العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ

الحروب العربية الإسـرائيلية

حرب 1948 «النكبة»

أول حرب كانت للعرب بعد ولادة الدولة العبرية، واعتبرها العرب «نكبة» وأيضا حرب فلسطين. الإسرائيليون سموها «حرب الاستقلال».

نشبت عقب إعلان قيام دولة «إسرائيل» على أرض فلسطين يوم 15 مايو/ آيار 1948 حين قامت قوات خمس دول عربية (مصر وسورية والأردن ولبنان والعراق) بدخول فلسطين لمنع قيام الدولة العبرية، واستمرت العمليات العسكرية حتى يناير/ كانون الثاني 1949 بعد أن سيطرت «إسرائيل» عمليا على الأجزاء التي أعطاها إياها قرار التقسيم 181 وأكثر منها.

وفي ذاك التاريخ ولدت مسألة اللاجئين بخروج أكثر من 400 ألف فلسطيني من ديارهم، ليبدأ الصراع العربي- الإسرائيلي.

حرب 1956 «العدوان الثلاثي»

الحرب العربية الثانية، وتعرف دوليا باسم «حرب السويس» وتسمى في العالم العربي «العدوان الثلاثي».

أما سببها فهو تأميم الرئيس المصري جمال عبد الناصر قناة السويس، ما أدى إلى قيام كل من فرنسا وإنجلترا بالتنسيق مع «إسرائيل»، بشن هجوم شامل على مصر بدأ يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1956 بدخول القوات الإسرائيلية إلى سيناء، وتدخلت فرنسا وإنجلترا بذريعة حماية الملاحة في منطقة القناة واحتلت بورسعيد.

ولكن الضغط الدولي عموما والسوفياتي خصوصا إضافة إلى المقاومة المصرية، أدى إلى إنهاء العمليات يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم انسحاب بريطانيا وفرنسا من بورسعيد يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول 1956، ثم انسحاب «إسرائيل» يوم 6 مارس/ آذار 1957 من سيناء إلى ما وراء خط هدنة 1949.

حرب 1967 «النكسة»

قامت «اسرائيل» بشن هجوم على مصر وسورية في يونيو / حزيران 1967، وخسرت مصر وسورية والأردن في هذا العدوان القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، وأصبحت الحرب التي أطلق عليها اسم «النكسة» هروبا من وصف الهزيمة إحدى العلامات الفارقة في التاريخ العربي. وعلى رغم مرور أكثر من أربعين عاما فإن الحدث لا يزال يلقي بظله الثقيل على المنطقة، بنتائجه وتداعياته المستمرة لغاية الآن.

حرب 1973 «حرب أكتوبر»

الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة، تعرف عربيا باسم حرب السادس من أكتوبر أو العاشر من رمضان، بينما تطلق عليها «إسرائيل» (حرب الغفران ). فقد قامت القوات المصرية والسورية في إطار خطة عسكرية مشتركة، باقتحام مراكز القوات الإسرائيلية في سيناء والجولان، تحطمت على إثره خطوط الدفاع الإسرائيلية الأولى.

وتمكنت القوات المصرية من التقدم في قناة السويس، وتقدمت القوات السورية إلى عمق هضبة الجولان وتراجعت بعد ذلك. وتداخلت أوضاع القوات بصورة درامية على الجبهة المصرية حيث استطاعت قوات إسرائيلية النفاذ - من خلال ثغرة سميت ثغرة الدفرسوار - إلى غرب قناة السويس ومحاصرة الجيش الثالث من القوات المصرية في شرقها، الأمر الذي ساهم في توقف إطلاق النار في الأيام الأخيرة من أكتوبر، لتبدأ في أعقابها مفاوضات فض الاشتباك التي انتهت بتوقيع اتفاق الفصل بين القوات يوم 17 يناير 1974.

والمفاوضات التي أعقبت هذه الحرب فتحت الباب أمام التحول التاريخي في مصر بتوقيع معاهدة سلام مع «إسرائيل» العام 1979.

حرب 1978 «عملية الليطاني»

في 14 مارس 1978، بدأت «إسرائيل» عملية الليطاني، مُحتلَّة منطقةَ جنوب نهر الليطاني اللبناني بأكثر من 25000 جندي. وكانت أهدافها المُعلنة هي أن تطرد مجموعات الفدائيين الفلسطينيّين، خصوصا منظمة التحرير الفلسطينية، بعيدا عن الحدود مع «إسرائيل»، ولتعزيز حليف «إسرائيل» آنذاك جيش لبنان الجنوبي.

أثناء الهجوم الذي استمر لمدة 7 أيامِ، احتل جيش الدفاع الإسرائيلي أولا حزاما من الأرض بعمق 10 كيلومترات تقريبا، لكنه تَوسّع لاحقا شمالا إلى نهر الليطاني. وقدَّرت الحكومة اللبنانية آنذاك أن نحو 285000 لبناني أصبحوا لاجئين. وقد قُتِلَ 1100-2000 لبناني ، كُلهمّ تقريبا من المدنيين.

حرب 1982 «غزو لبنان»

وتعرف باسم حرب لبنان أو «سلامة الجليل» كما تدعي تل أبيب، لقيام القوات الإسرائيلية بغزو لبنان لتدمير قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، ولقيت مواجهة من القوات اللبنانية والفلسطينية المشتركة، كما شاركت فيها القوات السورية التي انسحبت تحت وقع الضربات الإسرائيلية نحو أراضيها ونحو المناطق اللبنانية القريبة من حدودها. وفي هذه الحرب دخلت القوات الإسرائيلية العاصمة بيروت لتصبح ثاني عاصمة عربية تسقط في تاريخ الصراع بعد القدس. وسقط نحو 30 ألف ضحية من الشعبين اللبناني والفلسطيني خلال الاجتياح.

انسحبت القوات الإسرائيلية نحو الجنوب اللبناني بعد التوصل إلى اتفاق بشأن خروج «القوات الفلسطينية» من لبنان. وبعد هذه الحرب انتقلت البندقية من يد المقاومة الفلسطينية - التي خرجت من بيروت - إلى يد المقاومة اللبنانية.

حرب 1993 «تصفية الحساب»

شنت «إسرائيل» غارات على جنوب لبنان والبقاع والشمال وضواحي بيروت في عملية عرفت باسم «تصفية الحساب» دامت سبعة أيام، وبررت «إسرائيل» ذلك بالرد على ضربات حزب الله. وتم فيها إلقاء أكثر من 27 ألف قذيفة وإطلاق ألف صاروخ أدت إلى قتل أكثر من 120 لبنانيا وتهجير 250 ألفا آخرين إضافة إلى الخسائر المادية. وفي المقابل خسرت «إسرائيل» 26 جنديا. وانتهت العملية بوساطة أميركية بين لبنان وسورية من جهة و»إسرائيل» من جهة أخرى، وعرف الاتفاق الشفهي باتفاق تموز (يوليو) الذي نص على منع استخدام صواريخ كاتيوشا داخل الأراضي الإسرائيلية من قبل حزب الله.

حرب 1996 «عناقيد الغضب»

باشرت «إسرائيل» هجوما موسعا على لبنان استمر في الفترة ما بين 16 و27 أبريل/ نيسان فيما عرف باسم «عناقيد الغضب»، واستخدمت فيه جميع قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية. واستمر القصف الجوي لمدة أسبوعين وحاصرت البوارج الإسرائيلية الموانئ اللبنانية، وطالت الضربات الإسرائيلية حتى فرق قوة حفظ السلام الدولية، وارتكبت «إسرائيل» مجزرة قانا حين ألقت قنابل محرمة دوليا على مقر الكتيبة الفيجية التابعة للقوات الدولية، والتي لجأ إليها الأهالي خوفا من القصف الإسرائيلي، فكانت الحصيلة أن قتل أكثر من 100 شخص وجرح أكثر من 150 آخرين. ورد حزب الله على الضربات الإسرائيلية بمواصلة إطلاق صواريخ كاتيوشا على مستوطنات الجليل في شمال فلسطين. وانتهى الهجوم باتفاق مكتوب برعاية أميركية سمي تفاهم أبريل. نص الاتفاق على تحييد المدنيين من المواجهات العسكرية.

حرب 2006 «عدوان تموز»

سمتها «إسرائيل» رسميا بعد انتهائها بالحرب اللبنانية الثانية واشتهرت إعلاميا بحرب تموز، ووقعت يوم 12 يوليو/ تموز إثر قيام حزب الله بعملية عسكرية أدت الى مقتل ثمانية جنود وأسر جنديين إسرائيليين.

وكان رد «إسرائيل» العسكري عنيفا جدا. فقامت قواتها بعبور الحدود اللبنانية للمرة الأولى منذ انسحابها العام 2000. فيما قام سلاح الطيران بقصف الجنوب واستهدف بشكل مكثف ضاحية بيروت الجنوبية التي تمثل الخزان البشري لحزب الله، واستهدف الجسور والطرق في معظم المناطق اللبنانية بذريعة قطع سبل إمداد المقاومة في الجنوب. ورد حزب الله بقصف صاروخي لمنشآت ومواقع عسكرية ومدنية إسرائيلية ووصل مداه للمرة الأولى إلى مدينة حيفا.

وعلى رغم التفوق العسكري لـ «إسرائيل» فإن قادتها فشلوا في تحقيق أهدافهم التي أعلنوها أثناء الحرب وهي استعادة الجنديين ووقف الصواريخ والقضاء على حزب الله، وانتهت الحرب بالقرار الدولي رقم 1701.

العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً