العدد 2566 - الإثنين 14 سبتمبر 2009م الموافق 24 رمضان 1430هـ

إذا عجزت «السياحة» عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية فلا داعي لها أصلا

الرئيس التنفيذي لمشروع الترويج والتسويق السياحي لوزارة الثقافة والإعلام هبة عبدالعزيز لبرنامج «مدار الوسط»:

تناولت الحلقة الجديدة من برنامج «مدار الوسط» الذي يبث على «الوسط اون لاين» اليوم موضوع «هوية البحرين السياحية»، القضية التي تعد واحدة من القضايا التي مازالت محل جدل لأكثر من جهة داخل البحرين بما فيها موضوع استثمار السياحة العائلية والبيئية والتراثية وإلى غيرها.

ولتسليط الضوء على هذا الموضوع التقى البرنامج الرئيس التنفيذي لمشروع الترويج والتسويق السياحي لوزارة الثقافة والإعلام هبة عبدالعزيز، التي أكدت أن «السياحة هي وسيلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإذا عجزت السياحة ان تكون هكذا فلا داعي منها أصلا». وقالت: «نعمل الآن على إعادة هيكلة القطاع السياحي، بحيث انه يمكن التعامل مع هذه المعطيات، لأن السياحة قطاع ضخم ومتشابك، وهناك ما يعرف باسم الترويج، ولكن قبل الترويج يجب ان يكون لدي إدارة لتنمية المنتج، ربما لدي إدارة تذهب إلى القرى تتعرف على المنتج، إدارة تعنى بتطوير الحرف»... وهذا نص الحوار:

*كيف نستطيع أن نغير هوية البحرين السياحية في الوقت الراهن؟

- طبعا الموضوع كثير مهم، لأن البحرين تزخر بعوامل مختلفة كثيرة جدا، كل منها يمكن على حدة يكون عنصر جذب تقوم عليه صناعة سياحة، إلا انه حتى الآن لم يتم التركيز على جانب معين. ان قطاع السياحة يقوم على عناصر الجذب السياحية والمنطقة التي يمكن الانسان ان يصل اليها والعوامل المكملة هي أن السائح شخص عادي ربما يمرض، ربما يحتاج إلى طبيب، ربما يحتاج إلى خدمات شرطة، اي يجب ان تكون هذه الخدمات متوافرة في متناول يد السائح والمواطن العادي، واخيرا عنصر الاقامة، فربما في مملكة البحرين تم التركيز بصورة كبيرة على عنصر الاقامة من مكونات المنتج السياحي وتم اغفال بقية العناصر الاخرى، وربما البحرين التي فيها بعض التحديات تزخر بتاريخ اكثر من المعالم الملموسة والواضحة التي يمكن ان نذهب اليها مباشرة، فمثلا قلعة البحرين زادت اهميتها بوجود المتحف المكمل اليها، واهمية وموقع هذه القلعة ربما هناك الكثير من المواقع الاثرية، الا انها تحتاج لما يعرف باسم ترجمة هذا الموقع بحيث ان يكون المنتج للمستهلك أو السائح، وفي هذه الحال يمكن ان يستوعبه ويتعاطى معه.

* أنت ذكرتِ تحديات... ما طبيعة التحديات التي تواجه قطاع السياحة في سن برامج سياحية أو لنقل سياحة عائلية نظيفة أو سياحة بيئية؟ ما هي طبيعة التحديات؟

- هناك بعض المناطق التي يوجد لديها منتج سياحي جاهز كما يقال، ونأخذ على سبيل المثال تايلند، فهي دولة ظهرت حديثا على الساحة، ويأتيها نحو 17 مليون سائح، لو أنها أحبت ان تكون لديها سياحة بيئية فعندها شواطئ كبيرة ممتدة ربما لا تحتاج إلى استثمارات ضخمة، لأن هذه الشواطئ حباها الله بها وموجودة فعلا، عندها اسواق عدة وحياة يومية، نحن لدينا هذه المقومات ايضا الا انها لم يتم صوغها في قالب سياحي، ولم يتم التركيز عليها والنظر اليها على انها منتج سياحي، ربما تحدثنا من قبل ان البحرين اهم ما يميزها هذه القرى الجميلة التي لها هوية، لها منتج سياحي، كل قرية من هذه القرى لديها قصة مع النسيج، قصة مع الفخار، اذا هذا هو المنتج السياحي الحقيقي، هذا هو ما يجب ان تكون عليه صناعة السياحة.

* أنت عضو في منظمة السياحة العالمية، وايضا جزء من برامجها العملية التنموية السياحية، ماذا يمكن أن تضيفيه من خلال وجودك هنا في البحرين بالنسبة إلى خلق سياحة مميزة على امتداد شارع القرى الشمالية مثلا أو المحافظات الأخرى في البحرين؟

- مملكة البحرين طبعا من أقدم الاعضاء في منظمة السياحة العالمية، والمنظمة لديها مشروع جميل يطلق عليه «السياحة المستدامة للقضاء على الفقر»، هذا المشروع يقول ان كل قرية مهما كان مستواها الاقتصادي لديها ما تقدمه، وان هذه القرية يمكن ان يتم توظيف المنتج السياحي الموجود فيها من حياة ومن تقاليد ومن اكلات شعبية وما إلى ذلك، بحيث ان يذهب السائح إلى هذا المكان، اي ربما ليس بدعة ان آخذ حِرفيا من هذه القرية وأضعه في مجمع تجاري يتفرج عليه الجمهور بمعزل عن بيئته الطبيعية، فجمال هذه الحرفة في كونها حرفة متوارثة من الاجيال، حرفة امتدت على تاريخ معين، وما إلى ذلك، الحقيقة اني آمل - وطبعا هناك آمال كثيرة وهناك مهمات كثيرة يحتاجها العمل في القطاع السياحي - لكن ما يعنيني انا شخصيا الحقيقة هو ان اقوم بمبادرة فيما يعرف باسم «السياحة المدارة من قبل المجتمع»، إذ نذهب إلى احد هذه الاماكن ونعمل على توظيفها، نعمل على ان نؤهل مكانا لاستقبال السائحين، ربما متحف بسيط عن تاريخ النسيج بمصنوعات حرفية تتماشى مع العصر الحديث، فربما شخص لا يريد ان يشتري قطعة قماش بالامتار، ولكن هناك ربما حرف جديدة يتم توظيفها.

* كانت عندك تجربة في مصر سيناء وأيضا في سلطنة عمان وفي دبي، أي لديك حصيلة تجارب مختلفة من المنطقة العربية، كيف بامكانك ان تبدأي بواحد من هذه المشاريع في البحرين؟ لنقول هل ستبدأي بمشروع النسيج في قرية بني جمرة أو مشروع متحف صغير عند معابد باربار بقرية باربار مثلا؟

- تستهويني جدا فكرة النسيج، لأنني احس بأن له دلالات جملية، وان فيه غزل، فيه نسج، فيه تلاحم ثقافات، وهذا يمكن مفهوم السياحة، وهو المجال الذي يتيح للفرد لو انه سائح اجنبي أو حتى سائح من داخل البلد، ربما هناك كثير من ابناء البلد لم يشاهدوا صناعة النسيج التقليدية، لم يعرفوا تاريخها، بالتالي هذا المشروع يستهويني وخاصة أن له مردودا اقتصاديا مباشرا، اي هذه قطع النسيج الجميلة الرائعة يمكن ان تباع، ويمكن ان يستفيد اهالي هذه المنطقة مباشرة من هذا النشاط الاقتصادي...

* بما فيها أيضا صناعات السلال والفخار في المناطق البحرينية...

- هذا هو بالضبط أملي، ان يكون هذا ما يميز السياحة في مملكة البحرين، ان هناك الكثير من العناصر التي تتميز بها، الا ان هذا الجانب متعلق بالسياحة المدارة من قبل المجتمع، طبعا لابد ان يكون هناك عمل انثربولوجي كبير مع المجتمع، بحيث الا يتخطى الحدود وان يكون هذا التوجه يتوافق مع (الواقع)، لا يجب علينا ان نأتي بشيء نفرضه على القرى، (بل لابد أن) يتناسب مع طبيعتها ويتناسب مع عناصر البيئة والبيئة الاجتماعية وتقبل المجتمع لمثل هذا العمل، فهذا عمل ضخم، وانا لا اقول إني سأبدأ به، فأنا بدأت فعلا بزيارة لقرية بني جمرة ولمصنع النسيج هناك، وتحدثت مع الأخوان، وآمل جدا ان يكون هذا، لأني حققت مشروعا واحدا ولكن اعتبر نفسي نجحت في عملي، وهو ان احقق أحد هذه المشروعات السياحية المدارة من قبل المجتمع.

العدد 2566 - الإثنين 14 سبتمبر 2009م الموافق 24 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:57 ص

      الحل في يد شبابنا ذوي العقول الخصبة

      خريجو الجامعات من ناحية المحاسبة والتسويق و الترويج وغيرها لديهم كل الإمكانيات ولديهم كل الإبداع في جعل البحرين وجهة سياحية ممتعة لكن لا حياة لمن تنادي! السياحة عندنا كلش في الحضيض ماعندنا مهرجانات ولا كرنفالات ولا عروض وحتى الاماكن السياحية ليست متوفرة للمواطنين! فهي متوفرة اثناء الدوام وهذا لايفيد احد حتى ما يكلفون على روحهم يسوون دعاية عن البحرين في التلفزيون وينشرونها في المحطات الفضائية بمعنى آخر فقط شغلتهم الوحيدة اخذ المعاش...بس

    • زائر 2 | 2:19 ص

      حدث العاقل بما لا يليق ....

      عزيزي الكل يعرف تماما ان الموجود عندنا والمقنن هو بالخط العريض سياسية الرقيق الابيض والخمور المعتمدة في الاساس على جذب الخليجيين للبحرين كمحطة إستراحة !؟
      فاقد الشيئ لا يعطيه ، انت في الاول وفر بيئة سياحية نظيفة للمواطنين وبعدين قول ....... هزلت

    • زائر 1 | 10:09 م

      تكسي الحريه

      انا اسئل وين السياحه وين البحرين من السياحه كلام فاضي جدا

اقرأ ايضاً