقة نفسها. وعن الأثر الذي يتركه وجود أشخاص كهؤلاء على باقي الأفراد داخل الأسرة تقول سوزان 29 سنة: إن وجود حالة مثل حالة أختي معوقة جسديا في المنزل أثّر كثيرا على مستقبلي كفتاة، فلم أتزوج حتى الآن، لأن كل الذين يتقدمون لخطبتي يسألون فورا عن وضعها، وهل هو مرض وراثي، أم إنه إعاقة خَلقية، وعلى رغم أنه ليس خطأها، لكنها تبقى أساس المشكلة، لذلك وصلت إلى مرحلة كرهت فيها أختي وحقدت عليها وتمنيت لو لم تولد.

وفي الجانب الآخر نجد أن هناك عائلات تحتضن أولادها إذا ولدوا هكذا، ويعملون جاهدين ليؤمنوا لهم ما يحتاجونه، وهذا ينطبق على حالة كرم أحمد 30 سنة: «منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية كان والدي يوصلني كل صباح إلى المدرسة، ويعود ظهرا ليكرر ما فعله في الصباح في مساعدتي على السير الذي لا أقدر عليه لحملي إعاقة جسدية في كلا قدمي، لكن والدي يؤمن أني أستطيع يوما ما أن أكون صاحبة شأن كبير في المجتمع بغضّ النظر عن هذه الإعاقة». وتضيف كرم: «واستمر الحال هكذا حتى أتممت المرحلة الثانوية ودخلت إحدى الكليات العلمية، ولم جاء والدي عن أداء مهمته لحظة واحدة، بل يشعر بالفخر بما حققته دوما، وبعد أن تخرّجت من الجامعة تابعت مسيرتي وأصبحت أدرس في الكلية معيدة، والفضل في كل ذلك وقوف والدي إلى جانبي وتشجيعه المستمر لي وإيمانه بما سأحقّقه».

وضمن ذلك يجب ألا ننسى أن هذه الفتاة تحمل قدرا كبيرا من الإرادة والثقة بالنفس، ولم تقف إعاقتها الجسدية حجر عثرة في طريقها.

هذا ما نجده أيضا عند أحمد عابد الذي تحدى صعوبات دراسته في المدرسة، ومن ثم الجامعة التي لم ترغب باستقباله في بادئ الأمر بسبب إعاقته الجسدية في القدمين.

العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً