العدد 2337 - الأربعاء 28 يناير 2009م الموافق 01 صفر 1430هـ

افتتاح معرض «البحرين للفن المعاصر» الـ 41

تساؤلات حول جدية الفرز؟

هي مسيرة عريقة، كان آخر خطواتها المعرض الواحد بعد الأربعين، الذي أقامته جمعية البحرين للفن المعاصر تحت رعاية وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بحضور عدد من المهتمين والفنانين الذين شاركوا حفل الافتتاح للتعرف على آخر ما خطته هذه الجمعية في مسيرتها، وكانت إكليل نتاج عام 2008 من نتاج الفنانين الأعضاء.

المعرض الذي أقيم بمقر الجمعية لاقى اهتماما وإعجابا من وزيرة الثقافة والإعلام على المستوى المقدم فيه من الأعمال الفنية التي تم تنفيذها في مرسم الجمعية، والذي يعكس الإرث والعراقة لهذه الجمعية، التي خرجت أجيالا من الفنانين.

رئيس الجمعية الفنان البحريني الكبير راشد العريفي وجد أن المعرض الذي يقام منذ نحو 40 عاما كان قد تأسس مع تأسيس الجمعية، وهو بحسب قوله «مستمر ومتواصل من جيل إلى جيل، وأجيال مختلفة تعرض فيه، لذلك تجد التباين في الأعمال الأطروحات، وهو أيضا من المعارض التي تبشر بواقع خير في الساحة التشكيلية».

ووجد العريفي أن «معظم المشاركين في المعرض من أبناء القرى وهم أعضاء لدينا في الجمعية، التي أبرزتهم بروزا واضحا، وأصبحت لهم مؤثراتهم الجيدة، إذ الجميع يرسمون في نفس المرسم الذي رسمت فيه أجيال تفرقت بين باقي الجمعيات، وبقي مرسم الجمعية منطلقا في إفرازات جيدة وحداثية، مشكلين قوة في الحركة التشكيلية قوية جدا».

أما عن أسلوب الإعداد للمعرض فقد ذكر العريفي أن الجمعية توجه دعواتها لكل الأعضاء، ليقدموا أعمالهم، إذ يتم بعد ذلك فرزهم من قبل لجنة تتكون من أعضاء الجمعية، وتقوم بتعليق اللوحات وتنظيم المعرض.

علق العريفي عن النتائج المشاركة في المعرض بالقول «كل لوحة نجحت علقت وأصبح أحد أنجح المعارض التي أقامتها الجمعية».

وفي إجابة للعريفي حول تساؤل عن احتواء المعرض للفنانين والأعمال التي تم رفض قبولها في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية أجاب أنه «من الطبيعي أن المعرض يمثل مساحة لاحتواء الفنانين الذين لم يتمكنوا من المشاركة في المعرض السنوي ولم يكن لهم حض في ذلك، رغم أن مستوى الأعمال كما قالت وزيرة الثقافة والإعلام أنه من أحسن المعارض التي شهدتها، والكل أشاد بالمعرض بجديته وتنظيمه وناحية الحداثة في مضمون الأعمال المقدمة».

الجمعية مركز تنمية

ومن جانبه قال الفنان عبدالكريم العريض أن «المعرض هذا العام أعماله جيدة، اشتركت فيه عدد من الفنانات من المنطقة الشرقية، فكانت النساء بارزات في هذا المعرض، والأعمال من مختلف المدارس الفنية، مع أن الكثير من الفنانين اخذوا طابع المعاصرة في الفن، إلا أن المعرض في مجمله أفضل من المعارض السابقة».

وذكر العريض أن المعرض أقيم للأعضاء لتقديم تجاربهم خلال العام، ويختزلونها في هذا المعرض الذي يحمل اسم معرض الجمعية العام، كما وجد أن المعرض «لاقى نجاح أفضل من المعارض السابقة من ناحية الإعلام والعديد من الصحف تناقلت أخباره».

ووجد عبدالكريم العريض أن المعرض هو إيجاد لأرضية مناسبة لتطوير الفن بإعتماد الفنان على مرسم الجمعية، والأعمال المنفذة في المرسم هي المادة الأساسية للمعرض وليس ما يرسم في المنازل، إذ ذكر أنهم «من خلال هذه الرسوم جمعت كل اللوحات من أجل تكوين المعرض، وهو ما يعطي تواصل ما بين الجمعية وأعضائها، إذ تخضع الأعمال للفرز، وهو ما قد يشكل رأيا مختلفا عن رأي الآخرين، لكن حتى وحينما يتم تغيير اللجنة سيكون لها رأي مختلف قد لا يرضي البعض، لذا فإننا نجد اختيار اللجنة موفقا لأن القاعة في الأساس لا تستوعب أكثر مما قدم في هذا المعرض».

واختتم العريض تعليقه أن هناك «تطور بالنسبة للفنانين، نحن نستوعب الفنانين الشباب، وهم يكونون ونعتمد عليهم في حمل الجمعية، هؤلاء الشباب أكثرهم خاملين والرسم عندهم نوع من الهواية، ونحن نطورهم من خلال تواجدهم في المرسم وتواجدهم مع فنانين جيدين، كما أن البعض الآخر يأتون بأعمال جيدة ومن خلال المناقشات تتبلور عندهم الأفكار والأساليب، وعلى هذا الأساس فمرسمنا مركز للتنمية ومركز لإقامة هذا المعرض».

مجاملة في الاختيار

الفنان حسن الساري كان له وجهة نظر مغايرة تحمل شيء من السلبية، إذ وجد أن المعرض «بالنسبة للمعارض السابقة كان معرضا جيدا، لكننا لاحظنا أنه كان سيصبح أفضل بسبب المجاملات التي أخذت على حساب المعرض، إذ في هذه المرة عملت اللجنة المنظمة على أساس إبراز المعرض من خلال إيجاد لجنة فرز، لكن لجنة الفرز لم تكن حيادية، وفرزت الأعمال دون أن يوفقوا فيه، فإذا كنا نريد الارتقاء بالمعرض كان يجب تجنب المجاملات في اختيار اللوحات، وكثير من اللوحات كانت تحتاج إلى دراسة أكثر والفنانين لم يكن عندهم جدية، ولو كان عندهم جدية كان طرح أعمالهم من باب التشجيع»، مضيفا «ما طرح في المعرض لو أتينا بعد عشرين سنة لم يكن للفنان المشارك أن يوجد ما هو جديد، فلو كنا سنعتمد المجاملة، فسيحدث كما حصل في المعرض من عرض لوحات منسوخة وهزيلة، وليست منسوخة حتى بشكل فني، وإنما الطباعة العادية».

وعلق الساري هناك لوحات تجاوزت الفرز بمعدل نصف المعرض، إذ كان «من المفروض أن يكون هناك حزم من هذه الناحية ليصبح المعرض أفضل، فحتى لو اقتصر المعرض على عدد بسيط من الفنانين لظهر بشكل أفضل، حيث كان هناك فنانين تجاربهم موفقة وهناك تجارب واعدة، وهذا الحقل مناسب لعرض الأعمال التي لاقت الرفض في المعرض السنوي، لكن هناك تقاعس من الجمهور البحريني، فحتى لو أتاح المكان الفرصة لبعض الأعمال، فمن المفترض أن تعرض الأعمال في أماكن أفضل، ولكنا فرصة جيدة في النهاية.

جدية الفرز

ومن جانبه فقد كان الفنان محمد المهدي متسائلا (نصف متشائم ونصف متفائل) في وصفه للمعرض، إذ ذكر بالقول إنه وجده «نصف معرض، والسبب هو المستوى الضعيف جدا، والفنانين ذوي المستوى الجيد يعدون على الأصابع، الأعضاء لا يعدون للمعرض واللوحات المشاركة عرضت أكثر من مرة، وأنا أعتقد أن أكثر الأعضاء لا يعدون للمعرض، ولكن حينما يأتي وقته يقدمون أعمال فنية قديمة، وهذا دليل على كسل الأعضاء، وهو سؤال يوجه للأعضاء، لأن النشيطين معروفين، والأكثرية إما ناشئين أو شباب لا يشتغلون، أو كبار متجمدين».

وعن الإيجابية فقد ذكر المهدي بالقول «أرى نصف المعرض ناجحا، النشيطين من الأعضاء هم الذين قووا نصف المعرض، لكن الضعفاء أضعفوه، وهذا يدل على عدم الجدية في لجنة الفرز، وهي السبب الكامل في ذلك».

ووجد المهدي بالنظر إلى الشقين المشاركين أن مشاركته « لا بأس بها بالنسبة للبقية، وأنا أتمنى أن يكون المعرض مساحة لتقديم كل ما هو جديد وأفضل ما لدى الفنان، وأن يتم فرز الأعمال الجيدة، فقد كنا نطمح لأن يكون المعرض قويا وننافس به بقية المعارض التي تقيمها الجمعيات الأخرى، لكن يبدوا أن الظاهرة انتشرت وأثرت حتى على الجمعيات الثانية، والإدارة ليست جادة في تقديم معرض متميز، فهم يضعون قوانين ويحذفونها»

العدد 2337 - الأربعاء 28 يناير 2009م الموافق 01 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً