العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ

الحق الأميركان إلى باب الدار

لقاء مع السفير الفلسطيني أحمد رمضان:

بمناسبة الذكرى الستين لنكبة فلسطين، التقت «الوسط» السفير الفلسطيني في البحرين أحمد عباس رمضان... وحاورته عن مسار القضية الفلسطينية خلال تاريخها الطويل، بدءا من الانتداب البريطاني حتى مؤتمر أنابوليس ووعود بوش بالدولة، انتهاء بتحريك المسار السوري. وفما يلي نص الحوار:

* مسار القضية الفلسطينية إلى تراجع... إن على المستوى العربي أو الإسلامي، وخصوصا بعد مسارات أوسلو... ما تقييمكم لذلك؟

- أنا لا أوافق على هذا الطرح، فالقضية الفلسطينية لم تتراجع بعد اتفاقات أوسلو بل على العكس تماما، فهي بعد هذه الاتفاقات أخذت زخما دوليا أكبر.

* كيف؟

- أنت تعلم أن فكرة الغرب عن القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير والشعب الفلسطيني والفصائل المنضوية تحت لواء المنظمة، أن هؤلاء إرهابيون، بفعل الإعلام المعادي، الصهيوني والأميركي.

من المعروف عن حقبة الانتداب البريطاني أنه سلّم أرض فلسطين إلى العصابات الصهيونية كالـ «هاجاناه» و «شتيرن» و «أبسل» وغيرها... وكان من بين أعضائها الإرهابيون من كان مطلوبا دوليا كمناحيم بيغين وشامير وبن غوريون وكثيرون، والشعب الفلسطيني وقع عليه أكبر ظلم في التاريخ وتعرض لمجازر رهيبة على يد تلك العصابات كمجزرة دير ياسين وكفر قاسم وقبيا حتى قبل 1948، وأدت إلى احتلال الأرض وتشريد ما يقارب مليون فلسطيني، وهذا ما خلق مشكلة اللاجئين المستمرة حتى الآن. وهي من أهم وأخطر القضايا المطروحة في المفاوضات، إذ يقارب عددهم الـ 7 ملايين مشرد في جميع بقاع العالم بما فيها الضفة والقطاع.

ومع ذلك استطاع الشعب الفلسطيني بعد نكبته أن يعيد تنظيم صفوفه من جديد لتحرير أرضه المغتصبة، فكانت الانطلاقة المسلحة في 1 يناير/ كانون الثاني65 بقيادة القائد الشهيد ياسر عرفات ورفاقه. وبعد ذلك أنشئت المنظمة بقرار عربي، وبعد نكسة 67 استطاع عرفات أن يصل إلى رأس المنظمة ويثوّرها، ويجعلها ممثلا حقيقيا للشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده داخل وخارج فلسطين، وانتزع الاعتراف العربي والإسلامي والدولي بعدالة القضية الفلسطينية والاعتراف بالحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للفلسطينيين في حق تقرير المصير، وصولا إلى إقامة الدولة المستقلة، واستطاع الوصول إلى أعلى منبر دولي حين قال في 1974 جملته المشهورة في الأمم المتحدة: «لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي» وكرّرها ثلاث مرات.

نحن بنضالنا في إطار المنظمة بفضل آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين... كل هذه التراكمات أجبرت العدو على الاعتراف بحقوق شعبنا، ولذلك كانت اتفاقات أوسلو حيث اعترف بالمنظمة ممثلا شرعيا للشعب. وبعدها انهالت الاعترافات الدولية من أوروبا بالحقوق الفلسطينية التاريخية والسياسية. وأصبح لنا في هذه الدول تمثيل دبلوماسي. في السابق كانت مجرد مكاتب تمثيل إعلامي ملحقة بمقرات الجامعة العربية، وهناك تمثيل على مستوى سفارة أو بعثة دبلوماسية، أي أقل درجة من السفارة.

حتى قبل أوسلو الدول التي اعترفت بالمنظمة أكثر من 105 دول، وأنت تذكر التصويت في مجلس الأمن والجمعية العمومية، وعلى رغم كل الثقل العربي بالكاد كنا تحصل على أغلبية في بعض القرارات ونفشل في بعضها، ولكن بعد أوسلو انقلبت الآية وبشكل لا يقارن، فكان تصويت الجمعية العمومية إلى جانبنا، وغالبا ما يعارضها 3 دول: «إسرائيل» وأميركا ودولة لا تكاد ترى على الخريطة اسمها «ميكرونيزيا».

* والسؤال... إلى أين؟

- شعبنا ليس مكتوبا عليه أن يقاتل حتى النهاية، نحن حملنا البندقية للوصول إلى حقوقنا السياسية، واستجبنا للواقع العربي والتغيرات الدولية واتجاهها نحو السلام. لذلك لم يكن شيئا بسيطا أن تقام سلطة فلسطينية على أرض فلسطينية، وهذا يحصل لأول مرة في تاريخ الشعب الفلسطيني إذ يبدأ يحكم نفسه بنفسه لأول مرة.

أنا شخصيا لاجئ، لجأ والداي من عكا إلى لبنان، وولدت وعشت كل حياتي لاجئا في لبنان، وعدت إلى الأرض الفلسطينية، وأقول بالفم الملآن إني فلسطيني يمتلك هوية وأعيش على أرض فلسطينية، وعاد بعد أوسلو عشرات الآلاف بل مئات الآلاف إلى فلسطين، وهذه المكاسب التي حققناها، ولم نكن نتصور أن نرى أرض فلسطين بهذه السرعة.

مكسب آخر دخلنا عملية السلام بوفد ضمن الوفد الأردني لأن «إسرائيل» لم تكن توافق على تمثيلنا، ولكن بجهود أردنية كبيرة استطعنا أن نفرض وجودنا على الإسرائيلي، بوفد من داخل فلسطين يرأسه المرحوم حيدر عبدالشافي الذي يعتبر الذراع السياسي لمنظمة التحرير في الداخل، واستطعنا أن نتوصل إلى إعلان المبادئ في أوسلو وإعلان السلطة الفلسطينية.

أما الشق الآخر من سؤالك فأنا أوافقك، فهناك تراجع في هذه المرحلة ونحن الفلسطينيين مسئولون عنه. بالتأكيد السبب السياسة الإسرائيلية غير الجادة، لكن نحن خلقنا لهم الأجواء ليقولوا لا يوجد شريك فلسطيني. الرئيس عرفات الذي حاصروه وسمّموه... وجاء بعده رفيق دربه محمود عباس، المعروف بطرح السلام منذ السبعينات طرح السلام... ومع ذلك استمر شارون وبعده أولمرت يقولون لا يوجد شريك فلسطيني!

هذا التراجع في القضية حصل بعدما وقعت الكارثة الكبرى التي ارتكبناها بحق أنفسنا، لأن ما حصل من اقتتال هو الذي أحرجنا وأحرج أصدقاءنا ليقول العدو إنه لا يجود شريك فلسطيني يريد السلام. والطرف الوحيد السعيد بما حصل هو الإسرائيليون.

* على من يقع اللوم؟

- كان عرفات يفتخر بالقول: «عندنا ديمقراطية غابة البنادق» التي كانت تختلف في الأداء والرؤى والنظرات إلى تحرير فلسطين، لكن هذه الاختلافات كانت تبقى دائما في إطار الحوار ولم يحدث أن حسمت باستخدام السلام، ونحن نحدى أن يذكر لنا أن أحد القادة رفع السلاح. ربما تعترض بما حدث في 83، لكن ما حدث كان داخل حركة فتح نفسها وليس بين الفصائل، لكن ما يحصل اليوم غريب على الثقافة الفلسطينية، وهذا ثلمٌ نحن بحاجة إلى عشرات السنين لنشفى منه، فلم يكن من الصواب حسم الخلافات باستخدام السلاح.

* وماذا عن محمود عباس؟

- محمود عباس هو الذي فرض الانتخابات التي غيّرت الخريطة السياسية علما بأنه كان يعلم أن حماس ستفوز بأغلبية. ربما لم يكن يتصور حجم هذه الأغلبية، ولكن كان يريد أن تأتي الفصائل خارج المنظمة لتنضم إلى الجهود الفلسطينية. وعلى رغم الضغوط الأميركية والإسرائيلية لئلا تأتي حماس، لكن عباس التزم بالانتخابات لأن حماس جزء من الشعب الفلسطيني، فليس من العدل أن يعقر عرفات من هذه الفصائل كما عقر جمال عبدالناصر من بعض القوميين سابقا.

* بعد هذا المسار الطويل... هل مازلتم تراهنون على الوعود الأميركية؟

- هذا هو شغلنا الشاغل حتى هذا اليوم، الرئيس ذهب إلى واشنطن مؤخرا ليعرف منهم الجواب على هذا السؤال. بقي بوش مصرا أن هذا العام يمكن أن يكون عام الوصول إلى تسوية. إذا أردت رأي الشعب الفلسطيني فإنه لا يثق بالإدارة الأميركية بما فيها الإدارة الحالية على رغم تميزها ببعض الطروحات الجريئة نسبيا. نقول: نأمل ذلك... ولكن لسنا متفائلين كثيرا لأننا لم نرَ الكثير يتحقق على أرض الواقع سوى الوعود والكلمات الجميلة التي لم نسمعها من قبل، مثل الاعتراف باحتلال 67 أو وجوب قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة. هذه كلمات جميلة... ونرجو أن تتحقق، ولكن أقول، وأرجو أن تكتب هذا الكلام، المثل العربي الشهير: «الحق العيار إلى باب داره»، فهم يقولون العام 2008 يجب أن يتحقق السلام، فليكن لدينا بصيص أمل، ومعروف أن الرئيس بوش يطلق الوعود والتصريحات ولكن لا يحقق شيئا، فهو الذي سمى 2005 بعام الدولة الفلسطينية، ثم بعد إعادة انتخابه قال أنا متأكد قبل بزوغ 2009 ستكون الدولة الفلسطينية تحت الشمس.

* وهل تراهنون على وعود بوش؟

- المضطر والمحتاج والغريق يتأمل بما ينقذه، وهم يعدوننا بالسلام والدولة فلننتظر. حتى في مؤتمر أنابوليس الذي حضرته 50 دولة وغالبية الدول العربية، وخرج بتوصيات... لكن قبل أن يغادر أولمرت انابوليس أعلن عن إقامة مستوطنات في القدس والضفة. ولذلك قالها أبومازن بوضوح، عندما زار البحرين وقابل أخاه جلالة الملك، إنه «لم يحدث أي تقدم في عملية السلام وخصوصا بعد انابوليس لأنهم لا يريدون السلام الحقيقي»، ومازال يكرر ذلك حتى الآن، وفي فترة من الفترات علق المفاوضات معهم... حتى جاءت رايس وطالبت الإسرائيليين بإزالة بعض الحواجز... إلخ. ومازالت الاعتداءات مستمرة على المدن الفلسطينية.

* إذا... ما جدوى اللقاءات مع أولمرت الذي يفاوض بيد، ويبني المزيد من المستوطنات باليد الأخرى؟

- هذا السؤال يطرحه كل فلسطيني وعربي وكل صديق وداعم للقضية الفلسطينية. وأنا نفسي أطرحه وطرحه عليّ عشرات الأصدقاء، وطرح على الرئيس عباس نفسه، والجواب: مع أننا نقر أن «إسرائيل» لم تقدم أي شيء باتجاه إنجاح عملية السلام، ومع أن «إسرائيل» ليست جاهزة لتحقيق سلام شامل وعادل، ولكن نحن مصرون على المضي حتى النهاية في عملية المفاوضات.

والواضح أن الإسرائيليين لن يقدموا شيئا لإنجاح عملية السلام، لكن السياسة لا تقول بالتوقف، لذلك قيادتنا مستمرة في هذه المفاوضات وتكسب على الصعيد الدولي، وانظر إلى المواقف الدولية التي تنتقد السياسة الإسرائيلية. والوفد الذي أرسل بقيادة الجنرال فريزر للتنفيذ اليومي بين الطرفين، قال بصراحة إن الفلسطينيين نفذوا كل ما عليهم على عكس الإسرائيليين. والأوروبيون الآن يدعمون الموقف الفلسطيني، ونأمل أن تحول هذه المواقف إلى ضغط على «إسرائيل» لئلا تتهرب من التزاماتها. ثم إذا قلنا إنها لا تريد الالتزام، ما هو البديل؟ هل نحن دولة عظمى أو وراءنا ظهر يسندنا؟ فلست متأكدا من الدعم ومن سيقف معي.

* حتى الدول العربية؟

- أنا أتكلم عموما، ما هو البديل العربي والدولي، ومحمود عباس يقول دائما: ماذا يقرر العرب وعلى ماذا يتفقون ونحن جزء منهم. الآن ليجتمع القادة العرب والإسلاميون ويقولوا: ما هو البديل؟

إننا نطالب بدعم الموقف الفلسطيني عربيا وإسلاميا ودوليا مادام الجميع مقتنعا بأننا نسعى للسلام. والمشكلة أن الجانب الإسرائيلي غير جاهز للسلام، فبعد انابوليس انسحب حزب ليبرمان «إسرائيل بيتنا»، بينما يهدد «شاس» بالانسحاب من الائتلاف الحاكم، فكيف يمكن الاتفاق مع هذا الائتلاف.

* ما موقفكم من توسيع القدس من مدينة إلى محافظة بحيث يؤدي ذلك إلى تآكل وضياع 20 في المئة من الصفة الغربية؟

- لا تستخف بالإسرائيلي، هذه أساليب وخدع مكشوفة، وهم يخططون لذلك. ونحن نقول إن القدس المحتلة في 67 هي عاصمة للدولة الفلسطينية، ووضع القدس يؤرق الإسرائيليين أكثر مما يؤرقنا، وتزايد أعداد الفلسطينيين بحيث إذا لم يصل لعدد الإسرائيليين فهو أقل منهم بقليل، على رغم كل الضرائب والضغوط والشروط والمضايقات... على رغم ذلك أهل القدس صامدون في أرضهم.

* بعد اتفاق مكة، كانت هناك محاولة عربية أخرى لجمع الفلسطينيين في صنعاء، هل أصبح مستحيلا لقاء الفلسطينيين على أهداف واحدة؟

- دعنا نفصل بين مكة والمحاولات العربية اللاحقة، فاتفاق مكة جاء بعد الجهود المصرية والأردنية الكبيرة للتوصل إلى حوار بين فتح وحماس للاتفاق على برنامج وطني يوافق عليه الجميع ليساعدنا على الخروج من الوضع الصعب بعد انتخابات 2006، وفرض علينا بعدها الحصار الدولي الظالم نتيجة لفوز حماس في الانتخابات النزيهة والديمقراطية. ثم جاءت المحاولات السعودية وباركتها معظم الدول العربية، وبعدها شكلت حكومة وحدة فلسطينية برئاسة حماس وكان فيها وزراء من بقية الفصائل ما عدا حركة الجهاد. لكن للأسف هذا الاتفاق لم يُحترم طويلا، وبالتالي أدى إلى اقتتال داخلي كانت نتيجته مئات الضحايا والجرحى والمعتقلين من كل الأطراف، وتراجع القضية عموما.

* والسؤال... هل أصبح مستحيلا جلوس الفلسطينيين مع بعضهم؟

- طبعا ليس مستحيلا التوصل إلى اتفاق آخر وخصوصا أن كل الأطراف رأت نتيجة الاقتتال، وأعتقد أنها ستأخذ ذلك في الاعتبار وتراجع نفسها، وإن حصل ذلك يمكن إعادة اللحمة إلى الصف الفلسطيني. حصلت ومازالت محاولات عربية لجمع الطرفين الفتحاوي والحمساوي، للتوصل إلى صيغة لإعادة العمل المشترك لكنها لم تنجح، وآخرها مبادرة صنعاء.

* شخصية فلسطينية بارزة مثل منير شفيق، طرح أخيرا أن محمود عباس نزل حتى دون السقف المعلن من دول الاعتدال العربي، واتهم محمود عباس بزيادة التفريط في القضية؟

- كنت لا أحبذ أن أخوض في موضوع مواقف الأخ منير شفيق، فأنا أعرفه منذ أربعين عاما حين كنا في بيروت، وكان مناضلا معروفا بفكره اليساري اللينيني الماركسي المتشدد، وكنا شبابا نحب النقاش معه، وهو ممن تولوا مركز التخطيط الفلسطيني وهو مركز ليس سهلا، وفجأة سمعنا أنه تحوّل فجأة من أقصى اليسار الكافر إلى أقصى التشدد الإسلامي. وأعتقد أنه مرّ بفترةٍ صعبة أثّرت عليه نفسيا وفكريا، إلى أن أصبح مدعوما من بعض الأطراف العربية أو الإسلامية التي لا تريد الخير للقضية الفلسطينية، وبدأ يكتب تحت هذا التأثير. وأنا أتابع مقالاته عبر الصحف البحرينية أو مواقع أخرى، إلاّ أني لا أجد طرحه منطقيا.

أعود وأقول إن كفاح الشعوب له هدف سامٍ هو تحقيق الأهداف. الشعب الجزائري كافح وناضل حتى تحرّر بلده وتحوّل من جبهة تحرير مقاتلة إلى دولة، ولم تبقَ هذه الفصائل هدفها الاستمرار في القتال، وكذلك فيتنام. وكذلك نحن الفلسطينيون ليس مكتوبا علينا أن نبقى ندفع الثمن والتضحيات، وليس عيبا أن نصل يوما إلى بعض أهدافنا ونيل بعض حقوقنا ومن ثم نقول: الآن وقت تحقيق السلام والتنمية ولم تعد البندقية هي الوسيلة، وهذا ما أخالف فيه الأخ مثير شفيق. أنا اعتبره من أساتذتي في السياسة ولكن أقول له: أنت ناضلت من أجل القضية الفلسطينية فابق على هذا الطريق ولا تؤثر عليك إغراءات الآخرين.

* هناك أخبار عن تبادل رسائل بين سورية و «إسرائيل»، هل يقلقكم تحرك المسار السوري الذي قد يكون على حسابكم؟

- لا، أبدا. الإسرائيليون لا يريدون السلام. فلتنسحب من الأراضي السورية والفلسطينية واللبنانية... هذا هو السلام. هنالك طرف إسرائيلي قوي يعارض السلام مع سورية، ويقول إنهم غدا سيأتون بالإيرانيين في الجولان. ثم إنهم يمارسون ضغطا نفسيا كبيرا على الرئيس أبومازن، ربما يذاع عن تبادل رسائل مع سورية... فهذا نوع من الابتزاز.

* أخيرا... كيف ترى آفاق المستقل؟

- أمامنا طريقان: إما الحرب أو السلام. الإسرائيليون لا يمكنهم أن يعيشوا في سلام مع أحد، لماذا قتلوا رابين؟ لأنه اقتنع بالسلام، أما الخيار الآخر فالحرب.

حزب الله قدّم لنا دليلا قاطعا على إمكان هزيمة «إسرائيل». كانت «إسرائيل» تسعى دائما لتنقل حربها إلى الدول الأخرى، وقد وضع حزب الله يده على الجرح القاتل، واستطاع أن يسجن مليون إسرائيلي في ملاجئهم تحت الأرض لمدة 33 يوما، لكن كان الاسرائيلي يعلم أنها حرب ستنتهي بعد أسابيع أو أشهر، ولو علم أنها لن تنتهي لما بقي في «إسرائيل» ساعة واحدة. يومها طلبت «إسرائيل» من سفارات الدول الأخرى عدم نشر أية بيانات أو معلومات عن طالبي الهجرة. أنا لست مع ما فعله حزب الله، لكنه قدّم دليلا على إمكان هزيمة «إسرائيل».

العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً