يرد إلى مسامعنا هذه الايام تكرار ظاهرة ليست جديدة ولكنها لفترة من الزمن توقفت، ونلاحظ أنها عادت من جديد وهي ظاهرة ضرب التلميذ ومع تقدم اساليب التربية الحديثة والتعامل مع التلاميذ دون استخدام العنف إلا أنني استغرب من اصرار بعض المدرسين على استخدام هذه الطريقة غير التربوية فمن المعروف ان ضرب التلميذ لن يجدى نفعا بالاضافة إلى ما يتركه هذا الاسلوب من آثار سلبية عليه إذ يفقد ثقته بنفسه وينظر إلى المدرس نظرة عدائية انتقامية خاصة اذا كان التلميذ في سن المراهقة والاكثر خطورة ان المدرس نفسه «يستقصد» بعض التلاميذ وينصب عداءه ايضا لهم ويصب وابل غضبه عليهم بسبب أو بدون سبب وينهال عليهم بالضرب أمام زملائهم التلاميذ وبذلك قد يسبب هذا المدرس عاهة للتلميذ او يتسبب في تسربه من المدرسة حتى ولو كان تلميذا مجدا ومجتهدا فأحاسيس هؤلاء التلاميذ في هذه السن مرهفة وحساسة إلى اقصى درجة ولابد من التعرف على نفسيات وسلوكيات التلاميذ ونحاول كسبهم بشتى الطرق والوسائل. والعجب ان ينهال المدرس على تلميذ طلب ان يشرب قليلا من الماء نظرا لمرضه وحاجته الملحة إلى الماء او نهر آخر طلب الذهاب إلى دورة المياه اواهان آخر حاول التعبير عن وجهة نظر معينة او التعبير عن رأيه ورد المدرس يكون قاسي الاثر على نفسية التلميذ بأن ينعته بقليل الادب او يضرب لذلك لا يحق للاستاذ ان يعتدى بالضرب على التلميذ واما لابد من ان يكون هو القدوة وذا صدر رحب ويتحمل هفوات التلاميذ ويصبر عليهم وبكل وعي وتفهم حتى يحسنوا سلوكهم ويتعرفوا على أخطائهم بانفسهم وهناك عدة طرق واساليب لمعالجة أية مشكلة قد يتعرض لها المدرس مع أبنائه الطلبة دون اللجوء إلى الضرب، وعلى المدرس ان ينتبه فأن الطالب وهو في هذه السن ومفتول العضلات قد يثأر لكرامته وشخصيته التي هزت امام زملائه فيبادل استاذه الضرب ويتحول الفصل الدراسي إلى حلبة مصارعة. لذا نحن نجهل من سيضرب «الطالب او المدرس»، لذا هذه الظاهرة لها سلبيات كثيرة تربوية وعلمية ونفسية ولابد من ايجاد حلول جذرية لها، وعلى المدرس ان يكون القدوة الحسنة لتلاميذه ولا يضع نفسه في مثل هذه المواقف. لذا نوجه كلمة للمدرس ونقوله له: «تمهل قبل أن تغضب وتمهل قبل ان تمد يدك على ابن من أبنائك وتحرمه نعمة التعليم ويصبح شخصا مشردا يتلقاه الطريق بالاحضان ويصبح من اصحاب المخدرات وغيرها، لذا يجب ان تتخذ الاجراء المناسب الذي يخدم العملية التعليمية ويخدم المدرس والطالب في نفس الوقت فلكل طالب ظروفه الحياتية والتي لها تأثير مباشر على سلوكياته وتصرفاته مع زملائه التلاميذ ومع مدرسه، وكذلك على الطالب احترام وتقدير مدرسه فالمدرس في مقام والده او اخيه الاكبر وصدق من قال: «كاد المعلم ان يكون رسولا»، فالمعلم له فضل كبير عليك - أيها التلميذ - ولولاه لما استطعت ان تتعلم حرفا فمن علمني حرفا صرت له عبدا ولما وصلت إلى اعلى المستويات، ورغم التوصيات الكثيرة من قبل المسئولين في وزارة التربية والتعليم والتي يشكرون عليها وذلك بمنع ضرب الطالب مهما كانت الظروف الا ان هناك بعض الحالات والتي لا يسلم منها الطلاب لذا فإن هذه الظاهرة تشكل حاجزا منيعا بين الطالب والمدرس، نأمل ان تختفي هذه الظاهرة من مدارسنا إلى الابد.
صالح العم
العدد 399 - الخميس 09 أكتوبر 2003م الموافق 12 شعبان 1424هـ