العدد 2256 - السبت 08 نوفمبر 2008م الموافق 09 ذي القعدة 1429هـ

الديمقراطيون والجمهوريون وجهان لعملة واحدة في نظر البحرينيين

رئيس من أصل إفريقي يقود الولايات المتحدة

الوسط - محرر الشئون المحلية 

08 نوفمبر 2008

عبر أحد المواطنين البحرينيين البسطاء وهو يراقب شاشة التلفاز في أحد المقاهي الشعبية بالبديع مساء أمس الأول عما يجول في خاطره وهو يتابع طوابير الأميركيين عند مراكز الاقتراع بالقول: «باراك سيفوز... شكله طيب، ويقولون إن أصله مسلم، أحسن من الآخر الذي يبدو من شكله أنه، ولو فاز سيؤذي العالم أشد الأذى»، وليس ذلك المواطن وحده الذي جالت في نفسه الخاطرة ذاتها، فملامح وجه أول رئيس أسود للولايات المتحدة الأميركية تبدو «بيضاء» في نظر بعض المواطنين من ناحية قراءة ملامح الطيب! لكن النتيجة الأهم، أن المتابعين السياسيين يرون أن كلا الحزبين العملاقين، الديمقراطيين والجمهوريين، وجهان لعملة واحدة هي السياسة الأميركية المعهودة.

ومع تحقيق باراك أوباما فوزا كاسحا في الانتخابات، ليتوج أول رئيس أسود للأمة الأميركية في خانة الرئاسة رقم (44)، فإن ردود الفعل المحلية لم تخرج عن حدود القراءة المشتركة للمستقبل، والمقيدة في دائرة الأمل والأمنيات في تغيير السياسة الأميركية، وهذا الوضع يختصره الأمين العام للتجمع القومي الديمقراطي رسول الجشي بعبارة واحدة قصيرة: «لا نتوقع خيرا، ولكن نأمل ذلك، ذلك لأن سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية معهودة ومكررة».

الأميركيون ثاروا على الجمهوريين

لكن نائب الأمين العام للتجمع القومي حسن العالي يفصل أكثر بالقول: «إن قراءة النتائج تضع أمامنا أمرين: الأول هو أن فوز باراك بهذه النسبة والفارق الكبير الكاسح على ماكين يعطي مؤشرات واضحة وقوية على رفض الأميركيين وسخطهم من نتائج وتداعيات تولدت عن سياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عبر ثماني سنوات من وجوده في سدة الرئاسة»، ويفصل العالي «وأبرزها زج الولايات المتحدة في حربين خاسرتين في أفغانستان والعراق، مع ما نتج عن ذلك من تدمير هائل للبلدين المذكورين والسيطرة على مقدراتهما من دون أن يحرز أي شيء ممكن أن يطلق عليه (نصر حاسم)»، مضيفا «بل على العكس، لحقت الهزيمة بالقوات الأميركية وفقد منهم الكثيرون، ثم أنفق مئات المليارات التي دفعها دافعو الضرائب في الولايات المتحدة لتغطية نفقات تلك الأزمات، ثم توجت هذه السياسات الحمقاء بالأزمة المالية الرهيبة التي ضربت الاقتصاد الأميركي وألحقت الأضرار البالغة بالاقتصاد العالمي، وأدخلته في مرحلة من الكساد الذي سيؤثر سلبا ليس على حياة الأميركيين فقط بل على مئات الملايين من محدودي الدخل والفقراء في العالم».

وأضاف «نتيجة كل هذه السياسات ثار الأميركيون على الجمهوريين، وصوتوا إلى أوباما».

أما الأمر الثاني الذي يراه العالي، فهو أنه «على صعيد القضايا العربية، فمن غير المتوقع أن نتلمس فرقا جوهريّا بين سياسات الجمهوريين والديمقراطيين، وخاصة فيما يخص القضية الفلسطينية، كما أننا من خلال متابعتنا المناظرات في فترة الحملات الانتخابية، ونتحدث عن أوباما تحديدا، لم نشعر بفرق جوهري بخصوص الحرب في العراق وأفغانستان»، موضحا «بل طالب أوباما بالتشديد على إيران على سبيل المثال، لكن ليس في إمكاننا الحكم على المستقبل إلا من خلال ما سنشاهده على الأرض إذا ما تحققت أمور إيجابية، أما اذا استمرت السياسة ذاتها فهذا يؤكد انسجام الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، في المنهج ذاته».

هل يغيّر أوباما «سياسة القوة»؟

بدأ عضو المجلس النيابي عبدالعزيز أبل قراءته نتائج الانتخابات الأميركية بقوله: «أنا فرح بفوز أوباما، وبصراحة كنت أتوقع فوزه من دون شك... حتى في أميركا، فإن الجالية الهندية التي تعيش هناك عبروا في لقاءاتهم التلفزيونية عن أنهم، لو كان يحق لهم التصويت، سيصوتون لأوباما، واليوم، أعلنت كينيا، التي أرسلت برقيات تهنية لأوباما وهنأوا القبيلة التي ينتمي إليها، أعلنت أن يوم غد هو يوم عيد وطني لهم».

وزاد قوله: «وبالتأكيد، نتوجه بالتهنئة الى الرئيس المنتخب باراك أوباما ولأسرته وأيضا للحزب الديمقراطي، كما نهنئ الشعب الأميركي بالانتخابات الأميركية كلها بما فيها من حيوية، تعبر عن ديمقراطية عريقة جداّ نأمل أن تكون نموذجا لكل الشعوب والأمم في العالم قاطبة».

ويشير أبل إلى أن فوز أوباما كان متوقعا إبان الحملات الانتخابية التي بدا فيها جادّا، وأن لديه توجها لتصحيح الأوضاع، وخصوصا أنه جاء من خلفية اجتماعية بقربه من الناس، وبالتالي فإن السياسات الاجتماعية تأخذ منحى إيجابيّا يساعد على التطور لمساعدة الفئات المضغوطة اجتماعيّا وهو يمثل الحزب الديمقراطي وهو حزب، تاريخيّا أقرب إلى الطبقة الكادحة، ويمثل الطبقة الوسطى أو الأقرب منها، ولذلك يتوقع أن تكون سياساته المقبلة مواتية لهذه الفئات وليس للمؤسسات الاقتصادية الكبرى كما هو حال الحزب الجمهوري.

وأضاف أن «لولايات المتحدة دولة مؤسسات ولا تسلم سياستها لأفراد، ولكن دور الفرد معروف ومؤثر، «وخصوصا في حال القيادات الكاريزمية، وأوباما واحد منها، وكما قرأت عن باراك أوباما، فإنه عندما كان ممثلا للكونغرس في ولاية الينوي كان يعبر عن سياسات متزنة وإيجابية، ونأمل أن ينعكس دوره على رسم السياسات في الاقتصاد العالمي»، معللا «لأن أميركا تحظى بنسبة 25 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي ولذلك هي دولة لوحدها تعادل ربع الاقتصاد العالمي، وهي تؤثر سلبا وإيجابا ونأمل في نمو الاقتصاد العالمي ومعالجة الظروف الاقتصادية للدول في أميركا وآسيا وأميركا اللاتينية»، ويضيف «وعلى صعيد العلاقات الخارجية، فمن المؤمل أن يخفف باراك أوباما من اعتماد نهج سياسة القوة التي اعتمدتها أميركا في كثير من الدول»، وخصوصا في العهدين الأخيرين للرئيس السابق بوش «وانعكست على الاستقرار العالمي، وعلى الدول التي وقعت فيها هذه الصدامات والتوترات وهذا لا يخدم سياسات أميركا».

وزاد قوله :»نأمل أن يقف أوباما موقفا عادلا من الشعب الفلسطيني ودافعا في اتجاه دولتين دولة فلسطينة ودولة «إسرائيل»، رغم أننا نؤمن بدولة ديمقراطية تجمع اليهود والعرب»، وخصوصا «أن التاريخ العربي والإسلامي لم يكن معاديا في أي مرحلة من المراحل لليهود، ولم يضرهم والدليل أنه في إسبانيا طوال 800 سنة كان اليهود يعيشون في استقرار وعندما سقطت الدولة الإسلامية عانى اليهودي كما عانى المسلم».

استمرار الدعم المفرط لـ «إسرائيل»

ويقول رئيس جمعية الإخاء الوطني موسى الأنصاري «إننا دائما نتوقع الأفضل بعد كل دورة رئاسة انتخابية أميركية، لكن الجمهوريين والديمقراطيين وجهان لعملة واحدة بالفعل، وسياستهم معروفة حيث لهم دستورهم وخطهم اللذين يسيرون عليه، لكنه يعود إلى الصورة الانطباعية في التفريق بين كل من أوباما ومنافسه جون ماكين، في أن الأول يبدو أعقل من الثاني، وخصوصا أن الحكومة الأميركية، كما هو معروف، تتعامل مع الدول الأخرى بالعنف، لكنهم لم يتمكنوا من مواجهة الأزمة الإقتصادية التي تكبدها الإقتصاد الأميركي التي تبين أنه اقتصاد هش ومنخور من الأسفل بشهادة كبار الإقتصاديين في اميركا والعالم الذين لم يكونوا يتوقعون أن يحدث ما حدث».

ويواصل الأنصاري قوله :»جوهر السياسة، السياسة الداخلية لن تتغير، لكن السياسة الخارجية، فإن الدعم الأميركي المفرط لـ «إسرائيل» سيكون مستمرا ولا نقاش فيه، وسيدعمون «إسرائيل» إلى آخر رمق، ولكنني أعتقد بأن أوباما متفهم أكثر للأسلوب الهادئ، خلاف ماكين الذي يؤمن بالعنف من شكله وتاريخه»

العدد 2256 - السبت 08 نوفمبر 2008م الموافق 09 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً