العدد 381 - الأحد 21 سبتمبر 2003م الموافق 25 رجب 1424هـ

تفعيل قانون الحشمة في جامعة البحرين

يسيء البعض فهم مصطلح «الحرية الشخصية»... فيأخذها بالمعنى المطلق الذي يشبع فيه الإنسان رغبته الشخصية غير مكترث بمصالح ومشاعر الآخرين. والحقيقة هي أن هذه الحرية تتوقف عند النقطة التي يتعدى فيها الإنسان على مصلحة الآخر.. وترتسم خطوطها الحمراء في اللحظة التي يدوس فيها على حقوق غيره. وفي مجتمع دراسي مثل مجتمع جامعة البحرين، لابد أن نمنع تفشي مثل هذا الفهم المغلوط للحرية الشخصية حتى يتسنى لنا خلق المناخ الدراسي المتوازن الذي يسهم في تقوية الروابط بين الطلاب والطالبات.

فللطالب والطالبة الحرية في اختيار ملابسهم طالما أنه لا يوجد زي معين مفروض من قبل الجامعة... ولكن إلى أي مدى نطلق لهذه الحرية العنان؟ وأين ترتسم حدودها؟ وكيف يتعدى الطالب والطالبة عندما يفرطان في استخدام هذه الحرية على مشاعر ومصالح الطلاب الآخرين؟

للأسف الشديد، لقد تحولت جامعة البحرين في الآونه الأخيرة- وخصوصا في منطقة الصخير - إلى مسرح لـ «عرض الأزياء»، فتلك الطالبة ترتدي السروال «المفرغ من الهواء» وتلك ترتدي الشفاف الذي «حضورك عندي كما لو كنت غائب» وأخرى ينقص فستانها «متر وربع» فبالكاد يغطي الفستان ركبتيها! والمصيبة بأن العدوى قد انتقلت إلى الطلاب أيضا فلن استغرب في المستقبل إذا رأيت طالبا في الجامعة يرتدي «شورت» فوق الركبة ويحضر المحاضرات!

إن وجود مثل هذه الأمور تربك الطالب وتشتت فكره عن الدراسة، كما أنها تضغط عليه نفسيا وتحرفه عن الهدف الذي جاء من أجله، هذا بالإضافة إلى إعطاء صورة غير مشرفة عن جامعة البحرين التي من المفترض أن توفر المناخ الدراسي المتوازن لدى الطلاب والطالبات.

لقد قال لي أحد الأخوة الذين يدرسون في جامعة البحرين في مدينة عيسى ان هناك فرقا شاسعا بين مستوى الحشمة في الجامعة في منطقة الصخير ومنطقة المدينة، فالوضع عندهم يمكنهم من الشعور بالراحة النفسية والتعامل مع الفتيات بشكل صحي لالتزام معظم الفتيات بالمظهر المحتشم، بينما يصاب عند قيامه بزيارة لجامعة الصخير بالذهول ويشعر بالإرباك النفسي وعدم الارتياح من «التقليعات» الغريبة التي ترتديها الطالبات والطلاب أيضا.

لقد كانت المرشدات سابقا يعملن على قدم وساق لايقاف مثل هذه الأمور، وكان القانون أصرم مما هو عليه الآن بحسب ما صرح به بعض الأخوة الذين تخرجوا من الجامعة قبل سنوات، فكانت هناك اجراءات صارمة تأخذ على الذين لا يلتزمون باللباس المحتشم، والسؤال هو: لماذا تراخت الجامعة في تطبيق هذا القانون بالشكل الفعال الذي كان عليه في السابق؟

إن تفعيل قانون الحشمة لا يعني تكبيل حرية الطلاب والطالبات أو التحكم فيهم، فنحن لا نطالب بفرض الحجاب على الطالبات أو الالتزام بنمط أو زي معين للطلاب، ولكننا نطالب بوضع ضوابط على هذه الملابس مثل: منع الفتيات من ارتداء التنورات القصيرة، والبنطال الضيق والقميص الشفاف أو أي ملبس يخدش الحياء... كما نمنع الطلاب من لبس الشورت والبنطال الفاحش في الضيق، وفي ما عدا ذلك فللطلبة الحرية في اختيار ملابسهم في ضمن الأطر المرسومة لهم.

إن وجود مثل هذه القوانين يتطلب تعاونا من قبل الطلاب والمرشدين، والانفتاح على الهدف الرئيسي من تفعيلها، فهي ليست قيود حديدية بقدر ما هي ضوابط تساهم في خلق جو صحي بين الجنسين في الجامعة والرفع من صورة جامعتنا الحبيبة أمام المجتمع حين يزورها أحد الزوار.

وأختم كلامي هذا بحادثة وقعت لبعض شباب جامعة البحرين الحاصلين على بعثة من وزارة التربية والتعليم، فعند زيارتهم الأخيرة للوزارة بغرض استكمال اجراءات التسجيل بالجامعة، استوقفهم الحارس عند البوابة وسألهم وهم في السيارة: «هل يرتدي أحدٌ منكم «شورت» الآن؟! لقد كان السؤال غريبا على هؤلاء الشباب ما ثار بينهم الضحك، ولكن هل يتوجه هذا السؤال للشباب في الجامعة الآن؟ وهل يتوجه إلى فتيات الجامعة - من باب الأولى- عما اذا كن يرتدين التنورة القصيرة؟ نأمل أن يصل صوتنا إلى ادارة الجامعة لتتخذ ما تراه مناسبا في هذا الصدد.

العدد 381 - الأحد 21 سبتمبر 2003م الموافق 25 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً