العدد 2324 - الخميس 15 يناير 2009م الموافق 18 محرم 1430هـ

بحريني يطلب اللجوء في صربيا

ادعت إذاعة «سربيجا» الصربية أمس، أن بحرينيا، علي أحمد علي (38 عاما)، قاتل في البوسنة في تسعينات القرن الماضي، تقدم بطلب اللجوء السياسي في صربيا وذلك بعد أن أمضى 12 سنة في السجن في البوسنة والهرسك. وفي حين لم يكن بالإمكان التأكد من صحة ما أوردته الإذاعة الصربية، فإن خطابات ورسائل علي الموجودة لدى عائلته التي أرسلها من السجن وحصلت «الوسط» على نسخ منها تؤكد نفي علي أية علاقة له بتنظيم القاعدة.


قضى 12 سنة في سجون البوسنة والهرسك

إذاعة صربية تدعي أن بحرينيا طلب اللجوء السياسي في صربيا

الوسط - هاني الفردان

ادعت إذاعة «سربيجا» الصربية أمس إن أحد افراد الجماعات الجهادية سابقاوالذي قاتل في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، علي أحمد علي، المعروف فيما مضى بـ «الزاير» (بحريني الجنسية)، ، قد تقدم بطلب اللجوء السياسي في صربيا وذلك بعد أن افرج عنه من السجن في البوسنة والهرسك. وقد قضى علي 12 عاما في السجن بتهم القيان بتفجيرات «ارهابية»، وهو الأمر الذي نفاه مرارا وتكرارا ، وانه في الأساس شارك في حرب البوسنة ما بين 1992 و1995 .

وادعت الاذاعة الصربية ان علي قال لوسائل الإعلام الصربية إنه «تغير نهجا وسلكا وإنه قرر محاربة الإرهابيين»، وهو ينتظر في لوكافيتشا (صربيا) القرار بشأن طلبه، أو فيما إذا كان سيتم تسليمه إلى إلى البحرين.

«الوسط» حصلت على خطابات ومراسلات علي (المتوفرة لدى عائلته والتي أرسلها لهم من السجن)وهي تؤكد نفيه أية علاقة له بتنظيم «القاعدة»، وكشف عن صفقة عرضت عليه في السجن لإخراجه مقابل الكشف عن عناصر «القاعدة» في البوسنة، إلا أنه أكد لهم أنه لا يعلم عن ذلك شيئا.

وتعود قصة علي (38 عاما) الذي كان يحمل اسم «عبدعلي» سابقا، وكان شيعي المولد وانتمى لاحقا الى اتجاهات اسلامية حفزت على الجهاد في البوسنة أثناء الحرب الصربية عليها في تسعينات القرن الماضي، وتفاجأت عائلته بقراءة نبأ عن وكالة الأنباء الألمانية بالحكم عليه بالسجن 12 عاما وتسعة شهور قبل اكثر من عقد مضى، وذلك بتهمة تنظيم عملية تفجير في «موستار» الكرواتية العام 1997.

«الوسط» كانت قد زارت في وقت سابق عائلة علي في منزلها للاطلاع عن قرب على حيثيات القضية وتفاصيلها، وعبرت العائلة حينها بشكل مؤلم عن تجاهل الجهات الرسمية وخصوصا وزارتي الداخلية والخارجية لقضية ابنها وإرجاعه إلى البحرين.

وقالت شقيقة علي إن قصة أخيها بدأت منذ أن كان عمره نحو سبعة عشر عاما عندما التحق بجمعية الإصلاح، وتنقل كثيرا في تلك الفترة بين البحرين والسعودية، وبعد أن بلغ من العمر 20 عاما توجه إلى البوسنة لما سمع عن وجود اضطهاد وظلم للمسلمين هناك من قبل الصرب، مؤكدة أن عائلتها متمسكة بحق إرجاعه إلى أرضه ووطنه وعدم تخلي الدولة عن أحد مواطنيها فقط لأنه خرج إلى بلد آخر.

وأشارت شقيقته إلى أن العائلة منذ أن سمعت بنبأ اعتقال علي في العام 1998 تحركت على جميع الجهات والأصعدة وناشدت جميع المسئولين بما فيهم وزارتا الداخلية والخارجية وبحسب قولها: «إن الوزارتين كانتا تلقي بالمهمة على الأخرى وكأن العائلة كرة ترمى من ملعب إلى ملعب حتى ضاعت القضية بين الوزارتين وملفات المسئولين لعدم إعطائها من قبلهم أي اهتمام».

رسالته قبل أن يسجن

وأشارت إحدى رسائل علي التي وردت إلى العائلة قبل اعتقاله وأثناء وجوده في البوسنة إنه كان يرى العداء «يقتلون المسلمين لا لشيء إنما لأنهم فقط مسلمون، ويستبيحون حرمات النساء المسلمات»، مشيرا إلى أن ما شاهده أثاره كثيرا ما جعله يتوجه بحسب قوله إلى «الجهاد بنية خالصة لله وأقاتل ولا أخشى أن أقتل لأنه لكل أجل كتاب، وإن لم أقتل وأنا أدافع عن شرف المسلمات العفيفات اللاتي هن كأخواتي سأموت على الفراش موت البعير».

وواصل علي حديثه عن حياته الخاصة وعمله في البوسنة، مشيرا إلى أنه بدأ العمل في التجارة الحرة ويكسب منها الكثير. وعلقت شقيقته على هذا الحديث لتنفي الاتهامات التي وجهت إلى أخيها وعرضته للحكم 12 عاما، بأن أخاها خرج للبوسنة ولم يكن ضمن ما يعرف بتنظيم «القاعدة» أو حتى لم يتبنَ أفكارهم وإنما كان يدافع عن المسلمين هناك ولم يخرج عن ذلك النطاق.

رسالته من السجن

وفي رسالة أخرى من السجن ذكر فيها علي بعض تفاصيل قضيته التي أودت به إلى السجن «دون أن يوضح التهم الموجهة إليه» مبتدئا من تاريخ حبسه في 23 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1997 «المشكلة وقعت بيني وبين رجل أميركي وآخر كرواتي، ما أدى للحكم عليّ بست سنوات، بالإضافة إلى تهم أخرى يتهموني بها والتي قد أسجن بسببها ما لا يقل عن عشر سنوات ليصبح مجموع الحكم 16 سنة»، مؤكدا أنه لم يكن مذنبا، وطالب مرارا وتكرارا بتسليمه إلى الجهات الأمنية في البحرين وأن الجهات الأمنية في كرواتيا وافقت على ذلك بشرط مطالبة المسئولين في البحرين به، كاشفا عن قيامه بمراسلات كثيرة إلى سفارتي البحرين في ألمانيا وتركيا عن طريق المحكمة البوسنية والتي كانت بتاريخ 1 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1997.

وتحدثت أوساط إعلامية في ذلك الوقت عن أن علي أكد أنه توجه إلى البوسنة في العام 1992 متطوعا للقتال إلى جانب المسلمين في البوسنة... وبعد نهاية الحرب في العام 1995 بقي في البوسنة، إلا أنه فوجئ باتهامه بتنظيم عملية تفجير في موستار الكرواتية العام 1997 وحكم عليه بـ 12 عاما و9 أشهر سجنا.

وأضاف أنه خلال التحقيق كانوا يريدون توريطه في قضايا لا علم له فيها ولا يعرف عنها شيئا، واتهموه بأنه زعيم في تنظيم القاعدة وطلبوا منه كتابة أسماء أعضاء «القاعدة» في البوسنة، وهو لا يعلم عنهم شيئا، كما نفت زوجته البوسنية، واسمها أنيسة، أن يكون زوجها متورطا في تنظيم «القاعدة».

وقال علي في رسالته: «أرجو من الله ومن أخي أن يأتي بمجرد وصولكم رسالتي، وأن يذهب إلى وزارة الداخلية ويطلب منها ورقة طلب من مملكة البحرين إلى رئيس دولة البوسنة والهرسك ينص بتسليمي إلى المملكة، وان يحضر معه هواتف السفارة البحرينية في كل من ألمانيا وتركيا ومبلغ وقدره 10 آلاف مارك ألماني»

العدد 2324 - الخميس 15 يناير 2009م الموافق 18 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً