أكد التقرير عدم وجود إجراءات ولوائح واضحة وموثقة تتناول تنظيم المراحل المختلفة لترسية وإبرام عقود الإيرادات ومتابعة تنفيذها، مشيرا إلى أن الهيئة لم تقم بإعداد دراسة لتحديد مدى الجدوى الاقتصادية لإبرام عقد الامتياز لإدارة وتسويق الإعلانات على الموجات الإذاعية AM801 وFM93.3 وFM96.5، فضلا عن عدم تحديد الأسس المستخدمة في تحديد القيمة المتعاقد عليها مع شركة بروموسفن كبرنامج مقايضة في صورة إعلانات لصالح الهيئة في الوسائل الإعلانية المملوكة لشركة بروموسفن، مشيرا إلى أن الهيئة لم تطرح العقد في مزايدة عامة أو طلب عروض أسعار من عدة شركات على الرغم من وجود العديد من الشركات الكبيرة والمؤهلة في هذا المجال، منوها إلى عدم وجود خطة إعلانية موثقة توضح كيفية استغلال مبلغ المقايضة البالغ 900 ألف دينار على مدار مدة سريان العقد، وذلك بهدف ضمان استغلال المبلغ بالشكل الأمثل.

وأضاف التقرير أن الهيئة لم تقم بالحصول على حسابات مدققة توضح التكلفة الحقيقية للأجهزة والمعدات التي سوف تؤول إليها بعد فترة انقضاء العقد (12 عاما) مع شركة mbc مقابل قيام الهيئة بمنح mbc حقوق البث الأرضي لقنوات الإذاعية والتلفزيونية، منوها إلى عدم وجود متابعة فعالة لبرامج التدريب التي تشملها بعض عقود الإيرادات كمقابل غير مادي للهيئة، مستدركا وجود بعض القنوات التلفزيونية المستأجرة على القمر الصناعي (عربسات) وغير مستغلة بالكامل.

وأوضح التقرير أن الهيئة قامت في 15 يوليو 2002 بالتعاقد مع مركز الشرق الأوسط (mbc) لمنح المركز حقوق البث الأرضي لبرامجه التلفزيونية والإذاعية من البحرين خلال الفترة من 15 مارس 2003 إلى 14 مارس 2015، مشيرا إلى أن ذلك في مقابل قيام المركز بتحمل تكلفة إنشاء المبنى والبرج الهوائي ومستلزماته وإجهزة الإرسال والبث حيث قدرت التكاليف بقيمة 8 ملايين دولار على أن تؤول المنشآت والمعدات المشار إليها إلى الهيئة بعد انقضاء مدة العقد (12 عاما) على أن تقوم الهيئة بتخصيص الموقع اللازم لذلك بأرضها، منوها إلى عدم قيام الهيئة بمسك قائمة أو سجل يوضح بنود هذه المنشآت والمعدات التي ستؤول إليها بعد 12 عاما والتكلفة الفعلية لها، حيث إن العقد يلزم مركز تلفزيون الشرق الأوسط عند اكتمال الأعمال والإنشاءات بتقديم حسابات من المركز حتى فبراير 2007، ويؤدي ذلك إلى عدم تمكن الهيئة من تحديد التكلفة الحقيقية للمنشآت والمعدات ومقارنتها بالقيمة التقديرية المنصوص عليها بالعقد لهذه المنشآت والمعدات.

وأردف التقرير أن العقد ينص على إمكانية استخدام الهيئة خلال مدة العقد للبرج وأجهزة المركز والتي ستؤول في نهاية العقد للهيئة، إلا أنه اتضح أن الهيئة تقوم باستخدام البرج فقط لبث بعض الموجات الإذاعية والقنوات التلفزيونية وذلك لطول البرج والذي يعتبر أعلى من أبراج الهيئة الأخرى مما يعطي جودة بث أعلى، وهنا يثار السؤال حول جدوى العقد ومدى حاجة الهيئة لمثل هذه الأجهزة، حيث إنه إذا كانت الهيئة بحاجة ماسة لمثل هذا البرج وهذه الأجهزة فلم الانتظار لاثني عشر عاما ليؤول البرج والأجهزة للهيئة.

ونوه التقرير إلى وجود بعض القنوات المستأجرة على الأقمار الصناعية غير مستغلة بالكامل، مشيرا إلى أن الهيئة لم تستغل جميع القنوات الفضائية التي تقوم باستئجارها على القمر الصناعي (عربسات) حيث لوحظ أن الهيئة تقوم باستئجار عشر قنوات فضائية على قمر العربسات بإيجار سنوي قدره 2.7 مليون دولار بينما تقوم باستغلال ثلاث قنوات فقط، وقد أفاد مسئولو الهيئة أن الباقة المؤجرة من القنوات هي الحد الأدنى الذي من الممكن التعاقد عليه، حيث إن عدم استغلال القنوات المؤجرة بشكل كامل يؤدي إلى ضياع الفرصة على الهيئة لاستغلال هذه القنوات وتحقيق إيرادات منها.