العدد 1794 - السبت 04 أغسطس 2007م الموافق 20 رجب 1428هـ

الهند تؤمن بالحوار لتعزيز «أمن الخليج»

السفير الهندي في المنامة يطالب بحد أدنى لأجور العمالة الهندية ويؤكد:

قال السفير الهندي في المنامة بالكريشنان شتي لـ «الوسط»: «أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن الهند»، وعدّ التقارب الأخير بين الهند والولايات المتحدة في عدد من القضايا الاستراتيجية، كالتعاون النووي وزيارة حاملة طائرات أميركية للهند، معبرةا عن الإيمان المشترك بضرورة تحقيق توافق على أمن المنطقة وتعزيز الحوار والتفاهم بما يخدم الجميع، معتبرا علاقة الهند التاريخية مع الخليج محفزا لمزيد من التعاون في جميع المجالات الحيوية والاستراتيجية.

وعدّ شتي أمن منطقة المحيط الهندي وبحر العرب واستقرارها يعتمدان على أمن الخليج؛ نظرا إلى قرب المناطق جغرافيا، واعتماد الهند في 70 في المئة من احتياجاتها النفطية على ما يتم تصديره عبر مضيق هرمز إضافة الى وجود بين أربعة وخمسة ملايين هندي في دول الخليج يمارسون كل أنواع النشاطات الخدمية والصناعية والإنشائية.

وأكد شتي ان الحكومة الهندية لا تؤمن بخيار القوة لتحقيق الأمن وحل الازمات في منطقة الخليج، معتبرا ان حكومته كانت ومازالت على استعداد لتلعب دورا وسيطا وايجابيا في المشكلات الكبرى، فيما لو طلب منها ذلك.

الهند التي تحتفل في اغسطس/ آب 2007 بمرور 60 عاما على استقلالها تنطلق بعد نجاحها في تأسيس دولة قومية كبيرة، وهي اكبر ديمقراطية في العالم اليوم بالنسبة الى حجم سكانها، وهي حاليا تنمو بقوة ومعدلات مستمرة لسنوات طويلة، وهذا يؤهلها حاليا كي تلعب دورا اقليميا وعالميا يوازي حجمها الطبيعي، حسبما يرى السفير الهندي في المنامة.

وقال شتي: «ننظر الى أمن الخليج وامكان تعزيزه تماما كما حققنا امن الهند الداخلي من خلال اعتماد العقل والحوار والتسامح والديمقراطية»، مؤكدا «استطيع ان اقول ان عوامل قوة الهند في تنوعها الاجتماعي وانفتحاها وتسامحها الثقافي، ووحدة مناطقها وقبولها بدستور ديمقراطي، واصلاح الادارة المحلية اذ لدينا ادارات محلية للقرى، وحكومات محلية لـ 28 ولاية و7 اراضٍ اتحادية وحكومة فيدرالية، وسعينا الى تحقيق اساسيات العدالة الاجتماعية - الاقتصادية، ومن اهم ذلك اعادة توزيع الاراضي التي كانت بيد ملاك الاقطاع الى الناس، والاقبال بشكل نهم على العلوم الحديثة واستلهامها بشكل متفوق، واخضاع العسكريين للساسة المدنيين المنتخبين، واعتماد مبدأ الدبلوماسية والحوار بدلا من القوة والعنف لحل الازمات».

وأضاف «اننا نعتبر علاقاتنا مع الخليج تاريخية وثقافية وليست فقط مرتبطة بالنفط، على رغم ان 70 في المئة من احتياجات الهند تأتي من مضيق هرمز، ولذلك فإن الخليج بالنسبة إلينا مهم جدا، ولا يفصلنا عن الخليج سوى بحر العرب، ونحن نعتبر امن الخليج جزءا اساسيا ومكملا لامن الهند، ولذلك شاركنا في اللقاءات التي تعقد في البحرين والخليج الخاصة بالشئون الاستراتيجية والامنية».

وقال شتي: «مقاربتنا للأمن لحد الآن تفاهمية، اذ ليس لدينا أي اتفاقات امنية او عسكرية مع دول خليجية، ونحن نعتقد ان كل دولة خليجية لديها رؤيتها بشأن تحقيق الأمن ونحن نستمع الى هذه الآراء ونسعى الى ان نساهم فيما يخدم مصلحة الجميع. كانت لدينا مشكلاتنا الخاصة بنا التي احتجنا الى ترتيبها، والآن لدينا اقتصاد قوي وينمو باستمرار، ونحن ننظر الى علاقاتنا مع دول الخليج على اساس حسن الجوار».

وفي اذا ما كانت الهند تعتزم توقيع اتفاقات عسكرية مع دول الخليج، أجاب شتي: «حاليا لا يوجد حديث من هذا النوع، ومن المحتمل ان يتغير الوضع مستقبلا، ولكني لست هنا لأحدد سياسة الهند الخارجية، فهذه قضايا لها مجالها الخاص بها. نحن واعون لأهمية الخليج وامنه، ويهمنا ان نكون مساعدين على تحقيقه عبر التفاهمات المشتركة».

وردا على سؤال لـ «الوسط» عن السبب في عدم التفاهم مع الايرانيين، قال: «لدينا علاقات مميزة مع الايرانيين، ولكن لسنا من الذين يلعبون دورا بالشكل المطروح، ولم يطلب منا احد ان نكون جزءا من العلاقات في هذا الجانب. كنا على الجانب الآخر اثناء الحرب الباردة، ومنذ العام 1991 فسياسات الهند تتطور والاميركان تقربوا من الهند في الفترة الاخيرة، وهذا كله يصب في التوجه الذي نؤمن به وهو تحسين العلاقات على اسس الدبلوماسية والحوار. اننا حاليا من الدول القليلة التي تستطيع تقريبا التحدث الى الجميع».

وفي اذا ما كانت الهند تتحاور مع الولايات المتحدة بشأن امن الخليج، قال: «اؤكد ان علاقاتنا مع الاميركان قائمة على الحوار في القضايا التي تعني البلدين، فالجميع يعد الهند قوة من اجل السلام والتعاون، وأشار بعض المحللين الاميركان إلى انه سواء ارادت الهند او لم ترد فإن دورها الاستراتيجي الذي كانت تلعبه في فترة البريطانيين، سيعود مرة اخرى، ولكننا نتعامل على اساس الصداقة مع الآخرين».

وفي حديثه عن العمالة والمساعي التي تبذلها الهند لتحسين ظروف جاليتها في البحرين ودول الخليج الاخرى، أكد شتي لـ «الوسط» ان سفارته تسعى حاليا للوصول الى تفاهم بين البلدين بشأن تحديد حد أدنى للإجور لايقل عن 100 دينار شهريا للعمالة الهندية، معتبرا ان تحسين الوضع المعيشي من شأنه ان يقضي على مشكلات عدة تتكرر بين الفترة والأخرى وهي لا تصب في صالح أحد.

وقال شتي ان الاستعدادات لزيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للهند مطلع العام المقبل جارية على قدم وساق، معتبرا «زيارة رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة قبل ثلاث سنوات للهند موفقة، وكذلك زيارة ولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة للعاصمة (نيودلهي) مطلع العام الجاري وافتتاحه السفارة البحرينية هناك خطوة مهمة جدا تهدف الى توسيع العلاقات في كل المجالات».

وعقّب على لقاء سمو ولي العهد في الهند مع الوزير الهندي المعني بشئون الجاليات في الخارج، قائلا: «نحن ننظر إلى مساهمة الهنود في العملية التنموية في البحرين ودول الخليج بأهمية، ونعتقد أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في ظروف التوظيف، ولدينا الآن اتفاقات مع بعض دول الخليج، ونسعى إلى ان نتوصل الى اتفاقات مع البحرين بشأن العمالة الهندية بهدف تحسين ظروفها المعيشية والعائلية وضمان حقوقها وأيضا مواكبة ما يتسلمه العامل مع معدلات الغلاء المعيشية».

العدد 1794 - السبت 04 أغسطس 2007م الموافق 20 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً