العدد 2024 - الجمعة 21 مارس 2008م الموافق 13 ربيع الاول 1429هـ

المحللون يستبعدون هجوما وشيكا لـ«القاعدة» على أوروبا

أوضح التسجيل الصوتي الأحدث لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن أنه يعتبر أوروبا أرضا خصبة لـ «القاعدة» ولاسيما في وقت تتزايد فيه حدة التوتر بين حرية التعبير والقيم الإسلامية ولكنها لا تشير على الأرجح إلى هجوم وشيك. وقال محللون ومسئولون أمنيون إنه لا يوجد أي دليل على أن تصريحات بن لادن تحتوي على تعليمات مشفرة لنشطاء «القاعدة» وليس معروفا عنه توجيه تحذيرات قبل شن أي هجوم. لكن التسجيل الذي أصدره زعيم «القاعدة» يوم الأربعاء الماضي كان واضحا في تركيزه على أوروبا بدلا من الولايات المتحدة التي خص رئيسها جورج بوش بإشارة عابرة بقوله «مجاراة لحليفكم الظالم الذي أوشك (...) على الرحيل من البيت الأبيض».

وقال ساجان غول من مؤسسة آسيا المحيط الهادي وهي مركز أبحاث أمني مقره لندن «أوروبا أصبحت ميدان معركة القاعدة (...) هذا إعلان واضح جدا لنوايا بن لادن». وقال سبستيان جوركا وهو أستاذ مساعد في مركز مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية ومقره ألمانيا «ربما أقر (القاعدة) ببساطة بأن توجيه رسالة للولايات المتحدة ليس مجديا لأنها لن تؤثر على مجريات الأمور هناك. ربما كانت هذه محاولة واعية لاعتبار أوروبا مرة أخرى المكان الأكثر إثارة لتوجيه رسالته».

وسعى بن لادن لإشعال غضب المسلمين من جديد بسبب نشر صحيفة دنماركية رسوما مسيئة للنبي محمد (ص) والذي أثار احتجاجات دولية عنيفة في العام 2006. واشتعلت مظاهرات من جديد في الدول الإسلامية بعد أن أعادت عدة صحف في الشهر الماضي نشر أحد الرسوم الأكثر إثارة للخلاف بعد أن اعتقلت الدنمارك ثلاثة رجال لاتهامهم بالتآمر لقتل رسام الكاريكاتير. وقال غول عن رسالة بن لادن «يحاولون إذكاء التوترات... هذا هو مبدأ (القاعدة) القائم على السعي لإحياء المظالم القديمة».

وفي السياق نفسه شن بن لادن هجوما على البابا بنديكت الذي أثار غضب المسلمين في العام 2006 باقتباسه قولا لإمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر أساء للنبي (ص). وقال بن لادن في أحدث رسالة صوتية والتي تزامن نشرها مع مولد النبي (ص) إن نشر الرسوم المسيئة جزء من «حملة صليبية» وقال في التسجيل «نشركم لهذه الرسوم والتي جاءت في حملة صليبية جديدة وكان لبابا الفاتيكان باع طويل فيها... تأكيد منكم على استمرار الحرب».

وتأتي هذه الإشارة في إطار إستراتيجية مألوفة لابن لادن تضع الإسلام والمجتمعات الغربية ذات الجذور المسيحية في حال حرب تعود أصولها للعصور الوسطى. وقال رئيس المركز الأوروبي للمخابرات الإستراتيجية والأمن كلود مونيكيه «إنه منطق الحملة الصليبية. البابا قد يبدو في مخيلة الإسلاميين كقائد للحملة الصليبية والتي من الواضح أنها سخيفة ولكن قد يكون لها معنى لدى بعض المسلمين والإسلاميين. أعتقد أنها قد تشير إلى أن البابا هدف».

وأضاف أن وجود البابا في روما عامل يجعل من إيطاليا هدفا لـ «القاعدة». ومن بين البلدان الأوروبية الأخرى التي يضع «القاعدة» أنظاره عليها الدنمارك بسبب الرسوم المسيئة وهولندا التي من المنتظر أن يصدر فيها السياسي اليميني جيرت فيلدرز الأسبوع المقبل شريط فيديو من المتوقع أن يسيء للقرآن.

ولم يشر التسجيل الصوتي لابن لادن إلى فيلم فيلدرز لكنه يسعى لدحض مقولة حرية التعبير التي يستخدمها المدافعون عن الفيديو والرسوم المسيئة.

ويتساءل بن لادن في التسجيل الصوتي عن الأساس الذي تستند إليه القوانين في ألمانيا والنمسا والتي تجرم كل من ينكر وقوع المحرقة وتقمع كل من يشكك في أعداد الضحايا إذا كانت حرية التعبير في أوروبا مقدسة.

وكان رد الفعل الرسمي في أوروبا مخففا يوم الخميس. وقالت كريستينا جالاتشي المتحدثة باسم مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا «سنواصل سياستنا التي تقضي بعدم التعليق على مثل هذا النوع من الاستفزاز». وقالت ألمانيا إنها لا ترى جديدا في تهديدات «القاعدة» بينما رفضت هولندا التعليق.

وقال ادوين باكر وهو محلل أمني هولندي «في هولندا يتم التعامل مع الأمر بجدية لكن من ناحية أخرى لا شيء جديد». وأضاف أن بن لادن يصب الزيت على «النيران المشتعلة فعلا». ورفض الفاتيكان اتهامات بن لادن قائلا «إنها تفتقر إلى أي أساس على الإطلاق». وقال محللون إن أجهزة الأمن تدرس تسجيل بن لادن الصوتي لكنها لن تدفع الحكومات إلى تشديد إجراءات الأمن. وقال مونيكيه المقيم في بروكسل «إننا فعلا في حال تأهب مرتفعة في الدول الرئيسية المستهدفة».

العدد 2024 - الجمعة 21 مارس 2008م الموافق 13 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً