العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ

اعتقال الرأس المدبر لتفجيرات الدار البيضاء

الدار البيضاء - أبو إياد آل عسري، وكالات واشنطن - الوسط 

18 مايو 2003

بدأت خطوط العمليات الإرهابية التي هزت مدينة الدار البيضاء في التكشف، فقد علمت «الوسط» من مصادر أمنية مطلعة أن قوات الأمن المغربية اعتقلت مواطنين عربيين قد يعتبران من الرؤوس المدبرة للتفجيرات. والعربيان هما إماراتي وهو ضابط سابق في القوات المسلحة الإماراتية والآخر مصري جاء قبل أسبوع للمغرب قادما من العاصمة البلجيكية بروكسل. وتمت عملية الاعتقال هذه في طريقهما لمدينة طنجة إذ كانا ينويان مغادرة المغرب عبر مينائها. من جهة ثانية ذكرت مصادر أمنية مطلعة لـ «الوسط» في مدينة الدار البيضاء أن قوات الأمن اعتقلت مساء أمس الأول الرأس المدبر للانفجارات وهو شاب مغربي من الأفغان العرب الذين شاركوا في معارك أفغانستان إذ احترف هناك صناعة القنابل والمتفجرات وكان العنصر الرئيسي في تركيب المتفجرات التي هزت الوسط الراقي بمدينة الدار البيضاء والتي نفذها مغاربة بعضهم كانوا ممن ذهبوا سابقا إلى الأراضي الأفغانية. وجاء اعتقال الرأس المدبر للتفجيرات ضمن حملة أمنية أدت إلى اعتقال أكثر من 33 إسلاميا كلهم من ذوي الجنسية المغربية وينتمون إلى جماعة «الصراط المستقيم» المحظورة التي هدد زعيمها المعتقل بتحويل المغرب إلى بركة من الدماء. وأعلن وزير العدل المغربي محمد بوزوبع أمس في حديث إلى التلفزيون المغربي العام أن «بعض الانتحاريين الذين نفذوا العمليات في الدار البيضاء مرتبطون بتنظيم «الصراط المستقيم»، إلى ذلك أكد وزير الداخلية المغربية المصطفى الساهل مساء أمس الأول أن ما اعتبره بـ «العمليات الإجرامية التي شهدتها الدار البيضاء مساء الجمعة تمت من طرف خلية مكونة من 14 عضوا موزعة على خمس مجموعات لقي 13عضوا منهم حتفهم، بينما ألقي القبض على عضو واحد يوجد رهن الاعتقال. وأضاف الساهل في تصريح بثته قنوات التلفزيون المغربي أنه تم حصر عدد الضحايا من قبل المصالح المختصة الذين وصل عددهم وفق إحصاءات شبه نهاية 46 قتيلا من بينهم فرنسيان واسبانيان وإيطالي ومئة جريح 14 منهم أصيبوا بجروح بليغة و31 هم قيد العلاج و55 غادروا المستشفيات.

وكانت «الوسط» اتصلت بوزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية نبيل بن عبدالله عقب وقوع الانفجارات وأكد الأخير أن المستهدف من خلال الاعتداءات الإرهابية التي وقعت هو المشروع المجتمعي الديمقراطي المغربي الذي يقوم على قيم الحداثة والديمقراطية والتسامح والانفتاح والعدالة الاجتماعية. وعن هوية منفذي التفجيرات قال: «لدينا قناعة في الوقت نفسه أن هؤلاء العناصر الإرهابية ينتمون إلى شبكات مغربية إرهابية لكنها مرتبطة بشبكات الإرهاب الدولي».

وأضاف: «تعرفنا على عدد من الهويات ولكن حجم وقوة الأعمال الإرهابية التي نفذت بالدار البيضاء لا تمكن في غالب الأحيان من التوفر على ما يكفي من الوسائل للإدلال على مستوى هويات المنفذين». وفيما يرتبط بإمكان التعاون مع الأميركيين في التحقيق أشار الوزير إلى أنه ستسعى الحكومة إلى المحافظة على مصالحها الأمنية وللقضاء على الإرهاب الدولي. إلى ذلك أعلن مسئولون أميركيون أنهم بصدد إرسال فريق أمني إلى المغرب لمساعدة سلطات الأمن المغربية في التحقيقات التي تجريها بشأن التفجيرات.

ووصف مسئولون أميركيون التعاون الأمني بين المغرب والولايات المتحدة بأنه «جيد للغاية» مشيرين إلى أن البلدين يتبادلان المعلومات الاستخبارية. وذكرت مصادر أميركية مطلعة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» يعد لإرسال فريق من خبرائه ومحققيه إلى المغرب. وهذا الفريق هو الثاني الذي تقرر سلطات الأمن الأميركية إرساله إلى المنطقة في غضون أقل من أسبوع إذ كانت أرسلت يوم الخميس الماضي فريقا أمنيا إلى العاصمة السعودية الرياض إذ قام فريق الأمن الأميركي بزيارة ميدانية للمواقع الثلاثة التي تعرضت للهجمات في الرياض

العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً