العدد 2704 - السبت 30 يناير 2010م الموافق 15 صفر 1431هـ

إغلاق معتقل غوانتنامو يشكل معضلة بالنسبة لأوباما

إعادة النظر في محاكمة تتعلق باعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في قلب مدينة نيويورك ليست كما يبدو سوى نكسة أخرى يواجهها باراك أوباما في مسألة إغلاق غوانتنامو التي باتت أشبه بمعضلة لا نهاية لها.

فأمام تحفظ مسئولين محليين وبرلمانيين يفكر البيت الأبيض في التراجع عن عزمه على محاكمة خمسة معتقلين في غوانتنامو متهمين بالتخطيط لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك أمام محكمة للحق العام.

وقد أعلن البيت الأبيض الجمعة أن الإدارة الأميركية تدرس إمكانية إجراء محاكمة المتهمين الخمسة باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في مكان آخر غير نيويورك.

وخلال الأيام الماضية أعلن الكثير من المسئولين المنتخبين في نيويورك وفي مقدمهم رئيس بلدية المدينة مايكل بلومبرغ عن مخاوفهم، ولا سيما من الناحية الأمنية، من تنظيم محاكمة على هذا القدر من الأهمية على بعد بضعة شوارع من موقع «غراوند زيرو» (حيث كان برجا التجارة العالمية اللذان دمرتهما اعتداءات 11 سبتمبر 2001).

فبعد سنة على الوعد الذي قطعه والأمر الذي أصدره بإغلاق السجن في يناير/ كانون الثاني 2010 وبعد أشهر عدة من إعلانه بأنه سينفذ وعده، بات الرئيس الأميركي أكثر فأكثر مقيد اليدين إزاء المعضلة السياسية والقضائية والإنسانية التي ورثها عن سنوات بوش في الحكم.

وقد أقر مبعوثه الخاص لإغلاق غوانتنامو دان فريد الذي يجوب العالم بحثا عن بلد يستضيف المعتقلين، الأربعاء في بروكسل، إن الموقع قد لا يغلق قبل «نهاية الولاية الأولى للرئيس أوباما» أي في يناير 2013.

ويشمل السجن الأكثر إثارة للجدل في العام أوضاعا مختلفة تتراوح بين البريء الذي أوقف خطأ وصولا إلى العقل المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر، علما بأنه يضم اليوم 192 معتقلا أكثر من نصفهم يتوجب ترحيلهم إلى بلادهم أو الإفراج عنهم في دول أخرى.

فالعقبات عديدة منذ اليوم الأول لكنها تراكمت في الأسابيع الأخيرة، بين محاكم عسكرية أم مدنية وغياب أدلة موثوق بها وتعرض المعتقلين لسوء المعاملة ورفض مسئولين وضع هؤلاء الرجال في السجون الأميركية، فضلا عن دول يعادون إليها حيث نفوذ تنظيم «القاعدة» مترسخ...

وقالت ستايسي سوليفان من منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة لوكالة «فرانس برس»، «لا يمكنني القول إن غوانتنامو لن يغلق بتاتا، لكني لا أرى كيف سيتم ذلك في السنتين المقبلتين».

ويرى المستشار السابق لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس والخبير اليوم في مجلس العلاقات الخارجية، جون بلينغر، و مجموعة الدراسات في واشنطن، والمعروف بتأييده لإغلاق غوانتنامو، أن الرئيس أوباما «قد لا يكون بوسعه إغلاقه في 2010 وربما حتى في السنوات الثلاث المقبلة».

والمسئول الأول هو الكونغرس الذي أقر في يونيو/ حزيران قانونا يمنع مجيء أي معتقل إلى الأراضي الأميركية إلا لمحاكمته.

وأوضح بلينغر في مذكرة مكتوبة أن «الغالبية الديمقراطية التي تخشى من ظلاله لن تصوت بكل تأكيد لمجيء معتقلي غوانتنامو إلى الولايات المتحدة خلال هذه السنة الانتخابية وقد ترفض القيام بذلك بكل بساطة».

وفي الواقع تنوي الإدارة الأميركية شراء سجن فيدرالي في ولاية ايلينوي (شمال) لإيداع نحو خمسين سجينا يعتبرون خطيرين جدا للإفراج عنهم لكن لا تتوافر أدلة كافية تسمح بمحاكمتهم.

وإضافة إلى الحاجة لحدوث تغير في موقف الكونغرس، سيتعين على الإدارة برأي ستايسي سوليفن الرد على «كثيرين من المعارضين للاعتقال لفترة غير محدودة (من دون محاكمة) في ايلينوي، شبيه بالاعتقال لمدة غير محدودة في غوانتنامو».

والمعضلة آخذة في التعقيد أكثر فأكثر. فبعد أن أكد الشاب النيجيري الذي حاول في يوم عيد الميلاد تفجير طائرة كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت، أنه تلقى التدريب في معسكر لـ «القاعدة في اليمن»، علقت الإدارة الأميركية أي إفراج عن يمنيين. علما بأن نحو نصف المعتقلين في غوانتنامو هم من اليمنيين

العدد 2704 - السبت 30 يناير 2010م الموافق 15 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً