العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ

البوري يدعو للاهتمام بـ «الشمالية» لتخفيف التأزم السياسي

تمنى الأخذ بتجربة المغرب في إزالة أحياء الصفيح

الوسط - محرر الشئون المحلية 

30 ديسمبر 2007

دعا رئيس مجلس بلدي الشمالية يوسف البوري الدولة، إلى الاهتمام بالمحافظة الشمالية، للتخفيف من حدة الاحتقان والتأزم السياسي الذي تعاني منه المنطقة.

وذكر البوري بعض الأرقام عن «الشمالية»، مشيرا إلى أن بها 350 بيتا آيلا للسقوط، و2700 للترميم ضمن مشروع تنمية المدن والقرى، و2440 لعوازل الأمطار (العدد من المتوقع أن يرتفع مع فتح باب التسجيل لدفعة أخرى)، لافتا إلى أن أصحاب هذه البيوت دخلهم الشهري أقل من 400 دينار.

وأكد أن 40 في المئة من بيوت «الشمالية» عمرها أكثر من 20 عاما، وبها تكدس أسري نظرا الى المشكلة الإسكانية، إضافة إلى وجود مشكلات الطرق والصرف الصحي والإنارة والبنية التحتية والخدمات وعدم وجود مرافق خدمية أو ترفيهية، سائلا «إلى متى ستبقى القرى على هذا الحال؟ وهل الحكومة لديها النية لتحويل هذه القرى إلى قرى نموذجية؟».

وحذر الرئيس البلدي من أن هناك بيوتا كثيرة في «الشمالية» بها غرفتان، والأولاد والبنات البالغين الساكنين فيها ينامون في غرفة واحدة، وهي مسألة تثير قلق الكثير من الأسر.

وبين أن المملكة المغربية خصصت 700 مليون يورو لإزالة أحياء الصفيح في منطقة الدار البيضاء، و380 يورو لمعالجة مستوى الفقر في المنطقة ذاتها، في إطار مساعي الدولة لتطوير البنية التحتية، معتقدا أن «شعب البحرين لا يساوي مدينة بالمغرب، والدولة يجب أن تكون صاحبة مبادرات، فالحوادث التي مرت بها البلاد، لم تكن هي النهاية، والدولة يجب أن تحتضن مواطنيها وأن تتواجد بثقلها في الشارع الشمالي وتوجد مختلف الخدمات».

وتابع «حينما تقدم الحكومة المغربية مبلغا لإزالة أحياء الصفيح وتحسن من الظروف المعيشية، وتخصص 380 مليون لمحاربة الفقر، فلا بد أن مواطنيها يتلقون هذه التحركات بترحيب بالغ، ويشعرون بأن هناك نوايا طيبة، ونحن لسنا أقل من المغرب»، مضيفا «لا نريد تطوير القرى دفعة واحدة، ولكن لا توجد بوادر لإقامة قرى نموذجية (...)، لا يمكن أن يترك مصير القرى للمجهول، فالمحافظة الشمالية تمثل ثلثي البحرين، وهي الأكثر كثافة سكانيا، وبها أكثر معدلات بطالة وفقر»، مستدركا «أقولها بصراحة، الناس محبطون، ورقعة البلد صغيرة وتعداد سكانها الأصليين لا يتجاوز 600 ألف نسمة، والغريب أن بها هذه المشكلة الكبيرة».

وأعرب البوري عن عدم اعتقاده بأنه ستكون هناك فرصة سانحة كالتي تمر بها البلاد في ظل ارتفاع أسعار النفط لتطوير القرى لتكون نموذجية، مبينا أن «الصحف المحلية تتحدث عن مشروعات تبلغ كلفتها مليارات الدنانير، ولكن نرى أن هناك إهمالا متعمدا للقرى، فمن من الأولى أن يدخر جزءا من هذه المشروعات لتطوير القرى».

وأشار إلى أنه لا يتحدث عن بلد مترامي الأطراف حتى يصعب السيطرة على هذه المشكلة، فبإمكان الدولة تخصيص 4 قرى سنويا لتحويلها إلى قرى نموذجية، والحكومة إذا أرادت فعلت، مؤكدا أن «الحلول الترقيعية لا تجدي، إذ نلاحظ بين الفترة والأخرى، تصدع بعض البيوت وسقوط واحتراق أخرى بسبب قدمها، وإذا هطلت الأمطار انكشف المستور، وأصبح وضع القرى لا يطاق بينما في دول آسيوية تعاني الفقر وتستمر الأمطار لديها أسبوع، ولكن لا تعاني من مشكلات».

وأوضح أن «ساكني الشمالية عانوا كثيرا، وآن لهذه الصفحة أن تنتهي لو فكرت الحكومة وأعلنت أنها ستبني قرى نموذجية في الشمالية، ووضعت خطة خمسية أو عشرية لتحويل جميع القرى إلى نموذجية»، مستفهما «ما الذي سيمنع من ذلك؟ هل هناك عجز مالي أو بعد سياسي أو أسباب أخرى؟».

وفي هذا الإطار، وجه البوري خطابه إلى الدولة قائلا: «من جاءكم صادقا ناصحا فاستمعوا له، ومن جاءكم متملقا متزلفا فلا تعيروه اهتماما، فتعزيز الروابط بين القيادة والشعب يحتاج إلى أمور كثيرة، منها أن يشعر المواطن بكرامته وعزته وأهميته، وأن لا يشعر بالدونية حينما يقارن بالأجنبي وأقرانه في دول الخليج».

وأردف «أنا ابن الشمالية واستشعر المعاناة الحقيقية للقرى التي تعيش أوضاعا صعبة لا تحتمل التسويف أو التأجيل. هناك من يستحي من هذا الواقع حينما يأتي إليه ضيفا ويهرب منه لأنه يريد أن يتجمل ولا يعطي انطباعا بأنه يعيش حالة دونية أو متخلفة (...)،لا أعتقد أنه يروق للقيادة السياسية أن ترى معظم قرى الشمالية تغرق في مشكلة الصرف الصحي ونحن في الألفية الثالثة وأطفالها يلعبون ويلهون بها بدلا من أن تتوافر لديهم نافورات وحدائق».

واستطرد «ما يأمله الشماليون أن لا يعيش أبناؤهم هذا الواقع المرير(...)، أقول للدولة، احتضني الشمالية فهي منكم وإليكم، ووجهوا رسائل إيجابية، فكل هذه المشكلات والإرهاصات والتجاذبات ستتلاشى وستمحى من المشهد البحريني إذا تواجدت الدولة بثقلها في الشمالية عبر مشروعاتها وخدماتها المختلفة (...)، هناك رغبة ملكية عبر عنها العاهل بتمنيه رؤية قرية نموذجية، فحري بنا أن نترجم هذه التوجيهات إلى واقع ملموس، وهذا ليس بالكثير على أبناء البحرين الذي يستحقون الكثير».

ومن وجهة نظره، فإن «حل الحوادث الأخيرة لا يكون بالوسائل الأمنية، فالناس بسطاء للغاية، يفرحون بشارع مبلط، فكيف سيكون حالهم لو تحولت كل مناطقهم إلى قرى نموذجية؟».

العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً