العدد 538 - الأربعاء 25 فبراير 2004م الموافق 04 محرم 1425هـ

حسن أوريد ضيف الصالون الثقافي المصري بالرباط

الرباط - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

في إطار السعي الحثيث للمركز الثقافي المصري بالعاصمة المغربية الرباط لتعميق عرى التعاون الثقافي بين مصر والمغرب والانفتاح ثقافيا على وجوه الثقافة المغربية تجسيدا لبروتوكولات التعاون بين البلدين والتي كان آخرها تلك الموقعة خلال زيارة العمل الأخيرة للعاهل المغربي للقاهرة، استضاف المركز يوم الأربعاء الماضي ضمن فعاليات «الصالون الثقافي المصري» المفكر المغربي حسن أوريد مدير مركز طارق بن زياد والناطق باسم القصر الملكي المغربي، بعد أن سبق له استضافة السياسي الشهير عبدالهادي بوطالب مستشار الملك الراحل الحسن الثاني.

وقدم حسن أوريد في هذا اللقاء - الذي حضره عدد من السفراء العرب المعتمدين بالرباط رؤيته لرحلة المفكر المصري رفاعة الطهطاوي لباريس من خلال كتابه «الديوان النفيس في إيوان باريس» أو «تخليص الأبريز في تلخيص باريز» وهو ما يمثل الوقوف «عند محطة مهمة من تاريخ مصر الفكري من خلال أحد رواد النهضة المصرية».

وأكد أوريد أن رغبته في التعرف والوقوف على هذه «المعلمة» كانت صدور كتاب في فرنسا قبل أكثر من سنة للمفكر الفرنسي غي سورمان بعنوان «أبناء رفاعة» والذي اعتبر فيه أن هناك فئات من المفكرين العرب والإسلاميين ممن نهلوا من فكر رفاعة الطهطاوي، يؤمون بالتلاقح بين الحضارتين العربية الإسلامية والغربية.

ولاحظ رئيس مركز طارق بن زياد في معرض تتبعه وسبره لرحلة رفاعة الطهطاوي أن هذا المفكر «الأزهري» لم يجد غضاضة في أن يمتح من نتاج درة الغرب آنذاك فرنسا إذ إنه «إذ ينتقي ويستقصي يأبى أن يذوب، ويرفض أن تنمحي ذاتيته وتغور هويته في اغراءات العبث واللهو، إذ كان حريصا على أن يفيد بقدر ما يستفيد، وحريص أن يفيد من خلف وراءه من مجتمع جامد متخلف بمصر وغيرها من البلاد الإسلامية... فهو يمحض النصيحة ويقدم ما يفيد من معلومات من دون أن ينسلخ عن هويته».

واستنتج المفكر المغربي من ذلك أن المثقف الحق هو الذي لا ينسلخ عن ذويه ولا يخذلهم، إذ إنه يلتمس أسباب المعرفة لكي يشرك فيها ذويه، كما أن قوام الهوية في بلاد الإسلام ليس الأرض ولا الدم وإنما العقيدة.

ورصد الباحث مسيرة رفاعة الطهطاوي في رحلته وما وقف عليه من ملاحظات وآراء بخصوص الفرنسيين، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن العالم الأزهري المصري «فطن إلى أن سبق الفرنساويين للحضارة مرده سبقهم في المعرفة القائمة على الاستكشاف وحب المعرفة لا على التقليد»، مستخلصا من هذه الملاحظة أنه في الوقت الذي شكل اعتماد العقل في المعارف سببا في تقدم الفرنسيين مازال التعليم في العالم العربي يجري على أساس «النقل والحفظ وما يستتبع ذلك من خنوع ونزوع إلى الغش».

ولاحظ حسن أوريد أنه على رغم نجاح رفاعة الطهطاوي في النفاذ إلى طبائع الفرنسيين والوقوف على محاسنهم فإنه لم يستطع بالمقابل أن يستوعب بعض المفاهيم أو «كان استيعابه لها سبكها في قوالب ذهنية إسلامية، فالحرية عند الطهطاوي تفيد شيئا آخر غير ما هو متعارف عليه في الأدبيات الغربية والكونية»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً