العدد 517 - الأربعاء 04 فبراير 2004م الموافق 12 ذي الحجة 1424هـ

القراءة السريعة... «برنامج مبتكر»

الوسط - محمد المخلوق 

تحديث: 12 مايو 2017

على رغم قناعتي بعدم استساغتي لقراءة مثل هذه الكتب لما أجده فيها من ركاكة في اللغة المترجمة فإني أخذته بدافع المحاولة... لم أعثر على مبتغاي، ولكني وجدت شيئا منه. الكتاب لم يؤلفه مفكر أو أديب كما اعتدنا، بل أحد أصحاب التجارب التجارية الناجحة، وهو من مقدمة وأبواب وفصول، ويفتتح كل باب بقول مناسب يطرح في أعقابه تدريبا عمليا.

بعد الإهداء يبين المؤلف في المقدمة وبالأرقام «التضخم المعلوماتي» الذي لا يقابله الوقت الكافي للتعامل معه ما يخلق «قلقا معلوماتيا» كان دافعا له لتأليف هذا الكتاب، وطرح مهارة القراءة السريعة التي تحتاج لمتابعة. طارحا فيه آليات لقراءة الكتاب وغيره وأهمها تحديد هدف القراءة؛ لأنه سيحدد أسلوبها. كما أن لبعض التوصيات أثرها كفحص الفهرس والتركيز على المقدمة وتصفح الكتاب سريعا وملاحظة هندسته وأخيرا وضع جدول زمني لإنهائه.

الفصل الأول: عرّف القراءة بأنها «ترجمة العقل للرموز إلى أفكار، والسرعة في حل الشفرة ومعالجة المعلومات هي سرعة القراءة»، والتي تحدد بعدد الكلمات على عدد الدقائق للحصول على متوسط كلمات كل دقيقة، ويؤكد المؤلف المتابعة الدقيقة للوقت؛ لأنه سيعرفنا مدى التقدم الحاصل.

الفصل الثاني: يؤكد المؤلف فيه أن البرنامج ليس مجرد سرعة بل فهم لما يُقرأ، مؤكدا أن الذين يقرأون بسرعة ينجزون أكثر من الوقت المتاح لديهم. وتحت عنوان «أساليب النجاح» يطرح خطوات القراءة السريعة: (1) تطوير آلية عقلية إيجابية أي «فكر بالنجاح» (2) تجهيز مكان خاص للقراءة (3) اختيار المقعد السليم (4) وضع المقروء بين اليدين بشكل مريح وصحي (5) اختيار المقعد السليم (6) الضوء الجيد (7) درجة حرارة مناسبة للمكان (8) فحص العينين سنويا (9) أخذ فترات راحة كافية.

وتحت عنوان «التصفح للإسراع في القراءة» يذكر أن الآلية مهمة لما تتيحه من إلقاء نظرة سريعة بحثا عن معلومات معينة. ويطرح هنا استراتيجيتين للقراءة السريعة: (1) النظر مباشرة إلى أسفل منتصف الصفحة لإيجاد المعلومة (2) إلقاء نظرة من الركن الأعلى الأيمن للركن الأسفل الأيسر وبالعكس. مع وجود آليات مساعدة منها وضع خط تحت الفقرات المهمة، ثم إعادة قراءتها فقط في المرات التالية.

وعن سبب عدم استغلال الناس لقدراتهم في القراءة السريعة يطرح المؤلف عدة إجابات، منها: «عادة الارتداد» لما قرئ وهي تفقد القارئ وقتا ثمينا، القراءة الصامتة إذ القراءة بصوت مسموع تتيح استيعابا أشمل لمجموعة كلمات وعبارات كاملة، قلة التدريب إذ يتوقف المرء عادة عند مستوى قراءته في المرحلة الابتدائية.

ثم يتحدث عن «مساحة الفهم»، ويفسرها بأنها عدد الحروف/ الرموز التي تستطيع العين استيعابها وفهمها في الطرفة الواحدة، وكلما زادت هذه المساحة زادت سرعةالقراءة. أما متوسط الفهم عند القارئ المتوسط فهو 24 حرفا/ رمزا أي في حدود كلمتين وتتضاعف بالممارسة. ثم يطرح آليات لزيادة تلك المساحة: (1) استخدام بطاقة المساحة المتاحة ذات المستطيل المفرّغ للمتابعة بتركيز للسطر (2) تركيز العين على منتصف السطور دون الجانبين للحصول على أكبر مجموعة معلومات (3) استخدام العين واليد أثناء القراءة واليد كمسطرة تحديد (4) التركيز على الكلمات في وسط السطور دون الهامش الأيسر.

الباب الثالث: يعالج فيه أساليب القراءة الديناميكية ليكون المرء قارئا نشيطا يقرأ بسرعة وخبرة: (1) تحديد مدى معرفة القارئ بالموضوع وما غرضه منه قبل القراءة ليتم التركيز على ذلك (2) التصفح والاطلاع على الكتاب وأجزائه لتحديد معالمه (3) تحديد الفكر الرئيسية وتلخيصها (4) التركيز على المعنى التقديري أي الحكم على ما يقوله الكاتب (5) محاولة العثور على الجملة الرئيسية في كل فقرة (6) استخدام الاستراتيجيات الخمس: المسح والاستبيان بطرح الأسئلة من العناوين، والقراءة بسرعة وتركيز، والقراءة الجهرية للعناوين والأجزاء المهمة، ومراجعة التوقعات ومدى صوابيتها، والتلخيص بأسلوب القارئ لزيادة الفهم.

الباب الرابع: يتعرض فيه لبعض أنواع الكتابات المقروءة، ويطرح الآليات الخاصة بكل منها، مطعّما ذلك ببعض الشروح والتطبيقات:

- الرسائل التجارية والمذكرات: إيجاد الكلمات والتفاصيل الرئيسية عبر طريقة التركيز.

- الصحف: تكون الحقائق هنا مرتبة تنازليا من حيث الأهمية، فلذا يقرأ العنوان لتحديد المواصلة أم لا، ثم قراءة الافتتاحية ببطء، فرفع السرعة بعدها، والاستمرار حتى النهاية حال الاهتمام بالموضوع.

- المجلات: اقرأ العنوان لتقرر المواصلة أم لا، استطلع الرسوم البيانية خاصة تحت الصور والعناوين، استفد من حروف الطباعة وحجمها وتنسيقها، تصفح بسرعة الفقرتين أو الثلاث الأول، تصفح الجملة الأولى من كل فقرة لمعرفة ترتيب الأفكار، تصفح الفقرة الأخيرة بسرعة.

- المواد التخصصية والفنية: تصفحها بسرعة بما تشمله من كلمات ورموز وأرقام ورسوم، ضع علامات على الأجزاء الرئيسية، اقرأ بسرعة، أعد القراءة ما هو مهم.

- الكتب الدراسية: إلقاء نظرة عامة، تحديد الهدف والقراءة على ضوئه مع اتباع آليات تحديد الأفكار والتركيز على الفهم أكثر من السرعة وعدم ترك ما هو غير واضح أو مشوش، المراجعة بشكل سريع لما حُددت أهميته سابقا، التلخيص بأسلوب القارئ.

- القراءة من أجل المتعة: (الأدب القصصي) معرفة الكتاب من غلافه وإلقاء نظرة في الداخل، اقرأ أول جملة من النص ومرّ سريعا عليه لمعرفة تفاصيله المهمة متمهلا في معرفتها، تخطَّ الفقرات الواصفة، أشر للفقرات الغامضة وأعد قراءتها. (الأدب غير القصصي) تمعن في المقدمة وجدول المحتويات، وانظر الصفحات الخلفية للكتاب.

الكتاب: كيف تتقن فن القراءة السريعة... زد سرعتك في القراءة خلال 15 دقيقة يوميا (برنامج جديد مبتكر).

المؤلف: لوري روزاكس.

المترجم والناشر: مكتبة جرير - الرياض.

الطبعة: الأولى





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً