العدد 2708 - الأربعاء 03 فبراير 2010م الموافق 19 صفر 1431هـ

صفقة السلاح مع تايوان تزيد العلاقات الأميركية الصينية توترا

تمر العلاقات الأميركية - الصينية بمرحلة صعبة، فمسألة التيبت، تايوان، غوغل، غيوم تجمعت دفعة واحدة في سماء العلاقات بين البلدين التي أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعيد وصوله إلى البيت الأبيض أنها «ستطبع القرن الحادي والعشرين».

وإذا كان بعض الخبراء يؤكدون أن الأمر لا يعدو كونه «تصعيدا تحت السيطرة»، فإن العلاقات بين بكين وواشنطن تمر حاليا، بعد شهرين ونصف من زيارة أوباما الأولى إلى الصين، بأسوأ مطبات منذ تسلم الإدارة الأميركية الحالية مهامها.

والثلثاء أعلنت بكين، المستاءة من صفقة السلاح الجديدة التي تعتزم الإدارة الأميركية إبرامها مع تايوان، أن واشنطن ستتحمل «المسئولية كاملة» إذا ما أوقفت الصين تعاونها مع الولايات المتحدة في «الملفات الدولية الكبيرة».

وفي هذا التحذير إشارة مبطنة إلى البرنامج النووي الإيراني ونظيره الكوري الشمالي وهما ملفان يعتبر فيهما موقف الصين اليوم مهما أكثر من أي وقت مضى.

ولعل أبلغ دليل على تردي العلاقات بين البلدين هو ترك الصين الحبل على غاربه لمتصفحي الإنترنت لديه الذين يكيلون الاتهامات «للعم سام»، في حين انبرت وسائل الإعلام الصينية الناطقة بالإنجليزية تندد بـ «عنجهية» الولايات المتحدة و»نفاقها».

ويقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بكين جيا كينغوو أنه «من المؤكد أن الحوادث الأخيرة سيكون لها تأثير سلبي على العلاقات الصينية-الأميركية والاحتكاكات يمكن أن تتزايد».

وفي مناخ متوتر أصلا بسبب العديد من القضايا الخلافية بين البلدين سواء بسبب قضية اليوان أم قضية انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، أتت قضية غوغل قبل ثلاثة أسابيع لتزيد الطين بلة.

وهذه القضية، التي تجمع بين الاقتصاد والسياسة كونها تمس بمسألة الرقابة الشديدة الحساسية، أصبحت في نهاية الأمر قضية بين الحكومتين، إذ طالبت واشنطن بكين بتقديم توضيحات بشأن الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها عملاق الإنترنت الأميركي انطلاقا من الصين، في حين ردت الصين مستنكرة ما اعتبرته انتهاكا لسيادتها.

وفي مؤشر على ازدياد حدة التوتر بين البلدين حذرت بكين الثلثاء الرئيس الأميركي من مغبة عقد أي لقاء مع الدالاي لاما، مؤكدة أن هذا الأمر إن حصل «سيقوض بشكل جدي الدعائم السياسية للعلاقات الصينية-الأميركية».

ومن المقرر أن يزور الزعيم الروحي لبوذيي التيبت واشنطن في 16فبراير/ شباط في إطار جولة أميركية تستغرق عشرة أيام.

وأدى إعلان البنتاغون الجمعة عن عزمه بيع تايوان أسلحة أميركية بقيمة 6,4 مليارات دولار، بينها صواريخ مضادة للصواريخ من طراز باتريوت وسفن كاسحة للألغام وطوافات بلاك هوك، إلى صب الزيت على نار العلاقات الأميركية-الصينية المتأججة أصلا.

ففي سابقة من نوعها لم تكتف بكين بالاحتجاج بشدة على هذه الخطوة الأميركية ولا بتعليق تعاونها العسكري مع واشنطن، بل أعلنت عن فرض عقوبات على الشركات الأميركية المعنية بصفقة السلاح هذه.

وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» الثلثاء «يبدو أن الولايات المتحدة فوجئت بعض الشيء برد الفعل الصيني الذي جاء أقوى مما كان متوقعا»، في حين أعرب مسئول عسكري أميركي كبير عن «الأسف» لرد الفعل الصيني.

ويقول جان بيار كابيستان من جامعة هونغ كونغ المعمدانية أن الصين «تشعر بأنها أقوى والولايات المتحدة أضعف».

ويوضح أن الصينيين «يعتقدون أن بإمكانهم الذهاب أبعد قليلا» في اختبار القوة بينهم وبين الولايات المتحدة التي تعاني من وضع اقتصادي صعب والتي باتت أكثر اعتمادا على الصين والمديونة للصين».

وخلافا لأسلافه فقد وصل أوباما إلى السلطة ويده ممدودة إلى الصين منتهجا سياسة تصالحية فسرتها بكين على أنها مؤشر ضعف، كما يقول الباحث في مركز الدراسات الفرنسية حول الصين المعاصرة ومقره هونغ كونغ، جان فيليب بيجا.

ويضيف بيجا أن بكين استفادت من هذا الأمر «من أجل اعتماد موقف شديد التصلب في كوبنهاغن» خلال المفاوضات بشأن المناخ، أو أيضا من أجل «الحكم القضائي القاسي الذي أصدرته بحق (المنشق) ليو شياباو» والذي قضى بسجنه 11 عاما.

ويتابع الباحث «اليوم، تحاول الولايات المتحدة أن تبرهن أنها قوة عظمى. لقد طرقت موضوعي تايوان والتيبت بفارق يومين فقط. على أوباما أن يبرهن أن موقفه الأصلي لم يكن موقف ضعف. نحن في ما يشبه لعبة بوكر». ويضيف «سنشهد مزيدا من التوترات لفترة من الوقت».

العدد 2708 - الأربعاء 03 فبراير 2010م الموافق 19 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً