العدد 1734 - الثلثاء 05 يونيو 2007م الموافق 19 جمادى الأولى 1428هـ

«بوابة المرأة» في رحاب قصر الروضة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تجاوزت قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، كل البروتوكلات ووضعت جانبا كل مقاييس البيروقراطية الإدارية المتعارف عليها، وكسرت كل القيود، وبلفتة منها، طلبت من مكتبها أن يدعو الوفود المشاركة في مؤتمر بوابة المرأة الذي يقام بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق البوابة. وفي لقاء مفتوح بقصر الروضة تناولت شئون المرأة وشجونها، مركزة على دور البوابة في هذا المجال.

وفي ذلك اللقاء أشادت بالبرامج المطروحة في برنامج المؤتمر وخصوصا تلك المتعلقة بالأدوار والمهارات الإدارية للمشروعات الناجحة وشددت على ضرورة الاستفادة من هذه التقنية في مجالات دعم وتمكين المرأة وخصوصا في برامج التمكين الاقتصادي الذي يعد حاليا من الأولويات التي يوليها المجلس الأعلى للمرأة أهمية كبرى في إطار خطط وبرامج الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية؛ لتعزيز مركز المرأة في هذا القطاع الاقتصادي المهم».

رسالة واضحة وصريحة ومحددة حرصت على أن تزرعها بعناية فائقة في أذهان الوفود المشاركة في مؤتمر البوابة. ترى ما محتوى الرسالة التي أرادت أن تبثها من خلال ذلك اللقاء السريع والخاطف؟

على المستوى النسائي المحض، تريد أن تقول إنها شخصيا حريصة كل الحرص على متابعة الأنشطة النسائية كافة التي تتم في ربوع المملكة، فذلك من صلب اهتماماتها على الصعيد الذاتي. فهي في المقام الأول والأخير سيدة من سيدات المجتمع البحريني.

أما على المستوى الرسمي، ولكونها رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، تريد أن تقول: إن من الطبيعي أن يكون محور اهتمامات هذه المؤسسة هو حمل هموم المرأة وشجونها؛ ما يجعلها مطالبة أكثر من غيرها بأن تضع في أعلى قمة قائمة مسئولياتها، وهي كثيرة، مسألة تمكين المرأة وتعزيز دورها في مشروعات التنمية التي تدشنها المملكة. تقوم بذلك في تناغم كامل مع مشروعات تمكين المرأة على الصعيدين الإقليمي العربي والخليجي، والعالمي في آن.

أما على مستوى بوابة المرأة، وهو المشروع الذي دأبت على رعايته منذ المراحل المبكرة من حياته، وعندما كانت البوابة مشروعا جنينيا يشق طريقه بصعوبة ومشقة... تريد أن تقول: إن البوابة منتج وطني يحظى بالدعم والرعاية منها. هذا المشروع الذي نجح اليوم - بفضل ذلك الدعم والرعاية - في أن يحقق الكثير من الإنجازات على مستويات عدة من بين أهمها: المحتوى الذي تعرضه البوابة في موقعها على الإنترنت، والخدمات التي توفرها لزوار ذلك الموقع، والتي أهلتها لأن تصبح من أهم المواقع النسائية على الإنترنت، وأفسحت لها في المجال كي تقوم بنسج علاقات مهنية ناجحة ومتطورة مع مؤسسات عالمية مثل «اليونيدو» وإقليمية مثل «أجفند»، وشركات عملاقة مثل شركة مايكروسوفت من جانب، ونيل اعتراف دولي من خلال الجوائز التي كسبتها ومن أهمها الجائزة العالمية للمحتوى الإلكتروني فئة الاحتواء الإلكتروني للعام 2005، من جانب آخر.

رسالتها واضحة للوفود... بين أيديكم مشروع نسائي بحريني الإنتاج عربي الأفق عالمي التوجه، تتوافر فيه كل ما تحتاج إليه المؤسسات النسائية من معلومات وخدمات على الإنترنت. كل المطلوب من المؤسسات التي تمثلها تلك الوفود هو التفاعل الإيجابي مع البوابة لتحقيق الفائدة القصوى من تلك المحتويات التي تبثها والخدمات التي توفرها.

لكن ولتكتمل الصورة فلابد لنا أن نثير سؤالا هو أيضا: كيف ينبغي أن تقرأ المؤسسات البحرينية الرسمية منها والمدنية وغير الحكومية النسائية تلك التي تنشط في مجالات ذات علاقة بالشأن النسائي بما فيها البوابة، هذه الرسالة الجريئة في نظرتها المنطقية وفي توجهاتها؟

لابد للمؤسسات النسائية البحرينية أو تلك ذات العلاقة بالعمل النسائي أن تولي هذه الرسالة الاهتمام الذي تستحقه، وتقرأه بشكل صحيحح وعلى نحو إيجابي، وأول خطوة على هذا الطريق أن تضع جانبا ذهنيتها التنافسية الضيقة الأفق المحدودة الرؤية، التي في حالات كثيرة ترى في البوابة ظاهرة منافسة لها أو بديلا يستولي على دورها.

على مستوى المؤسسات النسائية، ينبغي أن تُقرأ الرسالة على أنها دعوة لتلك المؤسسات كي تغادر مواقعها التقليدية التي تقوقعت فيها منذ تأسيسها وأصبحت أسيرة لها وتنطلق منها نحو الآفاق التي تفتحها أمامها البوابة. هذا يقتضي من تلك المؤسسات أن تضع جانبا سلوكها التشرذمي الذي يقلص من دائرة فاعليتها وتلج بدلا من ذلك الفضاء الرحب الذي تدعوها إليه سموها لأن تحلق فيه. والمرأة البحرينية تتطلع نحو المستقبل لحركة نسائية راسخة في صرحها التقليدي منطلقة بلا حدود في فضاء الإنترنت التخيلي، وفي القلب منه بوابة المرأة.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1734 - الثلثاء 05 يونيو 2007م الموافق 19 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً