العدد 354 - الإثنين 25 أغسطس 2003م الموافق 26 جمادى الآخرة 1424هـ

قراءة في التخلف العقلي عند الأطفال

يتناول غسان جعفر في كتابه «التخلف العقلي عند الأطفال» عدة نواح مهمة في إطار التخلف الذي يُصاب به الطفل، ويضع الكاتب في مقدمة الكتاب عدة ترادفات للتخلف العقلي، منها «الإعاقة الذهنية، التخلف الذهني، التدني الذهني، تباطؤ النمو العقلي»، ويعرف الكاتب التخلف العقلي بوصفه (تباطؤا) أو (تأخرا) أو (فقدانا) للنمو الذهني نتيجة تعرض الدماغ للتلف قبل أو خلال الولادة أو في السنوات الثلاث الأولى بعد الولادة، ويسمى (الطفل المعوق عقليا).

ويبحث جعفر أعراض التأخر العقلي التي تتجلى في ظهور متأخر للمنعكسات (الارتكاسات) والتباطؤ في الكلام (النطق)، ضعف في الذاكرة، ضعف الانتباه والتركيز، التطور الروحي، وملاحظات على الحركية (أي حركة الطفل)، اضطراب سلوكياته الاجتماعية وتخلفها وانعزاله، تأخر في تطور تفكيره المنطقي والمجرد، وعدم التكيف الاجتماعي مع بيئته، وانعدام إمكان تعلمه في المدرسة.

وأشار الكاتب في مبحثه المتشعب الى أن التشوهات الخَلْقية لها الدور الكبير في وجود التخلف العقلي، وبذلك سبَرَ هذه الجنبة مفصلا مسببات وأنواع هذه التشوهات، ولكن ما يؤخذ على الكاتب في هذا الجانب أنه يتناول وفي معرض حديثه عن أطفال (متلازمة داون) تسمية (المنغولي) أو(المغولي)، وهي تسمية قديمة قد غيرت لوجود كثير من الاستحقار في هذه التسمية لأولئك الأطفال الذين وهبهم الله لأسرهم بهذه الحال.

إن النمو له أثره الكبير في تنمية وتطور العقل نحو الصعود أو نحو الهاوية، وهذا ما تطرق له غسان جعفر حينما ذكر أهم النظريات المنصبة في هذا المجال من مثيل: نظرية التحليل النفسي أو السيكودنيامية لفرويد، والنموذج المعرفي لبياجيه، ونموذج التعلم الاجتماعي لباندروا.

نظرية السيكودنيامية لفرويد تعتمد على الحوادث الداخلية والقوى اللاشعورية الدافعة عند الشخص المعني. فالطفل عندما يولد يكون بحاجة إلى الاعتماد على الغير لمرحلة طويلة من الرعاية وخصوصا والدته. فهو لا يستطيع التفريق بين تصوراته الداخلية للأشياء وحقيقة وجودها الواقعي، وتصوراته عند إشباع الحاجات وما يصاحبها من خبرات داخلية كالجوع، لأن الثدي مصدر إشباع للجوع بالنسبة له. فحسب وجهة نظر فرويد يبدأ الطفل في التحرك التدريجي من عملية التفكير البدائية التي تشمل إشباع حاجاته فورا وبصورة تلقائية أو وفقا لرغباته الذاتية إلى عملية التفكير الثانوية والواقعية. وتناول الكاتب النظريات الأخرى مفصلا أبعادها بشروحات للجزئيات المتعلقة بها.

كما تناول الباحث نمو الطفل وأثره البليغ في إنتاج التخلف العقلي معرفا بذلك النمو والتطور وآخذا في مبحث «تطور الإدراك» الذي يحكي قصة القدرة الإدراكية لدى الطفل والتي تعني عادة وجود إمكانية التفكير والقدرة على استيعاب المفاهيم والانتباه والتذكر. ومن مباحث التطور لدى الطفل (اللعب - تطور اللغة والكلام - التطور الحركي- التطور الاجتماعي والانفعالي) هذا على صعيد الفسلجة الجسمية للطفل، أما على صعيد التطور السيكولوجي فقد سَبر الباحث مباحث عدة منها (العلاقة المتبادلة بين مناطق التطور و(سلوكية التطور)، وقد سحب تلك المباحث على الطفل (المتخلف عقليا) ذاكرا حالاته وأعراضه وتفاصيل الظروف والوجوه التي قد تظهر وتطرأ على مفاصل معينة من سنين نموه

العدد 354 - الإثنين 25 أغسطس 2003م الموافق 26 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً