العدد 2620 - السبت 07 نوفمبر 2009م الموافق 20 ذي القعدة 1430هـ

«الإصلاح»: العمل الخيري أبرز أسباب نجاحاتنا المجتمعية

دعت السلطة التشريعية والقطاع الخاص إلى دعمه... في مؤتمرها السادس

 افتتحت جمعية الإصلاح أمس (السبت) أعمال مؤتمرها السادس الذي يتمحور حول العمل التطوعي وأهميته، وحظي المؤتمر بمشاركات خارجية من عديد من الشخصيات الإسلامية البارزة.

وكان من أبرز المتحدثين في المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم الأمين العام لمنتدى النهضة والتواصل الحضاري بالسودان عصام البشير، والرئيس السابق لقسم الفقه بجامعة قطر علي القرة داغي، والأمين العام لاتحادات المنظمات الإسلامية في أوروبا أيمن علي، ورئيس المنتدى الإنساني العالمي هاني البنا.

وفي كلمة المؤتمر الافتتاحية قال نائب رئيس جمعية الإصلاح عبدالعزيز المير إن العمل الخيري يجب أن يفرد له مكانٌ خاصٌ بين مجمل الأعمال والموضوعات لأهميته، معتبرا إياه أحد أهم محاور عمل جمعيته وأحد أبرز أسباب نجاحاتها على مرِّ السنوات الماضية.

وأضاف أن الدول المتحضرة تعتبر العمل الخيري والتطوعي أحد الأعمدة التي يتحقق بها الأمن، مشيرا إلى أن الغرب وعى لأهميته فأفرد له مساحة في الدستور الأوروبي المشترك، كما أن المؤسسات الخيرية في الولايات المتحدة وحدها بلغت 71 ألف مؤسسة، تصرف 550 مليار دولار سنويا توزع ريعها في مختلف المجالات.

وتابع أن العالم يتجه اليوم نحو المسئولية المجتمعية التي هي في الأصل فكرة إسلامية أصيلة، ولم يتراجع العمل الخيري إلا عندما تراجعت الأمة وتخلفت فأصاب الاستبداد مفاصل العمل فيها.

وأردف «من تباشير الصحوة الإسلامية أنها أعادت العمل الخير إلى الواجهة وأعطته دفعة قوية للأمام، حتى أن أعمال الإغاثة انتقلت إلى مرحلة أكثر تطورا وأصبحت الإغاثة فيها مقرونة بالتنمية».

ودعا المير السلطة التشريعية إلى سن قوانين تشجع العمل الخيري، كما دعا لشراكة مجتمعية بين الدولة والقطاع الخاص لدعم العمل التطوعي والخيري.

وفي جلسات نقاشية رافقت المؤتمر ذكرت رئيسة معهد أم المؤمنين عائشة للتكوين الشرعي نعيمة بن يعيش أن «مشاركة المرأة المسلمة في العمل الخيري لاتزال محدودة، تتمثل في دعم وإسناد المؤسسات الخيرية التي يقودها الرجال من خلال جمع التبرعات أو المشاركة في بعض الأنشطة الخيرية، وهذا لا يلغي بعض النماذج التي استطاعت أن تقدم تجارب ناجحة في قيادة مؤسسات خيرية نسائية غير أنها على رغم نجاحها بقيت تجارب محدودة جدا مقارنة بالمؤسسات الخيرية الإسلامية الرائدة عالميا».

وأشارت إلى أن «المرأة المسلمة موجودة في مؤسسات العمل الخيري الإسلامي موظفة أو متطوعة بعلمها أو جهدها أو مالها، لكننا لا نجد نساء في قيادة المؤسسات الخيرية الإسلامية الرائدة، وهذا لا يرجع سببه إلى نقص في كفاءة المرأة بل يرجع إلى عوامل متعددة أهمها: حداثة العمل الخيري المؤسسي المتطور في المجتمع الإسلامي، والعادات والتقاليد التي تحول دون تمكين المرأة ومشاركتها في الحياة العامة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، ووجود قوانين في بعض البلدان الإسلامية تحد من حرية وحركة المرأة».

وأضافت «إذا كان مشروع النهضة الشاملة يتطلب إشراك وتفعيل كل مكونات المجتمع وفئاته رجالا ونساء، فإن العمل الخيري باعتباره مجالا مهما من مجالات النهضة، يتطلب الإشراك الحقيقي والفاعل للمرأة المسلمة في كل ميادين العمل الخيري، مع النساء والأطفال في وضعية صعبة أو مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع المتفوقين والمتميزين من الأطفال والشباب، ومع المدمنين والمنحرفين، ومع المرضى والمنكوبين ومع المؤلفة قلوبهم وغيرهم ممن يعانون الهشاشة. ومع الأسر لإرشادها وتوجيهها، وفي ميدان البحث العلمي، وميدان الإعلام والتأليف والنشر»، مردفة «هذه الميادين وغيرها تستلزم تخريج كفاءات نسائية قيادية متعددة الاختصاصات لولوج العمل الخيري التطوعي عاملة وموظفة أو متطوعة، وإذا استطاعت مؤسسات العمل الخيري الإسلامية أن تستقطب النساء ذوات الكفاءة والفاعلية وتستثمر قدراتهن ومواهبهن، فإنها بذلك ستخطو خطوات كبيرة في خدمة الأمة والنهوض بها، وخدمة الإنسانية بما يحقق المشروع الحضاري الإسلامي». وفي ورقته عن دور الشباب في النهوض بالعمل الخيري قال الأمين العام لائتلاف البر عصام يوسف مصطفى إن هناك العديد من المؤسسات التي يمكن للشباب أن يكون لهم دور فيها، ويستطيعوا من خلالها خدمة مجتمعاتهم والسعي لتنميتها. ومن هذه الأنواع، المؤسسات الثقافية، ومؤسسات الوعظ والإرشاد، ومؤسسات الأسرة والطفولة، ومؤسسات رعاية الأيتام، والمؤسسات العاملة في القطاع الصحي بشتى صوره وأشكاله، ومؤسسات التدريب والتأهيل، والمراكز الشبابية، والأندية الاجتماعية، ومؤسسات البحث العلمي، والمؤسسات التعليمية التي تعمل على رفع مستوى التعليم في المجتمع وتعمل على توفير فرص التعليم للأفراد والمحتاجين.

وأوضح مصطفى أن مؤسسات العمل التطوعي تنقسم إلى عدة أشكال وأنواع، فمنها المؤسسات الداعمة والممولة ومنها المؤسسات المستفيدة من التمويل التي تقوم بتنفيذ المشاريع على أرض الواقع، ولابد أن يتعرف الشباب على أنواع هذه المؤسسات ومجالات عملها، ليختاروا الأنواع التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم ومهاراتهم الشخصية، وبالتالي توفر الفرصة الأفضل للإبداع وليتمكن الشباب من خلالها من تقديم الجديد وتحقيق الهدف من العمل فيها.

وتابع «هناك أنواع كثيرة للمشاريع التي يمكن أن يعمل فيها الشباب ويكون لهم دور ريادي في إنجازها. فهناك مشاريع دائمة، مثل مشاريع التعليم وكفالة الطلبة، وهناك مشاريع المعونة الغذائية، إضافة إلى مشاريع سكنية للأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود، ومشاريع الرعاية الصحية. وهناك المشاريع الموسمية، مثل مشروع الأضاحي، ومشروع الحقيبة المدرسية، ومشروع ولائم الإفطار».

وختم ورقته بالقول: «يمكن للشباب أن تكون لهم مساهماتهم في المشاريع التنموية التي تحقق الاكتفاء الذاتي في المجتمعات، مثل تأسيس مشاريع تجارية صغيرة تعمل على تشغيل بعض الأفراد في المجتمعات الفقيرة، وبذلك تحقق الاكتفاء الذاتي لهؤلاء الأفراد، وتعمل على إلغاء فكرة الاعتماد على المعونات والمساعدات».

وفي كلمته التي ألقاها تحدث رئيس قسم الفقه والأصول بجامعة قطر علي القرة داغي عن التأصيل الشرعي للدور النهضوي للعمل الخيري الإسلامية، موضحا الجانب التأصيلي لأهمية العمل الخيري، تلاه بعد ذلك الأمين العام لمنتدى النهضة والتواصل الحضاري بالسودان عصام البشير الذي أوضح مفهوم العمل الخيري، وأبعاده المختلفة.

وفي ورقته عن دور العمل الخيري في دعم المشاريع والمؤسسات الشبابية قال الأمين العام لاتحادات المنظمات الإسلامية في أوروبا أيمن علي إن «الرغبة والحماس في التطوع موجودة لدى الكثير من أفراد مجتمعاتنا ولكنها بحاجة إلى التنظيم والتوجيه، فلا يكفي فقط وجود روح المبادرة والحماس والرغبة في العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع، ولكن لابد من فتح المجال لذلك وتوجيههم وإعطائهم الثقة بالنفس، وذلك من خلال إنشاء مؤسسات اجتماعية خيرية ومراكز للتدريب لدراسة إمكانات المتطوعين، وتوجيههم للمكان الصحيح وتلقيهم التدريب الفني والإداري ليكون التطوع بذلك قائما على أسس علمية ومنهجية صحيحة حتى يحقق الهدف المطلوب منه».

واضاف «متعددة هي جوانب العمل الخيري الإسلامي وبعيدة هي مراميه، ولئن تناولنا بالبحث المبسط دور العمل الخيري الإسلامي في دعم الشباب وبرامجهم ومؤسساتهم، إلا أن له وجوها للخير عدة ودورا في نهضة الأمة بارزا: لا ينكره إلا جاحد ويكفي أن المنطقة الجغرافية التي جئت منها وهي منطقة البلقان وأوروبا قاطبة بملايين مسلميها، لم يكن لها من حبل سري يربط الأمة الإسلامية بالجالية المسلمة فيها إلا العمل الخيري فقط. ولايزال يقوم بالدور خير قيام وناب عن الأمة في وصل أجزائها ورفع الحرج عنها».

من جهته قال رئيس المنتدى الإنساني العالمي هاني البنا في ورقته التي جاءت تحت عنوان «دور رجل الأعمال المسلم في العمل الخيري»، إن «عمل الخير الذي نتحدث عنه لابد ألا يكون منحصرا فقط على فئة دون فئة، بل لزاما على كل فرد من أبناء الوطن أن يقوم به».

وأضاف «لابد للمسئولين من تدريس مواده النظرية والتطبيقية داخل المدارس والجامعات وجعلها جزءا مهما لا يتجزأ من المنهج الدراسي، فيصبح كل مواطن منا مؤسسة خيرية قائمة بذاتها. آملا أن يفوز بهذا الرجل أو هذه المرأة، أو ذلك الشاب أو هذه الشابة أو تلك الفتاة الصغيرة وجارها الطفل الصغير، لكي يصبح أحدهم أو بعضهم أو كلهم يحمل ذلك الفكر المؤسسي الخيري الخدمي المجتمعي القيمي».

وتابع «لابد لرجل الأعمال أن يكون قدوة في كل تحركاته، ومعاملاته، والتزاماته. وأن يكون قوله مطابقا لفعله متأسيا في ذلك - بعد المصطفى عليه الصلاة والسلام - بدور رجال الأعمال المسلمين الذين كان لهم الفضل في نشر تعاليم الحضارة الإسلامية في ربوع هذه الدنيا بهذه الصفات الحسنى؛ فدخلت شعوبا في الإسلام وسميت مدن وقرى وشوارع ومصالح بأسمائهم، وتصاهرت عائلات وقبائل حبا في سمة معالم شخصيتهم. لم يقودوا الناس بحاجاتهم المجتمعية بل أشركوهم في عطاءاتهم الاقتصادية التي أنمت مجتمعاتهم. فكانوا لهم خير معين لخير مستفيد، وخير ناصح لا خير متسلط، وخير شريك لا خير مستغل، وخير منفق مستثمر لا خير محتكر دخيل».

البحرين تستضيف اليوم مؤتمر الواجهات البحرية

الوسط - محرر الشئون المحلية

تبدأ اليوم (الأحد) فعاليات مؤتمر الواجهات البحرية الحضرية 2009 وتستمر لمدة يومين في مملكة البحرين، بحضور وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي.

وقالت «ديار المحرق»، الشركة الراعية للمؤتمر في بيان أصدرته أمس (السبت)، إن رئيسها التنفيذي عارف هجرس سيرأس المؤتمر الذي يجمع مشاركين من جميع أنحاء العالم لمناقشة آخر التوجهات وأفضل الممارسات والحلول التصميمية والتقنيات الحاصلة في مشاريع الواجهات البحرية، «وخصوصا أن هذا النوع من مشاريع التطوير العقاري في ازدياد من حيث العدد والحجم في شتى أصقاع العالم».

وقال البيان الذي وصلت «الوسط» نسخة منه أمس، إن هجرس سيلقي كلمة في مستهل المؤتمر «يسلط فيها الضوء على تجربة شركة ديار المحرق الغنية بشأن هذا الموضوع أثناء اليوم الأول من فعاليات المؤتمر». كما يستعرض هجرس في كلمته أهم الإنجازات والتدابير التي اتخذتها الشركة في المشروع، وخصوصا في ظل المناخ الاقتصادي السائد على خلفية الأزمة المالية العالمية التي تحتم على أصحاب المشاريع التطويرية العملاقة البحث عن أفضل الوسائل وابتكار تقنيات تضمن استدامة البناء والبيئة المحيطة بها.

ونقل البيان عن هجرس القول: «إن مؤتمر الواجهات البحرية حدث مهم للغاية بالنسبة لنا نظرا إلى تركيز تصميم المشروع على الواجهات البحرية وارتباط إرث مدينة المحرق بالبحر. حيث روعي أن تكون معظم المرافق الموجودة في ديار المحرق مطلة على مسطحات مائية تمنح للسكان والزوار مناظر خلابة أينما كانوا داخل المشروع».

وأبدى هجرس سعادته برعاية مؤتمر الواجهات البحرية الحضرية لهذا العام وأن تمثل شركته مملكة البحرين «لنعرض تجربتنا الغنية أمام نخبة من الشركات والهيئات العامة الدولية ونتبادل الأفكار وأفضل الممارسات في هذا الموضوع»

العدد 2620 - السبت 07 نوفمبر 2009م الموافق 20 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً