العدد 2678 - الإثنين 04 يناير 2010م الموافق 18 محرم 1431هـ

استمرار أزمة صناعة الحديد والصلب في ألمانيا

بقيت أوضاع قطاع صناعات الحديد والصلب في ألمانيا سيئة، على رغم توقف تدهور هذه الصناعات منذ نحو نصف عام. وعليه فإن تطلعاتها للعام الجاري 2010 متواضعة، فشركة تيسن جروب، على سبيل المثال، والتي تعتبر الأولى من بين شركات القطاع لا تأمل في استعادة المستوى الذي كانت عليه العام 2007 إلا بحلول العام 2012. كما أن هناك تخوفا كبيرا لدى القائمين على الشركة من التعرض لانتكاسة أخرى. وفي مقابلة صحافية حديثة قال رئيس شركة زالتسجيتر لصناعات الصلب، فولفجانغ ليزيه: «لا أعتقد أن الأزمة ستنتهي قريبا». وأشار ليزيه إلى الوضع الصعب الذي يمر به شركاء مهمون يعتمدون على الحديد في صناعتهم مثل شركات صناعة السيارات والشاحنات.

وبعد تراجع أعداد الطلبيات الواردة لشركات القطاع منذ خريف العام 2008 بشكل ملحوظ، أصبحت المستودعات المكتظة بالمنتجات عبئا على الشركات، في وقت تهاوت فيه الأسعار بشكل سريع، الأمر الذي دفعها إلى تقليص إنتاجها. وأغلقت في ألمانيا وحدها ستة أفران عملاقة بشكل مؤقت من بين 15 فرنا لإنتاج الحديد والصلب.

وتراجعت الطاقة الإنتاجية لمصانع الصلب في أبريل/ نيسان الماضي الذي شهد ذروة الأزمة الاقتصادية إلى أقل من 50 في المئة، كما تقلصت ساعات أو أيام عمل نصف العاملين فيها والبالغ عددهم نحو 95 ألف عامل. وبحسب تقديرات اتحاد شركات الصلب في ألمانيا فإن حجم الحديد الذي تم صهره في مصانع الحديد والصلب الألمانية تراجع بنسبة 28 في المئة العام 2009، مقارنة بالعام 2008، إلى 33 مليون طن من الحديد الخام ليصل إلى أدنى مستوى له منذ ستينيات القرن الماضي.

وكانت لذلك عواقب وخيمة بالطبع حتى بالنسبة إلى شركة تيسن غروب التي انسحبت غالبا من صناعة السفن، وباعت قطاع الخدمات الصناعية لديها ومازالت تفكر في بيع المزيد من أجزائها. كما تدرس الشركة الألمانية العملاقة تقليص عدد عمالها إلى 167 ألف عامل بعد أن كانت تشغل نحو مئتي ألف على مستوى العالم قبل الأزمة. ولم تستطع هذه الإجراءات الهائلة الحيلولة دون انزلاق الشركة العريقة إلى دائرة الخسارة. وبفضل النهج التقشفي للشركة وحده تأمل تيسن غروب في العودة إلى دائرة الربح.

ولا يختلف الحال كثيرا لدى شركة زالتسجيتر المنافسة لشركة تيسن غروب. غير أن هذه الشركة تحاول التغلب على الأزمة دون تقليص عدد عمالها، ولاسيما أن هناك بوادر تحسن منذ منتصف العام 2009؛ إذ ازدادت أعداد الطلبيات المقدمة لشركات القطاع وارتفعت الطاقة الإنتاجية للمصانع إلى 80 في المئة تقريبا. كما استأنفت ثلاثة من أفران الصلب التي توقفت مؤقتا عملها ومن المقرر أن يليها فرنان آخران.

ويرى مراقبون أن مجرد تراجع كميات مخزون الصلب في المستودعات سبب كاف لنزع فتيل التوتر. ويتوقع اتحاد شركات الصلب في ألمانيا أن يعود إنتاج القطاع إلى الارتفاع ببطء العام الجاري (2010)، وأن يرتفع بنسبة 15 في المئة ليصبح 38 مليون طن. وفي هذا السياق يتوقع رئيس الاتحاد هانز يورجين كيركهوف، أن شركات القطاع لن تستعيد نسب النمو السابقة قبل العام 2011 مضيفا: «مازال الوضع حساسا وغير مستقر ولم تصبح عجلة الانتعاش قادرة بعد على أن تسير بدفع ذاتي».

العدد 2678 - الإثنين 04 يناير 2010م الموافق 18 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً