العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ

الانتماء والولاء للوطن

حب الوطن هو شعور وإحساس وجداني، فهو أشرف خُلق يتحلى به الإنسان وأحسن صفة ينطوي عليها القلب وهو من أخلاق الأنبياء الذين أكدوا أن حب الوطن من الإيمان. وكم بيعت في سبيله النفوس؟! وكم رخصت دونه أرواح؟! فسعادة الإنسان من سعادة الوطن ومجد الوطن ببنيه الذين يُرخصون الروح حتى يبقى عزيزا، فلأجله تبذل الدماء وتخضب السيوف وتباع النفوس، وأرق شعور وأنبل إحساس هو حب الوطن... عندما أسمع صوت الطيور المغردة... أشعر كأن وطني يهمس بأغاني المحبة والصباحات المشرقة... وعندما أنظر إلى السماء... أرى وطني نسرا محلقا يشمخ فوق الجبال... في ضوء الشمس... وفي وجه القمر... في قلب الوردة... وفي تويجات الأقحوان...

إننا نعيش في أحضان وطننا كما يعيش الطفل في أحضان أمه بهدوء وسلام على رغم التهديدات الخطية التي يتعرض لها الوطن. وأنا حزين للاتهامات الكاذبة وإنني مستعد لمواجهة هذه الضغوطات بكل ما أملك من علم ودم ضد كل من يسعى إلى القضاء على أغلى ما يملكه الإنسان ألا وهو الوطن الغالي الحبيب.

حب الوطن والانتماء إليه شعور غريزي جُبل الإنسان عليه، ولأن حبنا للوطن حب فطري فليس ضروريا أن يكون الوطن مفعما بالجمال، فقد تكون أرض الوطن جرداء قاسية، ومناخه قاسٍ وجاف... وعلى رغم ذلك يظل الوطن في أعيننا حبيبا وغاليا... لا يكفي القول إننا نحب الوطن، بل بالفعل...

وهذه تساؤلات طرحتها على بعض الطالبات... والإجابة عليها معيار على مقدار حبهم للوطن:

- ماذا يعني لكَ الوطن؟

- كيف نشأ حب الوطن؟

- كيف يكون الانتماء للوطن؟

- وما هو الولاء للوطن؟

زينب جميل الرياش قالت «إن كلمة الوطن وحدها تعني لي الكثير فأعتبر البحرين مثل الماء الذي يموت البشر من دونه وكذلك مثل الأم التي تضم أولادها بين أحضانها وتحميهم من كل شر وضر». واوضحت أن «للوطن مكانة عظيمة وكبيرة جدا في قلبي فنشأ حبي له منذ ولادتي على أرضه، كيف لا أحبه وهو المكان الذي ولد فيه آبائي وأجدادي السابقون وهو المكان الذي ضمني وأدفأني بحنانه وأمانه وأحضانه، ولا يمكن للإنسان أن يستغني عن وطنه، لأنه المكان الذي ولد وترعرع فيه، أي مهما ابتعد الانسان أو هاجر عن وطنه فلابد أن يرجع في يوم من الأيام لأنه لا يستحمل البعد عن وطنه والعيش في مكان بعيد».

واضافت أن «الولاء للوطن هو أن يثبت الإنسان وطنيته للبلد وأن يكون مخلصا للوطن مضحِ بنفسه وروحه وبكل ما يملك من أجل الدفاع عنه ويقدم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ عليه ويعمل على رفع شأنه ومكانته».

أما زينب حميد علي فقالت «الوطن... أغلى من أرواحنا... الوطن أرضنا التي نفديها وسماؤنا التي نلتحف بها... فإليك يا وطني أجمل قبلة أرسمها على علمك كل صباح ومساء، حب الوطن هو اكسير يتم منحه لنا بالفطرة، بفطرة الخالق التي تعلمنا حب أرضنا ومنبتنا وحب كل أشجار ونباتات وطننا فقط، لأنها جزء من هذا الوطن الغالي».

الانتماء بالروح... بالقلب... بالذكريات... بأحلى الذكريات... وأروع، بتعلمنا نحن الطالبات والطلبة من أجل رفعة هذا الوطن وجعل عَلمه خفاقا ينافس كل الأعلام فهكذا يكون الانتماء بأن نسعى إلى رفعة الوطن.

الولاء للوطن هو تقديم المواطن أغلى ما يملك من أجل الوطن وليس هناك ثمة شيء أغلى من الروح... فأرواحنا فداكِ يا بحرين.

زينب عادل علي الستراوي، قالت «الوطن هو ذلك الحضن الدافئ الذي أغمضت أجفان المحبة عليه، هو البيت هو المأوى الذي يضمنا إليه جميعا، لم ينشأ حب الوطن في يوم وليلة، بل هو جذر تأصَّل في نفوسنا وفطرة خلقها الله في قلوبنا، ويكون الانتماء للوطن بالمحافظة عليه وحبه وعدم قبول أي شتم أو اعتداء عليه والدفاع عنه». وأوضحت «يتمثل الولاء للوطن في عدم الرضوخ للاعتداء عليه والاستمرار في حبه على رغم العقبات التي تواجهنا».

أما مريم عبد العزيز فقالت «إن الوطن لفظا تحبه القلوب، وتهواه الأفئدة، وتنخرك لذكره المشاعر، وطني هويتي وعنوان كبريائي، وطني إحساس بالأمان والاستقرار، وحبي لوطني فطرة مزروعة فيَّ مع نشأتي على أرضه وترعرعي بين أنحائه فهو في عيون أبنائه حبيب وعزيز وغالٍ، ويكون الانتماء للوطن بالإسهام الفعال والايجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته والمشاركة في بنائه ونهضته والمحافظة على ممتلكاته وأمنه واستقراره، والولاء للوطن واجب كل مواطن تجاه وطنه، إن الولاء هو التضحية من أجله، والدفاع عنه والعمل على نهضته وتقديم العطاء له سخيا من دون مردود».

وأخيرا، قالت ندى يوسف أحمد: «الوطن هو الحضن الذي ألجأ إليه في كل الأوقات وهو المنزل الذي يضمني من دون المطالبة برد الجميل، وهو الأرض التي نشأت عليها وشممت هواها... حب الوطن ينشأ من نشأة الطفل حينما يتنفس هواء هذا الوطن فيكبر حب الوطن في قلبه مع الأيام حتى ينشأ ويصبح جنينا يدافع عن بلده». وبينت أن «الانتماء للوطن يكون بالاعتزاز والافتخار به وغرس حب الوطن في نفسي ونفوس من حولي، أما عن ولائي لوطني فيكون عندما أتسلح بالعلم لكي أرقى بوطني إلى مكانة عالية وأن أدافع عنه بلساني وفعلي ومالي، وألا أتخلى عنه في أوقات حاجته، فوطن لا تحميه لا تستحق العيش فيه».

خديجة مكي عباس

ثالث إعدادي/ مدرسة الديه الابتدائية الإعدادية للبنات

بإشراف أ. مدينة المهدي

العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً