العدد 1723 - الجمعة 25 مايو 2007م الموافق 08 جمادى الأولى 1428هـ

ثوب الزفاف... لحظة بيضاء تضيء ليالي العمر

هل من الممكن الاستغناء عن لونه الأبيض؟

إنه ثوب الأحلام، ثوب اليوم الواحد وثوب العمر الذي سيدخلك آفاق مستقبل جديد برفقة شريك العمر... كل الأنظار شاخصة إلى العروس تراقب خطواتها الهادئة تدخل قاعة الاحتفال. طلة رشيقة مشية في فخر، وفستان أبيض يتلألأ جمالا تحت أضواء القاعة، وعروس تشرق بابتسامة عذبة تحتار على من توزعها بين مدعويها.

أمر طبيعي أن يأخذ فستان الزفاف هذا الحيز الكبير من اهتمام ووقت الفتاة في غمرة استعدادها لأبرز وأهم محطة في حياتها، عندما يحين الوقت لأن تختال مزهوة سعيدة بين المدعوين في حفل زفافها الموعود وهي تلبس الثوب الذي حلمت به منذ طفولتها وألبسته ألعابها وشاهدته في محلات الأزياء وفي صفحات المجلات حتى غدت شابة وآن الأوان لأن تُزف إلى زوج المستقبل... إنه حلم جميل ويكاد يكون من أكثر الأحلام التي تشترك فيها الفتيات في كل المجتمعات ومختلف الفئات العمرية.

بقي ثوب الزفاف محافظا على لونه الأبيض لعقود طويلة قبل أن يقبل فكرة أن يتلون ولو بخجل في بعض التصاميم الجريئة. فمن المعروف أن الإجماع على اللون الأبيض بالنسبة إلى ثوب الزفاف كان شبه شامل على خلفية المعاني التي يحملها ذلك اللون الذي يعتبر رمزا للصحة والطهارة والنقاء، أما اليوم فأمام الهجمات المتكررة التي شنتها «الموضة» بشكل متصاعد على فستان الزفاف حدثت تبديلات تدريجية في تصميماته وحجمه ونوعية خاماته، إذ أصبح اليوم يحمل شعار «البساطة تصنع الجمال»، هذا بالإضافة إلى أنه استطاع التنازل قليلا عن اللون الأبيض فأصبح أحيانا أبيض سكريا أو «أوف وايت»، أو «ذهبيا» في أغلب الأحيان.

فستان الزفاف يعني «الكفن»!

عروس قديمة (مطلقة وأم لأربعة فتيان) تقول عن فستان الزفاف: «يعني لي (الكفن) وأحرقته بإصراري على أن أكون حرة بعد طلاقي».

وتتفق معها في الرأي ق.ع، إذ قالت إن «ثوب الزفاف هو الحلم الذي يكبر مع أية فتاة منذ الصغر إذ تربى الفتاة على هذا الحلم الذي تعتبره نقطة تحول كبيرة في حياتها غير مدركة أن هذا الثوب قد يكون القفص الأبدي الذي لا يمكنها الخروج منه ولاسيما إذا كان هذا الثوب سيدخلها قفصا غير «ذهبي» لأنه بداية الطريق إلى حياة لا تعلم كيف ستكون.. فالثوب بلونه الجميل الذي يحمل في الوقت نفسه لون الكفن قد يكون فعلا كذلك.

أيام أول أحلى

انتصار (أم عبدالله) تقول: «كان حفل زفافي في العام 1966 وبصراحة لم يكن ثوب الزفاف الأبيض موجودا، كما لم تكن فساتيننا في تلك الأيام جميلة كما هي الآن، وكانت تقوم سيدات من الديرة (المنطقة التي تسكن بها) بخياطته ولم تكن هناك فساتين جاهزة، ولكن كانت حفلة الزفاف أجمل وكان العرس يستمر سبعة أيام تبدل فيه العروس سبعة فساتين بسبعة ألوان في كل ليلة فستان».

آمال محمد (أم علي) متزوجة منذ 4 أعوام، تقول: «فستان الزفاف يعني الفرحة لارتباطي بزوجي الذي عشت معه كل العمر وقد فرحت بعريسي أكثر من الفستان وكنت راضية تماما عن فستان زفافي وأنا محتفظة به حتى الآن».

أول لبسة أو مستأجر... المهم ثوب جميل

كوثر تقول: «ثوب الزفاف رمز لبدء حياة جديدة تتوِّج بناء أسرة مستقلة ومستقرة إذا أحسنت اختيار الشريك المناسب، أما فيما يتعلق بلون هذا الثوب فلن أرضى بغير اللون الأبيض بديلا لكونه رمز النقاء والصفاء والديمومة... وبالنسبة إلي فالمهم أن يكون الثوب مناسبا ويضفي عليّ رونقا خاصا حتى لو كان مستأجرا أو أول لبسة».

وتقول ندى مكملة ما بدأته سابقتها: «ثوب الفرح يعني لي التميز للعروس من بقية الفتيات ولفت وجذب الأنظار إليها، أما بالنسبة إلى لونه فأنا متمسكة به، ولكني قد أحبذ إضفاء بعض الألوان الخفيفة عليه مثل الأبيض مع اللون الوردي... المهم أن يظل اللون الأبيض موجودا».

السعر ليس مهما

ابتسام (عاملة في محل لتأجير وبيع وخياطة فساتين الزواج والخطوبة)، تقول: «50 في المئة من العرائس يفضلن الفساتين المستأجرة لرخص ثمنها، لأنها لا تريد الاحتفاظ به لأنه ليس عندها مكان له، فيما 40 في المئة منهن يفضلن أن تكون فساتينهن أول لبسة، أما الباقي من النسبة البقية فيفضلن فساتين خاصة بهن يمتلكنها عند نهاية الحفلة».

نورة يوسف، تقول: «بالنسبة إلي لا يهمني سعره بل يهمني أن يكون جميلا لأظهر بشكل مميز وجميل لأن هذه الليلة ستُحفر في الذاكرة ولكني لا اقبل أن يكون الثوب مستأجرا لأني أرى أن من حقي أن احتفظ بثوب زفافي تاريخا لبدء حياة جديدة».

العدد 1723 - الجمعة 25 مايو 2007م الموافق 08 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً