العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ

دمشق تكرم التشكيلي السوري وليد قارصلي

جهد مميز في الإبداع

ينتمي التشكيلي السوري وليد قارصلي الى الصف الأول من المبدعين السوريين، ولوحاته التي جعلت دمشق موضوعا لها بين اهم اللوحات الابداعية التي رسمت عن هذه المدينة من جانب التشكيليين العرب والاجانب، إذ تعكس روح المدينة بتفاصيلها اليومية بما فيها من عمارة وبشر، وهي تصور الى ذلك حقيقة الروابط العميقة بين الطبيعة والبشر، وهذه الخاصية هي الأكثر حضورا في اعمال وليد قارصلي التشكيلية.

تعددية الاهتمامات

غير ان في حياة وليد قارصلي الابداعية ما يتجاوز اهتمامه بالتشكيل، وهو من المهتمين بفن الكاريكاتور ورسوم الاطفال ومهتم بالموسيقى والتصوير أيضا، وهي اهتمامات كثيرة لمن كان في وضع صحي مماثل لوضع قارصلي المقيم في بيته لا يغادره الا في حالات خاصة منذ نحو ثلاثين عاما، عندما تعرض لحادث أقعده عن الحركة، لكن لم يفقده القدرة على ممارسة الحياة والمضي بعيدا في سيرة ابداع تكاد تكون متفردة في العالم العربي.

ووليد قارصلي المولود في العام 1944 من اسرة دمشقية، عاش طفولته وسط اجواء واهتمامات ابداعية، كانت تنسجها حوله والدته التشكيلية السورية الراحلة اقبال ناجي، والتي ساهمت في صقل موهبته وتطويرها، ثم جاءت أعماله المبكرة لتعمق الموهبة، وتضعها في سياق الاحتراف، وبعدها تتلمذ قارصلي لعامي 1974 - 1975 على يد استاذ الفنون في اكاديمية الفنون السوفياتية في جورجيا زيغار ياتيغلي مكملا مرحلة اعداد اكاديمي عال المستوى.

وطوال نحو ثلاثة عقود من السنوات، أقام شرات من المعارض الشخصية والمشتركة في عدد من العواصم العربية والاجنبية بينها دمشق وعمان وبيروت، واقتنيت مئات من لوحاته من جانب المهتمين.

وتولى باسل الايوبي الاشراف على تكريم الفنان قارصلي في اطار جهد يقوم بالاشتغال عليه منذ سنوات طويلة هدفه تكريم مبدعين عرب في مجالات مختلفة بينهم الأخوان رحباني بما قدماه من تجربة موسيقية، و دريد لحام بما قدمه للسينما والمسرح، والتشكيلي الفلسطيني مصطفى الحلاج بما قدمه من اعمال مميزة، والكاتب السوري محمد الماغوط في كتاباته النقدية، فيما تم تكريم قارصلي لأعماله التشكيلية، ومسيرته الحياتية والابداعية، وقال الايوبي معقلا على تكريم قارصلي، ان وليد من المبدعين المميزين، وهو يستحق التكريم.

وتكريم قارصلي في دمشق كانت له طبيعة خاصة، إذ توافد الى منزله في دمشق عشرات من الفنانين والنقاد اضافة الى اصدقاء ومهتمين لاظهار اهتمامهم بتجربة قارصلي ونتاجه الابداعي، ثم انتقلوا بعدها الى قاعة العرض في كنسية يوحنا الدمشقي في أبي رمانة، حيث عرضت أعمال عشرات الفنانين السوريين والفلسطينيين المقدمة تحية للفنان قارصلي، وقال احد المشاركين في تكريم قارصلي، ان تكريمه، تكريم للفن الجميل والنظيف الذي تتصف به أعمال وليد، وهي مساهمة في تكريم ارادة الحياة والقدرة على تجاوز الظروف الخاصة التي يمكن ان تصيب انسانا في مرحلة ما من حياته، لكنها لا تعطله عن المتابعة.

وعقب قارصلي على تكريمه، بالقول إن التكريم كان مفاجأة لي، وهو يمثل حملا كبيرا ومسئولية تلقى على عاتقي، واعتقد انه بداية لمرحلة أخرى من العمل، ارجو ان تكون مميزة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً