العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ

الطلاب في الخارج يشكون ضعف المخصصات المالية

على رغم المعاناة ... للتجربة طعم خاص

تركوا وطنهم وشدوا الرحال نحو ديار الغربة في سبيل تحقيق تطلعات بلادهم نحو مستقبل أكثر إشراقا... عبروا البحار، واجتازوا المحيطات سعيا وراء العلم والثقافة... أولئك هم طلبتنا الدارسون في الخارج.

وكانت لـ «جامعات» وقفة مع أحدهم... انه الطالب أحمد عبدالمجيد سيد مرحمت الذي ابتعث إلى إحدى الجامعات العريقة في المملكة المتحدة. وكان هذا الحوار...

في البداية، هل لك أن تعرفنا ببطاقتك الشخصية؟

- الاسم: أحمد عبدالمجيد مرحمت.

العمر: 91 عاما.

متخرج العام 1002 في المسار العلمي بمعدل 89 في المئة.

أدرس في جامعة (READING) في المملكة المتحدة - هندسة الكترونية.

هل كنت تتوقع الدراسة في الخارج؟

- نعم، إذ كنت أخطط للدراسة في الخارج، فكنت أسعى إلى الحصول على بعثة حتى لو كانت مقدمة من الشركات في حال عدم إمكان توافرها من الدولة، ولكن ولله الحمد حصلت على رغبتي من وزارة التربية.

وهل تلقى الدعم والتشجيع من الأهل؟

- نعم، إذ إني أمثل بارقة أمل بالنسبة إليهم، لذلك فإنهم تعهدوا بإكمال دراستي في الخارج، حتى لو كانت على نفقتهم الخاصة.

هل واجهتك صعوبات خلال الأيام الأولى لوجودك في بريطانيا؟

- في الحقيقة اني واجهت الكثير من الصعوبات، سواء على مستوى الجامعة، أو من خلال الحصول على سكن مناسب. فمع أن الوزارة تعهدت بتحمل أعباء السكن، فإن العكس كان هو الصحيح، إذ اضطررت إلى السكن في أحد الفنادق ذات الأسعار الباهظة ولمدة أسبوع كامل، لكن المسألة الأكثر تعقيدا والأكثر صعوبة هي تدني نسبة المخصصات المالية للطلبة الدارسين في الخارج، وهذه المسألة تمثل هاجسا مستمرا للطلبة، وخصوصا بالنسبة إلى الطلبة المعوزين الذين لا تستطيع عوائلهم مساعدتهم، كون العائلات هي الأخرى بحاجة إلى مساعدة، لذلك فإننا نطالب المسئولين في وزارة التربية أن يضعوا ذلك نصب أعينهم.

وهل تقدمتم بطلب مساعدة للملحقية الثقافية في بريطانيا؟

- بالتأكيد، ولكن للأسف لم نلق أية مساعدة من المشرفين على هذه الملحقية، مع أن ذلك يعد من صلب اهتماماتها. وقد تفاجأنا إحدى المرات بخبر مكتوب في الصحافة البحرينية عن طريق الملحقية الثقافية، يفيد بأن جميع الطلبة البحرينيين في بريطانيا غير مصابين بمرض «السارس» مع أن الملحقية لم تلتقي أي طالب منا إطلاقا!!

هل انتابك شعور بالغربة أثناء دراستك؟

- في البداية شعرت بالغربة، ولكن بعد مضي أشهر معدودة، وعند عودتي لقضاء الإجازة القصيرة في البحرين، شعرت بأنني غريب بين أهلي، لكني سرعان ما شعرت بالاستقرار لدى عودتي إلى الدراسة!!

وماذا عن مستوى الدراسة هناك؟

- باعتباري طالبا في السنة التمهيدية الأولى فكانت المقررات سهلة نوعا ما، وفي أحيان كثيرة كنا نتفوق على الطلبة الإنجليز، وكان ذلك مثار استغراب للطلبة والمدرسين على حد سواء.

وهل شهادة الجامعة مضمونة؟

- نعم، من المفترض أن تكون كذلك وفقا لما أعلنته وزارة التربية سابقا.

وما السبب في اختيارك لهذا التخصص؟

- هذا التخصص يمثل رغبتي بالدرجة الأولى، علاوة على كونه الخيار الوحيد بين عدد من التخصصات التي طرحتها وزارة التربية، وباعتقادي أن لهذا التخصص مستقبلا جيدا في سوق العمل البحريني، فهناك الكثير من شركات الاتصالات التي ستدخل إلى سوق المنافسة في البحرين خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فإن هذه الشركات بحاجة إلى مختصين لتقديم الأفضل إلى زبائنها، وهذه هي شروط المنافسة.

وكيف تقضي وقت فراغك هناك؟

- أقضيه بين ممارسة الرياضة والقراءة أحيانا، والجلوس إلى الانترنت أحيانا كثيرة. أما في أيام الأعياد والمناسبات كعاشوراء مثلا فيتوافد الطلبة من جميع ربوع بريطانيا باتجاه العاصمة لندن.

وهل تعرضتم للمضايقات بعيد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول؟

- أثناء وصولنا إلى المطار، كان برفقتنا أحد الطلبة البحرينيين، وكان ملتحيا، فما كان للشرطة إلا أن أوقفتنا لدقائق معدودة، ولكن بعد اكتشافها أننا حاصلون على بعثات دراسة من الحكومة البحرينية سرعان ما أفرجت عنا.

وماذا عن زملائكم الطلبة البريطانيين؟

- كانوا متفاوتين في نسب التعامل معنا، وشعرنا ببعض العنصرية من مجموعات قليلة من الطلبة، ولكن السواد الأعظم من الطلبة كنا نلقى معاملة جيدة منهم، وارتبط بعض الطلبة بنا إلى درجة أنهم أتوا لزيارتنا في البحرين خلال فترة الإجازة.

وكيف تقضي إجازتك في البحرين حاليّا؟

- حاليّا أعمل بشكل مؤقت لمدة ثلاثة أشهر في شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو)، وأقوم بزيارة الأهل والأصدقاء بشكل مستمر.

وهل تود توجيه رسالة من خلال «جامعات» إلى الطلبة الدارسين في الخارج؟

- نعم، أدعوهم إلى التمسك بالمبادئ الإسلامية والعادات والتقاليد الاجتماعية باعتبارنا منتمين إلى مجتمعات عربية وشرقية مسلمة.

هل من كلمة أخيرة؟

- أود أن أشكركم على إتاحة هذه الفرصة، كما أشكر المسئولين في وزارة التربية والتعليم على جهدهم الدؤوب وتعاونهم معنا، وأوجه شكري وتقديري إلى والداي العزيزين على كل ما يقدمونه لي لتحقيق مستقبل زاهر إن شاء الله.

العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً