العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ

فبراير 2001: تحية القيادة للشعب بزيارات ميدانية أذابت الجليد

الوسط - محرر الشئون المحلية 

13 فبراير 2009

فبراير/ شباط العام 2001، أمير بين شعبه، يحييهم، ويرفعونه على الأعناق، نساء ورجالا أطفالا وكبارا يردون التحية على أميرهم الذي آثر إلا أن يكون بين شعبه يتحسس آلامهم بعد 30 سنة عاشوها مع قانون أمن الدولة، جاء معلنا فتح صفحة جديدة من تاريخ مشرق لبلد وشعب يستحقان أن يعيشا بهدوء وسكون وروية تحت قيادة أرادت الالتصاق بشعبها، معلنة إذابة الجليد.

في فبراير 2001 شهدت البحرين زيارات تاريخية قام بها سمو الأمير (جلالة الملك) لكل من سترة والمحرق والنعيم، إذ شهدت هذه الزيارات لقاءات مباشرة بين سموه وبين عامة الناس لم تشهدها البحرين من قبل، كما استمع سموه (جلالته) إلى جميع الآراء وأمر في أحيان كثيرة بتنفيذ المطالب الشعبية.

فقد بدأ سموه (جلالته) تلك الزيارات بزيارة للمحرق في العاشر من شهر فبراير العام 2001، إذ استقبلته الجماهير فيها استقبالا حافلا، وأعلن أهالي المحرق خلال الزيارة تأييدهم للإصلاحات التي أعلنها سموه، وأبدوا تأييدهم لمشروع ميثاق العمل الوطني.

وفي اليوم نفسه، قام سمو أمير البلاد (جلالة الملك) بزيارة لمنزل عالم الدين البارز السيد علوي الغريفي في منطقة النعيم وكانت تلك الزيارة محط اهتمام البحرين ودار خلال اللقاء الذي جمع سموه مع رجال الدين وعدد من الشخصيات حوار صريح ومفتوح مع المواطنين بشأن مختلف القضايا التي كانت تشغل الجميع حينها وعلى رأسها التصويت على مشروع ميثاق العمل الوطني، وألقى خلال اللقاء عالم الدين البارز السيد عبدالله الغريفي كلمة ضمنها أبرز الهواجس وملاحظات المعارضة بشأن الميثاق، ليعلن سموه (جلالته) حينها توافقه مع ما جاء من مطالب في تلك الكلمة.

أما اليوم التالي وهو الحادي عشر من فبراير 2001 فكانت الزيارة التاريخية التي قام بها سموه (جلالته) لمنطقة سترة، وسجل الأهالي حينها حضورا مكثفا كان الأكثر كثافة والأكبر عددا بين الزيارات التي قام بها سموه للمناطق، إذ اصطف الآلاف لاستقبال سموه في مشهد لم ولن يمحى من ذاكرة البحرين، نظرا إلى ما مثله هذا اللقاء من معان رفيعة في الوحدة الوطنية، وتلاحم بين القيادة والشعب، إذ حملت الجماهير السيارة التي أقلت سمو أمير البلاد عن الأرض، وعبّر حينها سموه عن فرحته الكبيرة بهذا الاستقبال خلال حضوره في مجلس المرحوم الشيخ منصور الستري إذ قال ما مضمونه: «الواحد ما وده يبتعد عن هالناس الطيبة اللي في الخارج». وكان الجميع حينها على موعد مع صدور عفو بالإفراج عن عدد من المحكوم عليهم بالمؤبد والإعدام من أبناء سترة، إذ شمل العفو 3 أشخاص كانت محاكم أمن الدولة حكمت عليهم بالإعدام.

من جهته، أكد رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب حسن الدوسري أن «زيارات جلالة الملك في العام 2001 كان صداها إيجابيّا للغاية، إذ بادر جلالته بتلك الزيارات التي حملت دلالات كبيرة»، واستدرك «لكن مشاغل رأس الدولة كثيرة للغاية، ونحن نأمل لو سمحت ظروف جلالته أن يكون بيننا، صحيح أن الكثير من ممثلي القرى والمدن ومؤسسات المجتمع المدني تلتقي جلالته ويتم حلحلة الكثير من الأمور، لكن عندما يصل بشخصه الكريم إلى شعبه فذلك يمثل شيئا كبيرا، ونحن على ثقة كبيرة بأنه متى ما سمحت ظروفه سيبادر إلى هذه الزيارات».

ونوه إلى أن «أولى نتائج الزيارات التي قام بها هي الإجماع على الميثاق، صحيح أن هناك أشياء لم تنفذ لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت وهي في طريقها للتنفيذ».

إلى ذلك، قال الأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي حسن مدن: «لم أكن حين حصلت تلك الزيارات في البحرين لكنني تابعت الأمور من خلال الأخبار والتلفاز، والجميع يعلم أن هذه الزيارات قدمت مؤشرات على المشروع الإصلاحي لجلالة الملك».

ولفت إلى أن «تلك الزيارات تركت في نفوس جميع المواطنين سواء أهالي تلك المناطق أو غيرهم أثرا طيبا، إذ إنهم لم يتلمسوا فقط أسلوبا جديدا للتعاطي بين الدولة والناس، بل كانت تحمل إشارات عن رغبة جلالته في قطع العلاقة مع الفترة السابقة التي عانى منها الشعب»، وختم «وفي هذه المناسبات نستذكر المزاج النفسي الذي ساد البلاد في تلك الأيام ونتطلع إلى استعادته».

من جانبه، ذكر رئيس جمعية الأصالة الإسلامية ورئيس كتلتها النيابية النائب غانم البوعينين «بكل أمانة وصراحة أتمنى تكرار مثل هذه الزيارات سواء من جلالة الملك أو سمو رئيس الوزراء أو سمو ولي العهد، وخصوصا من جلالته».

وأضاف «هذه الزيارات إشارة إلى الجميع باهتمام القيادة وعلى رأسها جلالة الملك بجميع مناطق البحرين، كما أن تلك الزيارات عززت من اللحمة بين القيادة والشعب وزادت من ولاء الشعب للقيادة».

وأوضح البوعينين «زيارة القيادة السياسية للمناطق يعني تحسسها مشكلات الناس عن قرب، وهذه الزيارات كانت محل إعجاب مني ومن الجميع، لذلك أتمنى تكرارها، لأنها انعكست وستنعكس لو تمت بصورة إيجابية على جميع المواطنين».

وتابع «زيارة جلالة الملك لمنطقة سترة التي لاتزال الصحف تتناقل صورها تعطي صورة واضحة عن مدى التفاف الشعب حول القيادة وولائه بمختلف أطيافه لها»، مؤكدا أن «تلك الزيارات حملت رسائل ودلالات إيجابية انعكست على جميع المناطق».

وختم بأن «هذه الزيارات لها آثار مادية وملموسة وأخرى معنوية ونفسية لا يستهان بها، فهي امتزاج بين القيادة والشعب».

أما رئيس الهيئة المركزية لجمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة، فقد قال: «إن الزيارات التي قام بها جلالة الملك قبيل التصويت على مشروع ميثاق العمل الوطني كان إعلان مرحلة جديدة لحراك وطني».

وأشار إلى أن «تلك الزيارات كانت واجهة للتغيير الذي شهدته البحرين منذ ذلك الوقت وحتى الآن، ولا شك أن هذه الزيارات ساعدت في الإسراع بالتغيير نحو المرحلة الجديدة».

وأفاد بأن «هذه الزيارات أتت كأحد المكونات العامة للمشروع الإصلاحي وهي التي فتحت الباب من أجل التغيير، وكان لها دور أساسي بإبعاد حالة الاحتقان التي كانت تعيشها البحرين قبل المشروع الإصلاحي، إذ كانت البحرين تعيش حالة من التوتر والاحتقان»

العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً