العدد 1983 - السبت 09 فبراير 2008م الموافق 01 صفر 1429هـ

تل أبيب... شريك دوائي تارة ومورد تصنيع ومصدر تارة أخرى ...الأمن الدوائي العربي واختراقه... «إسرائيل»

أن تكون مجمل القيمة السعرية لدواء الكولسترول المشهور lipitor (ليبتور) والتي تعادل موازنات دول (راجع مقالة مدير إدارة الصيدلة ورقابة الأدوية محمد ناصر)، نهاية الحكاية، فثمة قصص أخرى، أرقام أخرى، ودلالات أخرى أكثر دلالة عن أهمية «الدواء»، بوصفه قطاعا اقتصاديا.

لا يستطيع أحد من المختصين أن ينكر اليوم، حاجة كل الصيدليات في القطاعين الحكومي والخاص داخل جميع الدول العربية، في أن يكون أحد الأدوية الإسرائيلية على الأقل مركونا على الرف، وخصوصا بعض الأدوية التي تختص بعلاج الأمراض السرطانية.

بمناسبة الحديث عن الشركات الإسرائيلية فقد أكد تقرير أخيرا أن شركات الدواء الإسرائيلية أصبحت أحد «شركاء الشركات الأردنية وخصوصا شركة تيفا». وكذلك الحال في مصر، التي تشهد جدلا داخليا إثر الإعلان عن نية الحكومة بيع النسب الحكومية في مصانع الأدوية للقطاع الخاص، وهو ما أدى إلى تدافع الشركات الأميركية والإسرائيلية للظفر بهذه الحصص التي تعمل في سوق كبيرة ومفتوحة، وتتسم بالديناميكية والحيوية.

على الصعيد نفسه، كشفت صحيفة «العربي» المصرية, في تحقيق لها أن الأنسولين الذي تنتجه الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية وللقاحات في مصر (فاكسيرا) يصنع في شركة إسرائيلية. وقالت الصحيفة: «الشركة الإسرائيلية تدعى (بيوتون) اتخذت من كندا مركزا رئيسيا لها لتكون غطاء وستارا أمام الدول التي ترفض التعامل مع الشركات الإسرائيلية, وأوراق وبيانات الشركة المنشورة على الإنترنت تؤكد أنها شركة برأس مال 98 في المئة منه إسرائيلي وأن كل التكنولوجيا في تصنيع الدواء إسرائيلية». علما بأن شركة «بيوتون» الإسرائيلية تأتي في المرتبة 47 من بين الشركات المصنعة للأنسولين من حيث حجم المبيعات. هذه التعاونات العربية الإسرائيلية طالت العدو اللدود لـ «إسرائيل» أيضا، سورية. وذلك عبر إحدى الشركات السورية التي أكدت تعاونها مع الشركة الإسرائيلية عن طريق وسيط.

«إسرائيل» التي تمتلك اقتصادا قويا، تدعم بحوث مراكزها للدواء منذ سنوات، وهو ما جعلها تتصدر الكثير من الاكتشافات الدوائية الجديدة على صعيد أكثر من مرض. الأكثر من ذلك، يتبرع الإسرائيليون اليوم في التصنيع الدوائي بالنسبة للأمراض السرطانية خصوصا، وهو ما جعل من الدول العربية مجبرة على استيراد بعض الأدوية عن طريق شركات وساطة بريطانية، وهو ما يكلف موازنة المريض العربي الكثير.

بقى أن نؤكد حقيقة أن التصنيع الدوائي العربي لا يستطيع أن يحقق اكتفاء ذاتيا ما بقت السوق العربية معتمدة على السوق الأجنبية في استيراد الكثير من الأدوية، وخصوصا المتقدمة منها. وهو ما يحيل إلى أن القرن الحادي والعشرين محكوم -سياسيا - بتعاونات أكثر مع الشركات الإسرائيلية سواء بشكل مباشر كما هي الحال في الأردن ومصر، أو عبر وسيط كما هي الحال مع باقي الدول العربية وبما يشمل السوق الخليجية.

العدد 1983 - السبت 09 فبراير 2008م الموافق 01 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً