العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ

أما فيكم رجلٌ رشيد؟

أمن المعقول أنْ يكذب رجلُ دينٍ على منبر الجمعة؟ ويعتمد في خطابه على الظن وهو المصدر الوحيد له في كلّ خطاباته! وهل يفهم هذا الخطيب القرآنَ؟ وهو القائل «اجتنبوا كثيرا من الظن إنّ بعض الظن أثم» فلا عجب أن يكون خطابه مبنيا على سوء ظن وسباب وشتائم وتحريض على الطائفية والفرقة البغيضة لتحصيل الفتنه! فكلّ جمعة يقول: «اللهم (تكلم الفئة) يوما أسودا»، والعجيب في أمره أنه يتكلّم بكلّ صلافة وسوء ظن وكأنه وحي من السماء! وكيف ينصب نفسه إماما للجمعة مع ما فيه من سوء ظن وخبث سريرة وإشعال الفتنة التي هي أشد من القتل؟ من دون أنْ نسمع من أية مؤسسة مسئولة في مُحاسبته أو الرد عليه، وهو يتهجّم على شريحة من المواطنين في وضح النهار ويتهمهم بخيانة الوطن والعمالة إلى إيران ومرات يسميهم (الصفويين) و(الرافضة) لا لشيء سوى أنهم أظهروا الحب لأهل بيت النبوة الذين أوجب الله حبّهم في كتابه «قل لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودّة في القربى» فلا يستطيع أحدٌ أن ينكر أنّ لنا في كل شبر من هذا الوطن مأتما ومسجدا نظهر فيه حبنا وولائنا وحزننا على ما أصابهم في كربلاء من ظلم وقتل وسبي لنساء وذرية الرسول المصطفى (ص)، وهي لا تخرجنا عن حبنا للوطن وترابه التي عاش عليها أجدادنا ، والملاحظ أن خطاباته التحريضية التي لا تخلو من الوشاية بالشيعة (الرافضة) تنشرها بعض الصحف التي يشم من دخانها رائحة الفتنة بحيث يتراءى للمراقب إنّ البحرين أصبحت (تورا بورا) أو (طالبان) أخرى، يريد أنْ يجر الوطن إلى نار لن تنظفئ أبدا، فيا ليته اتعظ من فتنة العراق، وفتنة حماس وفتح وهم من مذهب واحد، أو من لبنان وحربه الأهلية السابقة والتي يُريد لها الصهاينة والأميركان أن تعاد خدمة لأمن اليهود في فلسطين، وهو لا ينظر إلاّ بعين عوراء حين ذكر من أن تتكرر تجربة لبنان، ونسى أو تناسى ما فعلته مرتزقة (فتح الإسلام) من لبنان، إذ شجّعوا من السنة قبل الشيعة! ولا يريد للبحرين على حد زعمه أنْ تكون كلبنان - فإنّ المخربين هنا (إي في البحرين) ولبنان واحد، وهدفهم واحد، وتمويلهم واحد، وهنا يشير للمعارضة التي لم تدخل الانتخابات أو التي دخلتها والتي تريد أن يكون في البحرين دستورعقدي بين الشعب والحكومة فيه حقوق للمواطن وواجبات أنهم ممولون من إيران، فإنْ كنت تعلم إنّ إيران تموّلهم فلماذا تسكت عن الحقيقة؟ فاذهب بأدلتك الواهية إلى القضاء لعلك تحمي البلد والدولة من التدخل الأجنبي!، وإمّا وشايتك بأنّ المراجع يوجّهون الناس للاضرار بالوطن؛ فإننا نريد دليلا عليه كما نريد دليلا على كل خطاباتك المسمومة والمحرّضة على الكراهية والطعن الدائم في الشيعة وعلمائها في الداخل والخارج والطعن على العقيدة من ذكر الإمام المهدي (ع) ومن زيارة القبور والتبرك والتوسّل بالصالحين علما بانّ هذه ليست من الاعتقادات ولكنها من المسائل الفقهية.

ومن تلفيقه إنّ الفقهاء في إيران يُريدون السيطرة على لبنان كذلك نحن في البحرين نريد السيطرة على الدولة!، فوا عجبي من طائفة لا تملك حتى وثائق مساجدها وهي تراها تنهب من أيديها وما مسجد صعصعة، وشيخ إبراهيم، ومسجدين في توبلي، ومقبرة السادة إلاّ أمثلة بسيطة وغيرها من الأوقاف الشرعية والتي تديرها دائرة من دوائر الدولة! كيف بهم ان يسقطوا حكومة؟ ولكن الخوف ممن وجّد عندهم السلاح ومَنْ تدرّبوا في افغانستان!

وليتك اتعظت من ما يحدث في العراق من فتنة وفي فلسطين من شقاق بين فتح وحماس حتى تكف لسانك عن ذكر مراجع الشيعة في إيران أو العراق والبحرين، ثم المشكلة في لبنان شأن داخلي لبناني لا يجوز لأيّ أحد من غير اللبنانيين التكلّم فيه، وهذا كلام في ما لا يعنيك أصلا، وهناك رجال يعرفون مصلحة وطنهم وارتفعوا عن الأكل بالطائفية وإشعال الفتن، وهناك مالا ترضاه قطعا أن يقف السني مع الشيعي ومعهم المسيحي والدرزي في مشهد قلّ نظيره لا يهمّهم إلاّ الوطن، وأمّا قولك، «فاحتلال الجزر الإماراتية خير شاهد وإدعاءات تبعية البحرين من ضمن الشواهد» فنقول لك لماذا لا تنيب عن وزارة الدفاع الإماراتية وتعلن الجهاد المقدّس ضد إيران وستلاقي مَنْ يؤازرك من الأميركان واليهود في التعبئة للجهاد!، وإمّا عن البحرين فالتاريخ يشهد والبحرينيون الأصليون يشهدون أنّ الشيعة صوّتوا على أن تكون البحرين عربية، وكلام صحافي لا يهز شعب البحرين، علما بانّ اللبس تم تفسيره من مدة أشهر وذكر الطرفان في مؤتمر صحافي على أرض البحرين وأسدل الستار على المقال فما ادري قولك أنهم يدعون تبعية البحرين لإيران وأصحاب الشأن يخافون أو ماذا تريد أن تقول! وكأنك أحرص الناس على مصلحة الوطن والباقي في سبات غارقين، وما دخل الشيعة بمقال كاتب حتى يخوّنوا في وطنيتهم، وإمّا قولك «إنّ الصفويين يقولون إنّ المهدي المنتظر ظهر في إيران وهو مختبئ الآن يوجّه مجاهديه عن طريق مراجعهم المدعاة فهم يتكلمون على لسانه ويخرجون الأوامر من مكتبه مختومة... وأنك تعجب من هذا الادعاء، وتقول لماذا هو مختفٍ؟ وتصرخ العقل، العقل، العقل أقول لك: أوّلا أين مصدرك؟ ولا مصدر لديك إلاّ الكذب، والبهتان!

انصحك ألا تعيش على المستنقعات الطائفية، فحين أناديك بإيقاف التجنيس أكون خائنا لوطني والله عجيب؟! ألا يوجد في الوطن مَنْ يسكت هذا البوق المسموم؟ أما فيكم رجل رشيد؟

الشيخ علي سليم

العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً