العدد 388 - الأحد 28 سبتمبر 2003م الموافق 02 شعبان 1424هـ

مركز بيع الكتب الجامعية... وسياسة بيع الحليب القديم أولا!

يؤسفني أن أرى الخدمات المتوافرة في جامعة البحرين، تلك التي يحسبونها على أنها وطنية، قد وصلت خدماتها إلى المعاملة المهملة النامية النائمة.

سأحكي لكم قصتي التي حدث سيناريوها أخيرا في الإسبوع الأول من العام الدراسي الجديد 3002/4002م.

قد طلب منا أحد أساتذة مواد التمويل (الاستثمار- FIN424: Investment ) شراء الكتاب الجديد للمادة Essentials of Investments الطبعة الجديدة وهي الطبعة الخامسة. فذهبت إلى مركز بيع الكتب الموجود في الحرم الجامعي بالصخير الواقع قرب الأسواق وسألتهم عن الكتاب، فلم يوجد إلا الطبعة القديمة (الرابعة)، وقد ذكر لنا الأستاذ ان هناك تغيير لا بأس به (كثير نوعا ما) بين الطبعتين، وهكذا أرادنا أن نمتلك الطبعة الجديدة. وقد قلت هذا الكلام للموظف بالمركز، ولكن قال: «لا يوجد تغيير، أنصحك بشراء الطبعة الرابعة». طبعا، لم أشتر الكتاب، فلم أكن مقتنعا بكلام الموظف.

وفي اليوم التالي، كنت أتجول في رحاب الحرم الجامعي، ورأيت بعض زملائي في مادة الاستثمار وبين أيديهم كتاب المادة الجديد الطبعة الخامسة.

وعندما سألتهم: «من أين لكم هذا؟!»

قالوا: «من مركز بيع الكتب».

وسألتهم: «وكيف حدث ذلك؟!»

قالوا: «طلبنا الكتاب، وإذا بهم يأتون لنا بالطبعة الرابعة، وبقينا نصر عليهم بالطبعة الخامسة إلى أن أتوا إلينا بها».

وقلت: «لكني ذهبت إليهم البارحة».

فقالوا: «لا يا حمد، اذهب ولا تساومهم إلى أن تحصل على الطبعة الخامسة».

فذهبت إلى المركز في اليوم نفسه، وطلبت الكتاب من الموظف، طبعا كالعادة، أتوا بالطبعة الرابعة، فطلبت الخامسة.

فقالوا لي: «لاتوجد لدينا».

فأجبته: «لو لم اعرف أن زملائي لديهم تلك الطبعة لصدقتك!» ، «إني أتفهم وضعكم وانكم لم تتخلصوا من الكتب القديمة، لكن من حقي أن أطلب كتب جديدة!»

فقالوا: «لكن الطبعة الجديدة نفذت، فكان عددها محدودا جدا».

في اليوم نفسه، رأيت أستاذ المادة وحكيت له حوادث المسلسل، وسألته عن كمية الكتب التي طلبها، فقال: «08 نسخة».

فقلت له: «أين هي؟!».

فقال: «هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها هذه المصيبة»، «إنها سياسة الاحتكار».

فذهبت لاحقا إلى قسم الاقتصاد والتمويل وطلبت من السكرتيرة الاتصال بمركز تنسيق ومتابعة الكتب الدراسية للاستفسار، فردوا عليها: «الطبعة الخامسة موجودة!». فذهبت أنا وصديقي إلى مركز تنسيق ومتابعة الكتب وسألناهم: «أين الكتاب؟»، فقالوا: «لقد طلبنا 06 نسخة، لكن للأسف، لم يطلب مركز بيع الكتب سوى نسخا محدودة جدا، حوالي 01 نسخ وقد نفذت جميعا».

الزبدة هنا التي أريد أن أصل إليها، ان مركز بيع الكتب الدراسية، ولأنه محتكر سوق الكتب الجامعية، يقدم خدمات لا تليق بالمستوى الأكاديمي الراقي، مثل السوبرماركت عندما يضع الحليب القديم في بداية الأرفف أمام الزبون للتخلص منه، ويضع حليب اليوم الجديد في المؤخرة، فيفعل مركز بيع الكتب الشيء نفسه هنا، مع أن دوره يجب أن يخرج من العملية التجارية المادية إلى الأكاديمية العلمية، التي تسعى إلى امتلاك أحدث المراجع، لا أن يبيع مراجع قديمة بحجة التخلص منها وتجنب الخسارة.

والنقطة الثانية: مركز تنسيق ومتابعة الكتب الدراسية، ليس بمكتب تنسيق، فقد طلب الأستاذ 08 نسخة، وثم هو يطلب 06، ومركز بيع الكتب يطلب 01 فقط!

أخيرا وليس آخرا، قالت لي إحدى الأستاذات: «حمد لا تشتري منهم الكتب، فمعاملتهم سيئة».

فقلت لها: «دكتورة! لو لم يكن المركز محتكرا السوق، لما كان يشرفني شراء كتبي منه!».

وعلى فكرة، حدث الشيء نفسه مع طلبة مادة الإحصاء QM250، ولكن هنا الكتاب مختلف تماما، فمطلوب من الطلبة شراء الكتاب وعنوانه

«statistical Techniques for Business & Economics»

والكتاب المباع مختلف ويحمل عنوان «statistics».

العدد 388 - الأحد 28 سبتمبر 2003م الموافق 02 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً