العدد 2555 - الخميس 03 سبتمبر 2009م الموافق 13 رمضان 1430هـ

ليلة القرقاعون طعم ولون جديدان هذا العام

كعادته السنوية يقبل علينا شهر الخير والرحمة شهر رمضان المبارك وفي كل عام يحمل معه الجديد في جعبته ليواكب العصر الذي نعيشه ولكن ثمة شيء يبقى دائما على مر العصور لا يتغير وهو التراث والعادات والتقاليد التي نحتفل بها كل عام ونعلمها لابناءنا حتى يتوارثها الاجيال جيل بعد جيل. فاليوم هو الاحتفال بيوم الناصفة من شهر رمضان المبارك الذي نطلق عليه في البحرين واغلب دول مجلس التعاون الخليجي ليلة «القرقاعون».

وكالة انباء البحرين (بنا) حبذت ان تشارك الاطفال والكبار فرحتهم بهذه الاحتفالية السنوية لتتعرف على آخر الاستعدادات لهذه المناسبة التقليدية وما هو الجديد فيها.

علي محمد من باعة القرقاعون في السوق الشعبي يتحدث عن ذكريات هذه الاحتفالية قائلا: انه في كل عام يقوم بعمل طاولة كبيرة ويضع عليها كل مكسرات القرقاعون، كما يقوم بوضع الالعاب الصغيرة والحلويات داخل المكسرات لكي يقبل عليها الاطفال.

اما البائع رضا فيقول انه يحاول قدر المستطاع ان يكون القرقاعون مغريا للاطفال حيث يقوم بوضع الوان مختلفة فيه بالاضافة الى انه يحرص على وضع الشيبس والحلويات لتختلف عن التي كانت في السابق والتي تتكون من المكسرات باشكالها المختلفة والتين المجفف اما الآن فيتسابق الباعة على وضع كل ما يحبه الاطفال لكي يقبلون على شرائه.

وتختلف الاحتفالات والاستعدادات لهذه المناسبة التراثية السنوية، حتى الملابس التقليدية التي يلبسها الاولاد والفتيات اضيفت عليها لمسات الحاضر والمعتقة بنفحات الماضي الاصيل لتحمل معها الوانا بهيجة تشد كل من يراهم.

ونرى هذه الايام اقبالا غير مسبوق على محلات تغليف هدايا الاحتفالات بالقرقاعون، ويقول العديد من اصحاب المحلات التجارية ان الموضة لهذا العام عمل الشخصيات الكارتونية للمسلسل الشعبي «فريج» و «ام خماس» نظرا الى تعلق الاطفال بهذه الشخصيات. بالاضافة الى الشخصيات الكارتونية التي احبها الاولاد مثل «سوبر مان» و «سبايدر مان» وغيرها. ولم تكن العادات والتقاليد في البحرين الا نتاجا لواقع الحياة الاجتماعية ذات الطابع الاسلامي وهي تمثل جانبا من ثقافة المجتمع على مر الزمن وعبر مسيرة التطور الحضاري من جيل الى جيل التي تحكي قصة الانسان البحريني عبر مراحل حياته.

ويخرج الاطفال ليلة القرقاعون التي تصادف ليلة الخامس عشر من شهر رمضان في مجموعات يحملون اكياسا وطبولا ويجولون طرقات الاحياء والفرجان الشعبية طلبا للقرقاعون وهو عبارة عن حلويات ومكسرات وتين مجفف وحين يدخلون البيت يبدأون بالغناء وعندما يعطيهم اهل البيت القرقاعون يعبر الاطفال عن شكرهم ويقولون: «عساكم من عواده... لا تقطعون العادة».

وتختلف اسعار القرقاعون من محل الى اخر، إذ ان بعضها يصل الى عشرة دنانير والبعض الاخر لا يتجاوز دينارا واحدا فقط، وذلك يختلف بحسب الاكسسوارات الموضوعة على المغلف احيانا يكون بسيطا والاخر يكون مبالغا فيه نوعا ما، وعمدت المدارس والاطفال في اعياد الميلاد إلى شراء مجموعات كبيرة من مغلفات القرقاعون وتوزيعها بهذه المناسبة، لأن الاطفال اصبح يستهويهم القرقاعون ذو الالوان المتعددة والموضوع عليه الالعاب والصور الكارتونية المعروفة لديهم.

وعن اختلاف اسعار القرقاعون ودور وزارة الصناعة والتجارة في الحد من ارتفاعها او التلاعب فيها قالت وزارة الصناعة والتجارة ممثلة في ادارة حماية المستهلك ان دورها رقابي بحت حيث يتم رصد اسعار القرقاعون والتاكد من عدم وجود أي تلاعب او مغالاة في الاسعار ومن ثم مقارنتها باسعار العام الماضي واحتساب نسبة الارتفاع او الانخفاض وتحليل الاسباب.

واشارت الادارة الى انه في حال وجود أي تلاعب في الاسعار يتم الاشعار بضرورة مراجعة ادارة حماية المستهلك بوزارة الصناعة والتجارة لمراجعة الفواتير والتاكد من صحتها في حال ثبوت غش او تلاعب حيث يتخذ في هذه الحال الاجراء المناسب الذي يتفاوت ما بين انذار للمحل المخالف الى تحويل صاحب المحل للنيابة العامة.

واوضحت الادارة انه يمكن التعرف على ان البضاعة جديدة من خلال التفتيش العشوائي الذي يقوم به مفتشو ادارة حماية المستهلك على المحلات ومخازنها ومن خلال التعرف على خواص ومقومات القرقاعون بالتعاون مع وزارة الصحة التي تشدد الرقابة على سلامة وصحة القرقاعون بالاضافة الى انه يمكن طلب الاطلاع على فواتير الشراء للتاكد من كميات القرقاعون المشتراة حديثا واسعارها.

واكدت الادارة ان دور وزارة الصناعة والتجارة يتمثل في الدور الرقابي على الاسواق للتاكد من خلوها من أية ممارسات غير نزيهة والرقابة على الاسعار حتى لا يتم التلاعب او المغالاة فيها دون مبرر، مشيرة الى انه وبحسب نظام السوق الحر المطبق في المملكة لا يمكن التدخل في تحديد اسعار السلع باستثناء السلع المدعومة الا وهي اللحم الاسترالي والدجاج المحلي والطحين، وفيما عدا ذلك تتفاوت الاسعار لتتحقق المنافسة التي تخدم مصلحة المستهلك بالدرجة الاولى.

ويظل القرقاعون التقليد الشعبي الاصيل الذي ينعش الاجواء الرمضانية ويضفي على نفوس الناس الفرحة والابتهاج. نتمنى ان يعاد على الجميع باليمن والخير والبركات لننتظر ماذا يحمل في جعبته العام المقبل من خيرات وجديد في كل شيء.

العدد 2555 - الخميس 03 سبتمبر 2009م الموافق 13 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • مجرد سراب | 12:37 م

      متبااارين

      مولد مبارك وكل عام وانتم بخير ,, طبعا الزمت تغير والاجيال والانفس تغيرت :) سلاما سلاما على تلك الايام .. والله يوحدنا ويجمع كلمتنا ويحفظ الجميع

اقرأ ايضاً