العدد 322 - الخميس 24 يوليو 2003م الموافق 25 جمادى الأولى 1424هـ

الشهداء سبب لبقاء الحركة المطلبية

في تأبين الإسكافي ونوح:

أحيا أهالي النعيم ذكرى استشهاد الشهيدين سعيد الإسكافي ونوح آل نوح وسط حضور كثيف من الناس، وحضور جمع كبير من علماء الدين، تصدرهم السيدعبدالله الغريفي، ولم تخل تلك الاحتفالية التي تعودت الفعاليات الشعبية احياءها منذ عام تقريبا، من صور بقية الشهداء وصور الشيخ عبدالأمير الجمري، الذي تتلهف الناس لحضوره هذه الفعاليات بعد أن غيبه المرض طويلا.

وفي كلمة له بهذه المناسبة، أشار رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان إلى أن شهادة الشهيدين سعيد الإسكافي ونوح آل نوح كان لها أبلغ الأثر في تعزيز الحركة المطلبية في فترة التسعينات، وبخصوص الإسكافي، فقد كانت شهادته بعد مضي ستة أشهر على اعتقال أصحاب المبادرة آنذاك، وسط هدوء مخيف - كما عبر عنه - في وسط الشارع البحريني، وجاء استشهاده ليعطي الحيوية لبقاء هذه الحركة من جديد، ويعطي الذاتية لهذه الحركة في الاستمرار والحضور حتى في ظل عدم وجود أصحاب المبادرة أو الرموز الوطنية.

أما بخصوص الشهيد نوح آل نوح، فأكد سلمان أن شهادته جاءت وقت الترويج الإعلامي الكبير آنذاك باحترام حقوق الإنسان، وساعد استشهاد نوح آل نوح على كشف طبيعة الانتهاكات التي كان يمارسها جهاز قانون أمن الدولة، وذلك من خلال توزيع صور استشهاده على الوفود الحقوقية في الخارج.

وفي سياق الحديث عن أثر دماء الشهداء، أكد سلمان أن الشهداء يضحون من أجل معنى أعمق من المعنى السياسي وهو المعنى الديني، والوفاء لدمائهم - بحسب سلمان - هو أن نعرف الأبعاد التي ضحى من أجلها هؤلاء، فلا نقف عند الشعار السياسي فحسب، بل نحافظ على دين الله، فإذا تسرب الدين من سلوك وفكر الفرد والأسرة والمجتمع، فنحن لا نعرف الأبعاد التي ضحى من أجلها الشهداء.

وفي المناسبة ذاتها، قال الناشط السياسي، عبدالوهاب حسين في كلمة له: إن الشهداء منارات عز، وأعمدة قوة، وأوتاد راسخة في الفكر والوجدان تمسك المسيرة الوطنية من التراجع أو الاهتزاز، مؤكدا أنه صغير أمام عمالقة الشهادة، وأنه يشعر بالحرج الشديد خوفا من التعامل الصوتي مع هذه القضايا الإنسانية الزاخرة بالقيم والعطاء، كلما وقف إلى تأبين شهيد أو وقف على قبر شهيد، محذرا من الاستغلال السيئ لهذه القضايا الإنسانية خدمة للأهداف الدنيئة.

وأضاف: الثقافة التي ليس فيها ثقافة الشهادة هي ثقافة سطحية، والمسيرة التي ليس فيها شهداء هي مسيرة المهمات الصغيرة والسطحية، ولا يمكن لها أن تكون المسيرة الكبيرة والضخمة والجوهرية، كما أن الفرد الذي لا ينفتح على ثقافة الشهادة هو فرد قصير النظر ضعيف الإرادة، داعيا إلى التأمل في الأوضاع الوطنية الحالية من خلال الشهداء، لنقيمها ونحكم عليها، ونعرف الطريق الذي ينبغي علينا أن نسلكه منها.

هذا وقد تخللت الحفل التأبيني أناشيد وقصائد لفرق إنشادية شعبية، كما قام السيدعبدالله الغريفي في نهاية الحفل بتكريم عائلة الشهيدين وفق ما جرت العادة عليه في هذه الاحتفالات

العدد 322 - الخميس 24 يوليو 2003م الموافق 25 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً