تعود أصول التقنيات الحيوية المعروفة حاليا إلى عدة آلاف من السنين، وقبل معرفة الإنسان بالميكروبات المسئولة عن هذه الأنشطة بمدة طويلة. فقد عرف المصريون القدماء وكذلك الصينيون والهنود وغيرهم عمليات تخمر الأغذية واستخدموها في تحضير الخبز والجعة (البيرة - البوظة) والجبن. كما قاموا بانتخاب نباتات وحيوانات زراعية عالية الإنتاجية. وهجنوا السلالات لتحقيق طفرات في الإنتاج باستخدام أساليب الوراثة التقليدية، والتي مازالت هي الأساليب الأكثر شيوعا حتى الآن.

وقد شهد العقد الماضي ظهور تقنيات متقدمة تحسن بصورة كبيرة من كفاءة التقنيات الحيوية التقليدية في مجالات الزراعة التقليدية، التخمرات، معالجة المخلفات، صناعة الدواء، والرعاية الصحية. ومن بين أهم التقنيات الحديثة تلك «الهندسة الوراثية» وتقنية التحكم في الحمض النووي التركيبي.

وللتقنية الحيوية تعريفات عدة، من أهمها: «تطبيق المبادئ العلمية والهندسية عند توظيف الكائنات الحية لتحويل المواد إلى منتجات أو خدمات». وهناك تعريف آخر للتقنية الحيوية، أكثر تفصيلا باعتباره أحد العلوم الجديدة المتنامية وهو «توظيف الكائنات الحية أو النظم الحية أو العمليات الحيوية في مجالات التصنيع أو تقديم الخدمات والتي تؤدي إلى تحسين ملموس في مجالات الدواء، الطاقة، الكيماويات الأساسية وغيرها».

مثلت الزراعة في المناطق الصحراوية والجافة تحديا رئيسيا لأمم عدة، ولاسيما في منطقة الخليج العربي. فدرجات الحرارة العالية وملوحة وقلوية التربة والماء مصحوبة في غالبية الأحوال بندرة المياه، كانت ولاتزال تمثل عقبات كأداء تعوق نمو المحاصيل الحقلية والخضراوات والفاكهة كما أن حيوانات المزرعة والدواجن الموجودة في المنطقة تم تربيتها (وراثيا) لتلائم مناطق تختلف في مناخها عن دول المنطقة، ومن ثم فهي تستهلك كميات أكبر من الطاقة والمياه ويحتاج تدارك هذا الأمر إلى استنباط سلالات نباتية وحيوانية تلائم البيئة الخليجية. ولاشك أن استخدام التقنيات الحيوية الحديثة سيساعد على ذلك.

فتقنيات نقل المورثات، والاندماج الخلوي، وإعادة إنتاج النباتات باستخدام تقنية الزراعة النسيجية أصبحت الآن في متناول المتخصصين لتطوير وتنمية سلالات مقاومة، وأكثر موائمة للظروف الصحراوية الجافة.

وعلى رغم أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هي من أغنى دول العالم في مصادر الطاقة النفطية والغاز الطبيعي، وما شهدته هذه الدول من تطور مذهل في مجال استخدام النفط وصناعته، فإن استخدام الكائنات الحية الدقيقة لزيادة كفاءة استخراج النفط وتطوير صناعة تكريره، ومكافحة التلوث المصاحب لعمليات تصنيعه، لم يتم بعد بالقدر المطلوب. كما يعد وجود المواد الخام رخيصة الثمن مثل المخلفات الزراعية ومنتجات تكرير النفط أحد المبررات القوية لاستخدام التقنيات الحيوية لإنتاج البروتينات وحيدة الخلية وغيرها من المنتجات عالية القيمة.

وباعتبارها محاطة بالبحار فان دول الخليج العربي تملك أكبر حياة بحرية في العالم تقريبا. وعلى رغم ذلك لم تحظَ بحوث التقنية الحيوية البحرية بالاهتمام الكافي، على رغم أنها من التكنولوجيات الواعدة في مجال زراعة الطحالب والأسماك. كما يمكن بتطبيق هذه التقنيات تحويل الخليج العربي والبحر الأحمر إلى مصدر مهم للغذاء والكيماويات عالية القيمة والأدوية.

وتشمل دراسة الماجستير في برنامج التقنية الحيوية المحاضرات والتدريبات والدراسات المختبرية لتأهيل الدارسين لاستخدام التقنيات الحديثة في مجالات الكيمياء والعلوم البيولوجية. ويتم اختيار التخصص الملائم لكل دارس بناء على مناسبة خلفياتهم العلمية لدراسة تطبيقات التقنية الحيوية في المجالات الطبية، الزراعية، البيئية، الصناعية، والطاقة.

شروط القبول للدراسات العليا

يقبل الطالب للدراسة بهذا البرنامج إذا أستوفى المعايير الآتية وتبعا لتقويم الجهات المختصة في الجامعة.

الأهداف

يهدف برنامج التقنية الحيوية إلى تحقيق ما يأتي:

1- الإعداد المتقدم للمتخصصين والخبراء في مجالات التقنية الحيوية من خلال تقديم دراسات عليا أكاديمية وتطبيقية مؤدية للحصول على درجات دبلوم الدراسات العليا والماجستير.

2- تدريب العاملين في مجالات التقنية الحيوية وتنمية قدراتهم وتزويدهم بالخبرات المتقدمة بما يمكنهم من المساهمة الفعالة والاستغلال الأفضل لتلك التقنية في مشروعات التنمية الطبية والزراعية والبيئية والصناعية التي تلبي حاجات الدول المؤسسة للجامعة.

3- تطوير التطبيقات الحالية للتقنيات الحيوية وإجراء الدراسات والبحوث اللازمة لحل بعض المشكلات القائمة حاليا بأساليب متقدمة علميا من خلال الاستفادة من الهندسة الوراثية والزراعة النسيجية (الحيوانية والنباتية) والاستخدام الأفضل لبعض الكائنات الحية الدقيقة وغيرها من الأساليب.

التخصصات الدراسية الرئيسية في البرنامج

يتيح برنامج التقنية الحيوية للملتحقين به دراسة المقررات الأساسية والمقررات التخصصية بالإضافة إلى مشروع البحث (الدبلوم وأطروحة الماجستير)، وكلها صممت لكي يصبحوا اختصاصيين في التقنية الحيوية في أحد المجالات الآتية:

1- التقنية الحيــــوية الطبيـــــة

2- التقنية الحيــــوية الزراعيــــة

3- التقنية الحيــــوية البيئيــــــة

التخصصات الأساسية المطلوبة

الطلبة الراغبون في التسجيل للدراسة المؤدية لماجستير العلوم أو لدبلوم الدراسات العليا ببرنامج التقنية الحيوية، لابد أن يكونوا حاصلين على درجة البكالوريوس أو ما يعادلها في واحد أو أكثر من المجالات المناسبة للتخصصات الرئيسية المطروحة في البرنامج على الوجه الآتي:

التقنية الحيوية الطبيـة

1- الطب والعلوم الطبية : جميع التخصصات.

2- التكنولوجيا الطبيـة : جميع التخصصات.

3- الطب البيـــطري : جميع التخصصات.

4- الصيـدلـــــة : جميع التخصصات.

5- العــــــلـوم : بيولوجي، كيمياء، وراثة، تقنية حيوية.

التقنية الحيــــوية الزراعيــــة

1- الزراعة : نبات، وراثة، ميكروبيولوجي، أمراض نبات، صناعات غذائية وألبان، أراض، إنتاج محاصيل حقلية، بساتين، مكافحة آفات، إنتاج حيواني.

2- العلوم : بيولوجي، كيمياء، وراثة، بيئة، تقنية حيوية.

التقنية الحيــــــوية البيئيــــــة

1- العـــــــلوم : بيولوجي، كيمياء، وراثة، تقنية حيوية، بيئة.

2- الهندســـــة : هندسة حيوية، هندسة بيئية، هندسة صحية.

3- الزراعـــــة : مبيدات ومكافحة آفات، أمراض نبات، ميكروبيولوجي، أراض، إنتاج نباتي.

يحدد مجال التخصص بناء على رغبة الطالب ومؤهلاته الأكاديمية ونتيجـة المقابلة الشخصية.

متطلبات الحصول

على الدرجة العلمية

1- دبلوم الدراسات العليا

يجب أن يجتاز الطالب بنجاح على الأقل (42) ساعة معتمدة مقررات دراسية، بالإضافة إلى تقديم مشروع للدبلوم يوازي (4) ساعات معتمدة، وبمعدل تراكمي لايقل عن (0,2) من (0,4) نقاط.

2- ماجستير العلوم

يجب أن يجتاز الطالب بنجاح على الأقل (42) ساعة معتمدة مقررات دراسية، وبمعدل تراكمي لا يقل عن (0,3) من (0,4) نقاط. بالإضافة الى تقديم أطروحة الماجستير، تقيمها لجنة امتحان مكونة من ممتحنين من خارج وداخل الجامعة.

3- يمكن أن يستثني مجلس الجامعة الطالب من جزء من الساعات الدراسية المعتمدة لدرجة دبلوم الدراسات العليا أو الماجستير، بناء على توصية اللجنة الأكاديمية للبرنامج وتقرير من المشرف يؤكد فيه استيعاب الطالب لما يعادل محتوى هذه المقررات من معلومات وخبرات معملية.

المقررات الدراسية الأساسية

تشتمل على 7 مقررات دراسية متكاملة إجبارية للطلبة في جميع مساقات البرنامج. وتتضمن تلك المقررات المعارف الأساسية النظرية والعملية للتقنية الحيوية، والتي تساعد الدارسين على فهم دور التقنية الحيوية، مجالات الصحة والزراعة والبيئة، وتمكنهم بالتالي من اختيار المجال التخصصي المناسب لبحوثهم.

بمشاركة دور نشر خارجية...

معرض الكتاب الطبي السادس بالخليج العربي يفتتح أبوابه

السلمانية - حيدر محمد

تنظم جامعة الخليج العربي بالتعاون مع دار المريخ للنشر بالمملكة العربية السعودية معرض الكتاب الطبي للعام السادس على التوالي بمقر الجامعة بالسلمانية بدءا من السبت الماضي. وقال مدير المؤسسة المنظمة والمشرف على المعرض محمد نعيم لـ «الوسط» «إن افتتاح المعرض هذا العام أتى تتويجا للنجاح الكبير الذي حققه هذا المعرض خلال الخمسة أعوام الماضية، والذي أقيم في البحرين للمرة الأولى في العام 7991»، وأضاف نعيم «ان المؤسسة تنظم هذا المعرض والذي يضم اكثر من 0008 عنوان طبي بالتعاون مع عشرات دور النشر العربية والخارجية . ويشتمل المعرض على الكتب العلمية والأكاديمية لمختلف التخصصات الطبية، ويخدم الأطباء والطلبة على حد سواء» وأكد أن الأسعار مميزة، وتبدأ من 3 دنانير بحرينية، وكشف أن المؤسسة بصدد الإعداد لمعارض مماثلة في فرانكفورت بألمانيا والكثير من الدول الأخرى. يذكر أن المعرض يفتتح أبوابه يوميا للزوار والمهتمين من التاسعة صباحا لغاية التاسعة مساء طيلة ستة أيام.