يعتبر استخدام مياه المجاري والمياه القذرة في الري في المناطق الريفية والمحيطة بالمدن في كثير من الدول النامية ممارسة شائعة إذ ان مياه الفضلات في احيان كثيرة هي المصدر الوحيد لمياه الري في هذه المناطق. وحتى في المناطق التي توجد فيها مصادر مياه أخرى، يفضل المزارعون الصغار عادة المياه القذرة لأن محتواها المغذي يقلل أو يزيل الحاجة إلى أسمدة كيماوية باهظة الثمن. فالمخاوف بشأن صحة الإنسان والبيئة هي أكثر القيود المهمة لعملية إعادة استخدام المياه القذرة. وبينما تحتاج المخاطر إلى دراسة متأنية، فإن أهمية هذه الممارسة لاعالة صغار المزارعين الذين لا حصر لهم يجب ان تؤخذ في الحسبان. يتمثل هدف بحوث معهد إدارة المياه الدولي بشأن ري المياه القذرة في زيادة الفوائد للفقراء الذين يعتمدون على هذا المورد وتقليل المهددات المترتبة على ذلك.

ري المياه القذرة يوفر دخلا لصغار المزارعين

كثير من مستخدمي ري المياه القذرة من المزارعين ليسوا اصحاب أرض بل هم اشخاص لا أرض لهم يقومون بتأجير رقع أراض صغيرة لانتاج محاصيل نقدية مثل الخضراوات التي تنتعش عندما تروى بمياه المجاري الغنية بالمواد المغذية.

ففي جميع انحاء آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية، تدعم هذه الاقتصادات الصغيرة للمياه القذرة سكان فقراء لا حصر لهم. وربما يلغي الوقف أو التعسف في تنظيم هذه الانشطة، الدخل الوحيد لكثير من المواطنين الذين لا أراضي لهم.

فهل معالجة المياه القذرة هي الخيار الأفضل؟

ترى الدول الغنية أن معالجة المياه القذرة ضرورية لحماية صحة الانسان ومنع تلوث البحيرات والأنهار. ولكن، لكثير من الدول النامية، يعتبر هذا الحل مكلفا بشكل باهظ. وفي هذه الحال، فإن استخدام المياه القذرة في الأراضي الزراعية هو بديل اقتصادي أكثر - ومقبول بيئيا - من الافراغ غير المراقب للمخلفات البلدية والصناعية في عرض البحيرات وروافد الأنهار.

اذا كيف نجعل هذا النشاط الواسع النطاق آمنا للناس والبيئة؟

من الواضح ان الفوائد القصيرة المدى لري المياه القذرة يمكن موازنتها بواسطة التأثيرات الصحية والبيئية. فالخطوة الأولى تتمثل في التقييم العلمي لهذا النشاط. وبمجرد ان تتضح المخاطر الفعلية، يمكننا العمل على تقليصها. ويعني هذا، على سبيل المثال، ايجاد طرق محتملة أو قابلة للتطبيق لمراقبة وجود الملوثات الضارة في المياه القذرة، مثل المعادن الثقيلة التي يمكن ان تتراكم في التربة والمحاصيل. وبمعنى آخر يجب البحث في الممارسات الزراعية والمحاصيل النامية لايجاد طرق لتقليل مخاطر التلوث على المزارعين والمستهلكين.

وقد اجرى بحث معهد إدارة المياه الدولي في باكستان وغانا وفيتنام والمكسيك فحصا للآثار الايجابية والسلبية لإعادة استخدام المياه القذرة في الزراعة. وستنتج عن هذا العمل ادوات ونظريات يمكن ان تساعد صانعي السياسة والمخططين في ان يوازنوا احتياجات المزارعين الصغار مع صحة المواطنين والبيئة.

هنا بعض المنشورات المتاحة في هذا الموضوع:

- سكوت سي ايه، زارازوا، ليفاين جي (2000)، إعادة استخدام مياه فضلات المدن في انتاج المحصول - فينسترا، اس، حسين، فان دير هوك (2000)، المخاطر الصحية للري بواسطة مياه المدن القذرة غير المعالجة في جنوب البنجاب - باكستان.

المشروعات:

- تحسين اداء ري المياه القذرة في المناطق المحيطة بالمدن، باكستان. تحديد وتأكيد فوائد ري المياه القذرة وممارسات للاستخدام الدائم.

- إعادة استخدام المخلفات الصلبة والسائلة في الزراعة المحيطة بالمدن، غانا: تحليل الخيارات بشأن التسميد المشترك بين المخلفات الصلبة والاوحال البرازية وإعادة استخدام المياه القذرة في الزراعة الحضرية والمحيطة بالحضر.

- المظاهر البيئية والصحية لري المياه القذرة، فيتنام: تقييم الكلف المحتملة وفوائد هذا النشاط والتوصيات التطويرية للاستخدام الدائم.

- موازنة المخاوف الاقتصادية والبيئية لري المياه القذرة، المكسيك: بحث الفوائد الاقتصادية للمزارعين المرتكزة على ري المياه القذرة والمخاطر الصحية والبيئية المتضمنة.

نتائج وتوصيات: كيف ان اجراءات بسيطة تستطيع تقليص المخاطر الصحية لإعادة استخدام المياه القذرة في الزراعة؟

كشف البحث في هارون اباد، باكستان - وهي مدينة صغيرة تستخدم فيها المياه القذرة المحلية في الري - ممارسات بسيطة كثيرة تستطيع تقليل المخاطر الصحية على المزارعين والمجتمع. وتتضمن هذه:

- لبس احذية وقفازات اثناء العمل في الحقول المروية بالمياه القذرة.

- معالجة منتظمة للمزارعين وأسرهم بواسطة أدوية مضادة للديدان لمنع عدوى الديدان.

- قيود محاصيل في الحقول المروية بالمياه القذرة.

- الاطلاع على معلومات جيدة عن العادات والاحوال المفضية إلى الصحة ومخاطر ري المياه القذرة على المزارعين.