العدد 2562 - الخميس 10 سبتمبر 2009م الموافق 20 رمضان 1430هـ

13 عاملا من دون مال ولا سكن ولا طعام

أثار اعتصام 13 عاملا أجنبيا أمس في مبنى وزارة العمل قضية الظروف التي يعيشها عدد كبير من العمال الأجانب في البحرين، فقد اشتكى العمال من الوضع الإنساني الرث الذي يعيشونه منذ أربعة أشهر من دون مال ولا طعام، وبعد أن طردوا أيضا من سكنهم، ثم عادوا إلى منازلهم بعد تدخل قوى الأمن.

تأتي هذه القضية في سياق تواصل مسلسل اعتصام العمال الأجانب للمطالبة بصرف أجورهم المتأخرة، إذ شهدت البحرين طوال اليومين الماضيين احتجاجات عمالية ضد شركاتهم التي لم تصرف مستحقاتهم المالية.

وطالب العمال من وزارة العمل التدخل لحسم خلافهم مع الشركات واحترام حقوقهم وتسديد كل مستحقاتهم وترحيلهم في حال لم يستطع صاحب العمل الوفاء بالتزاماته.

من جانبها، استطاعت وزارة العمل حل القضية وأخذت وعدا من صاحب الشركة بصرف مستحقات العمال يوم الأحد المقبل.


لم تصرف أجورهم منذ أربعة أشهر... وطالبوا بترحيلهم إلى بلدانهم أو احترام حقوقهم

عاملا أجنبيا لا مال لهم فطردوا من السكن وبقوا من غير طعام

مدينة عيسى - هاني الفردان

أوقفت أجهزة التكييف عنهم ومن ثم طردوا من السكن الذي كانوا فيه متكدسين، وبعد ذلك جاعوا عندما رفض الجميع أن يساعدهم سوى قلة قليلة من بني جلدتهم الذين تفهموا أوضاعهم وقدموا لهم العون قدر استطاعتهم، إلا أن أبناء جلدتهم في النهاية أيضا لم يستطيعوا تحمل أعباء إضافية على أعبائهم اليومية الصعبة.

الشرطة تدخلت بعد أن لجأوا لها من أجل إعادتهم للسكن الرث الذي كان يأويهم ليحميهم من وهج الشمس وحر الصيف والنوم في العراء، عادوا للسكن ولكن بقوا جياعا وبعضهم كان يصوم ويفطر بكوب ماء - على حد قولهم -.

هذه القصة ليست من نسج خيال، ولم تكن افتراء، ولكنها قصة حقيقية حدثت لـ 13 عاملا أجنبيا يعملون في إحدى الشركات البحرينية نجارين وبنائين وعمالا، فبعد أن ضاقت بهم السبل كلها لجأوا صباح أمس إلى وزارة العمل ليعبروا عن شكواهم من تأخر صرف أجورهم لأكثر من أربعة أشهر، مطالبين بتحمل الشركة مسئوليتها تجاههم أو ترحيلهم إلى بلدانهم.

خيار الترحيل كان صعبا عليهم، وخصوصا أنهم سيعودون صفر الأيدي بعد كل العناء والتعب الذي عاشوه في الجنة التي كانوا يحلمون بالعمل فيها، والكنز الذي باعوا من أجل الوصول إليه كل ما لديهم في وطنهم، ليكتشفوا أن الجنة أصبحت جهنما والكنز والثراء أدى إلى الجوع والنوم في العراء.

صحيح أن وزارة العمل استطاعت حل القضية وديا معؤ صاحب العمل الذي تعهد للوزارة بتسديد أجور جميع العمال يوم الأحد المقبل، وإنهاء أزمة هؤلاء التي استمرت مدة طويلة، إلا أن المشكلة ليست لدى هؤلاء فقط بل لدى المئات من العمالة الأجنبية التي تحملت وحدها وزر ما يدعيه بعض أصحاب الأعمال من «آثار الأزمة المالية العالمية».

ومع ذلك تبقى القضية رهن تنفيذ الوعود التي قد تصدق وقد تكذب كما حدث كثيرا من قبل وفي عدة قضايا، فليس ببعيد عنا عدم وفاء الشركة المنفذة لجسور مدينة عيسى وبعدها لوزارة العمل مرتين في تسديد الأجور المتأخرة لأكثر من 300 عامل، حتى أجبرت وزارة العمل على تحويل القضية للقضاء للبت فيها.

وعدم احترام شركة «بروجكتس» لوعودها والتزاماتها بصرف مستحقات جميع عمالتها الأجنبية والبحرينية لأكثر من مرة، حتى خرج العمال قبل يومين في مسيرة احتجاجية على تأخر أجورهم.

الأمين العام المساعد لشئون القطاع الخاص بالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين محمد علي مكي كان شاهدا على معاناة 13 عاملا أجنبيا يوم أمس ليوثقها ضمن سجلات الاتحاد المعنية بحقوق الإنسان قبل أن تكون حقوق عمال.

مكي لم يتفاجأ بالقضية، بل أكد أنها واحدة من عشرات القضايا التي تحدث باستمرار للعمالة الأجنبية التي لا تجد من يعينها أو ينصفها في ظل أن دور وزارة العمل يبقى فقط كوسيط توفيقي بين الطرفين وفي حال عدم التوفيق تحال القضية إلى القضاء التي تحتاج الى مدة طويلة لحلها وإنهائها إن كان لها حل.

واستشهد مكي بقضية مصنع ملابس رفض صاحبه تسديد أجور عمالته الأجنبية بدواعي الإفلاس وتخلى عن كل التزاماتهم وترك «الجمل بما حمل» على وزارة العمل بأكمله لتتصرف في القضية، مؤكدا أن هناك أصحاب أعمال لا يتحملون مسئولياتهم وهمهم فقط أرباحهم حتى لو كانت على حساب الفقراء من العمالة الأجنبية.

وأشار مكي إلى أنه بالأمس الأول فقط كان هناك اعتصام أيضا لنحو 350 عاملا أجنبيا يعملون لدى شركة من أكبر شركات المقاولات في البحرين، وبالتالي فهذه الشركة طبعا تمتلك المال حتى وإن قيل أنها تأثرت بالأزمة المالية، إلا أنه من الواجب عليها تسديد مستحقات عمالتها أولا بدلا من تجويعهم وسلب حقوقهم.

وتابع «سبقت ذلك أيضا اعتصامات كثيرة لعمال شركة «بروجكتس» للإنشاءات والشركة المنفذة لجسور مدينة عيسى وغيرها وكلها تصب في القضية نفسها (عدم صرف الأجور منذ شهور طويلة).

الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيدسلمان المحفوظ لم يجد أية غرابة هو الآخر فيما حدث، إذ تشهد البحرين كل يوم اعتصام للعمال الأجانب في ظل عدم إعطائهم حقوقهم، قائلا: «العمالة الأجنبية بشر يعانون ويشعرون ولهم حقوق يجب أن يحترمها صاحب العمل وأن يقدمهم حتى على مصالحه الشخصية وان يسدد التزاماته كلها قبل أن يفكر في نسب أرباحه».

وأكد المحفوظ أن «الاتحاد سبق وحذر من مغبة مقبلة وأزمة عمالية حقيقية وأن الاعتصامات التي نشهدها بصورة متكررة نتيجة تأخر صرف الأجور لأشهر ستؤدي إلى إضراب عام وثورة عمالية، وكل ما يحدث هو نتيجة تهاون بعض الجهات من فرض الالتزام والتشديد على الشركات لاحترام القانون والعامل نفسه».

العدد 2562 - الخميس 10 سبتمبر 2009م الموافق 20 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 5:58 ص

      أعذار واهية

      تحتج الشركات والمقاولون بأعذار واهية كي لا يعطوا العمال حقوقهم فتارة يقولون الازمة المالية وتارة يقولون أنهم لم يجمعوا مستحقاتهم المالية وتارة يقولون أن السفارات هي التي تؤجج العمال وتحركهم وكلها اعذار واهية حتى لا يعطوا هؤلاء الفقراء اجورهم التي لا تساوي شيئا تحت أموالهم الطائلة وارباحهم الكبيرة التي نقلتهم للعيش في الفلل الفاخرة وركوب السيارات الفارهة والسفر لأبعد الدول ويتأففون اذا طلب العامل أجره وكأنه يطلب منهم صدقة.. حرام عليكم ولا تأكلون لقمة حلال وبطن أجيركم خاوي لأنكم لم تعطوه اجره

    • زائر 8 | 5:54 ص

      رد على: الامر واضح

      قد يكون هناك تدخل من بعض للسفارات لتأجيج العمال لطلب بعض الامتيازات... لكن الحديث هنا عندما لا يعطي مقاول أو شركة عمالهم الرواتب مدة 3 شهور أو حتى شهر واحد هل يسكت العامل؟ وهل يحتاج لسفارة تحركه؟ يا أخي اذا الشركات اتقول ان عندها عجز مالي تسكر احسن ليها وتفسح المجال لشركات اكبر منها مو تدخل السوق وتلايم عليها مديونيات من شرق وغرب واتشغل ناس ماليهم ذنب وكل اللي يبونه انه يعيشون اعرق جبينهم وبعدين ايورطونهم من دون رواتب..وهل يقبل المقاول أو الشركة ان لا يحصل على مردود مالي من عمله؟

    • زائر 7 | 4:42 ص

      الامر واضح

      للمتابع للامور العمالية فى بلدنا يلاحظ تكرار مثل هذه الاعتصامات التى وبشكل صريح مبعثها الايادى الخفية للسفارة التى تمثل العمال لنثبت لهم انا قادرين على استبدالهم فى اى لحظة

    • زائر 6 | 4:42 ص

      الامر واضح

      للمتابع للامور العمالية فى بلدنا يلاحظ تكرار مثل هذه الاعتصامات التى وبشكل صريح مبعثها الايادى الخفية للسفارة التى تمثل العمال لنثبت لهم انا قادرين على استبدالهم فى اى لحظة

    • زائر 5 | 4:42 ص

      الامر واضح

      للمتابع للامور العمالية فى بلدنا يلاحظ تكرار مثل هذه الاعتصامات التى وبشكل صريح مبعثها الايادى الخفية للسفارة التى تمثل العمال لنثبت لهم انا قادرين على استبدالهم فى اى لحظة

    • زائر 4 | 4:35 ص

      حاسبوا أيها المسؤولون في الدولة

      الإنسان اذا جاع ممكن يقوم بأي عمل كأن يسرق مثلا و هو في حل من أمره ولا يلام ترى الجوع شين ونطلب من المسؤولين يتصدون بيد من حديد لهالمقاولين حتى لا تتفشى الجرائم أكثر في مجتمعنا, واللي فينا مكفينا

    • زائر 3 | 2:52 ص

      متى استعبدتم الناس وقد ولدوا احرارا؟

      عيب اللي قاعد ايصير من ناس يدعون الاسلام هادلين الفقاره جايين من اقصى الارض يبحثون عن اللقمة الحلال مو جايين يسرقون وينهبون.. وقاعدين يؤدون عملهم فليش ما ايحصلون حقوقهم..هم ما يريدون صدقة هم يريدون حقوقم التي تعاقدوا عليها مع صاحب العمل.. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.

    • زائر 2 | 2:39 ص

      اتقوا الله في عباده يا عبيد الدنيا وعباد الدرهم

      اذا كانوا هؤلاء التجار وأمثالهم ان أموالهم ستنمو من ظلم وجور فهم واهمون .. الله هو العدل .. وهيهات ان يضيع الله حق مظلوم ..

    • زائر 1 | 12:54 ص

      أعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه

      حرام هذا شي لا يرضاه الله ولا رسوله،مهما يكون هذولة أجانب وفي بلاد غربة ومشتغلين بعد بعرق جبينهم لهلحاله انوصلهم وين الاسلام ومبادئ الاسلام.انا أحتج على الشركة اللي مشغلتنهم وأطالبها إن اتسدد ليهم رواتبهم أول بأول.من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.قبل لا يحل ابنا غضب الله.

اقرأ ايضاً