العدد 2759 - الجمعة 26 مارس 2010م الموافق 10 ربيع الثاني 1431هـ

أحكام قضائية بإخلاء «منازل» تتسبب في تشتيت «عوائل»

في برنامج «عبر الأثير» الذي يبث اليوم على «الوسط أون لاين»

تعيش بعض الأسر البحرينية ظروفا معيشية قاسية بعد صدور أحكام بإخلاء المنزل الذي تعيش فيه الأسرة بسبب خلاف بين طرف أو أكثر من أفرادها، وهذه المشكلة واجهها وسيواجهها عدد من المواطنين من أبناء العائلة الواحدة، وهي مشكلة «إخلاء المنزل» أو الطرد بصورة ما عندما يقوم أحد أفراد الأسرة، صاحب النصيب الأكبر من الورث مثلا بطرد أمه وإخوته.

قبل أيام، قرأنا قصة المواطن الذين أرغم أسرته المكونة من 5 أفراد على إخلاء منزلهم ضمن حكم قضائي بهدف نيته الاستفادة من نصيبه الموروث من والده، في الوقت الذي لم تجد فيه الأسرة ملجأ آخر تلوذ إليه عقب إخلاء المنزل، والأشد من ذلك، أن الابن استفاد من وحدة إسكانية خلال العامين الماضيين، وهو يقطن فيها حاليا، إلا أنه مصر على المطالبة بنصيبه الذي لا يتجاوز الـ 15 مترا مربعا من المنزل الموروث له ولإخوته، على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الأسرة والمنزل نفسه.

وليست هذه هي القصة الوحيدة، فهناك الكثير من القصص التي يلجأ فيها مواطن إلى القضاء دون مراعاة شعور أفراد أسرته وخصوصا أولئك الذين يعيشون ظروفا صعبة... فالمواطن «جعفر» يقول.. مضت الآن عشر سنوات على قضيتنا في المحاكم، ونتمنى أن يصدر الحكم لصالحنا... لقد اشترينا قطعة أرض من شخص قريب لنا وهو خالنا، وللثقة، لم نقم بتسجيل الأرض، واكتفينا بتوقيع ورقة مبايعة، وبعد وفاة خالي، والكلام لجعفر، وقع الخلاف مع الورثة الذين طالبوا بالمنزل الذي بنيناه على قطعة الأرض، ذلك أنهم أنكروا معرفتهم بموضوع بيع الأرض لنا، وها نحن نتردد على المحاكم منذ ما يربو على عشرة أعوام، فأنا وأخي، اشترينا قطعة الأرض من خالنا، لكن الخطأ الذي وقعنا فيه، وذلك بسبب الجهل وقلة المعرفة، هو أننا لم نقم بتسجيل الأرض باسمنا، وقد انتقل أخي الأكبر للسكن في منزل قام ببنائه ومازلت أنا أقيم في المنزل موضوع الشكوى. لقد تسببت هذه القضية في إيقاع الكثير من المشاكل العائلية... أتمنى أن تنتهي على خير.

أما المواطنة (أم محمد) فإنها أبكت الكثير من الناس الذين علموا بقصتها... فطليقها صب جام غضبه عليها وعلى أبنائه، مستصدرا حكما قضائيا بطردها من المنزل، ووجدت نفسها هكذا بين ليلة وضحاها على قارعة الطريق... هي وابناؤها وحولهم أب له قلب صخري صلد... لم يكترث أو لم يستشعر لحظة، إجابة سؤال قد يطرحه على نفسه: أين سينام عيالي؟.

وبعد مشقة، وبفضل وقوف إخوتها والمحسنين من أهل الخير معها، وجدت أم محمد لها ملجأ مؤقتا يأويها مع أبنائها، لكننها تنتظر وحدة سكنية من وزارة الإسكان التي راجعتها مرارا وتكرارا، إنما المشكلة الرئيسية هي في كيفية إعالة أسرة لا عائل لها، وفي ظل ظروف قاسية للغاية.

ولكن، لماذا تقع هذه الخلافات؟ ولم نحصل على إجابة حقيقية إلا تلك التي جاءت على لسان بعض المحامين الذين تحدثنا معهم والذين اجمعوا على أن الخلافات تقع أولا بين الأطراف المعنية في المنزل، فيصلون إلى باب مغلق، حينها يقررون رفع الأمر إلى القضاء، وبالنسبة للمحامين، فإنهم في العادة، يجلسون مع أفراد الأسرة ويقنعونهم بطرح حلول بديلة وتقديم خيارات غير خيار التوجه إلى المحاكم، لكن في الغالب، يرفض أحد الأطراف فيرفع الأمر إلى القضاء.

ويقول محامون إن مثل هذه القضايا الكثير في أروقة المحاكم، فيما تم حل القليل منها بالتفاهم والجلسات الودية بين الأخ وأخيه أو بين الأخ وإخوته وهكذا، ولو استطاع أفراد الأسر الذين لديهم خلاف على تقسيم الورث بين بعضهم البعض، وتفاهموا، لكان أفضل بكثير من نقل الموضوع إلى القضاء الذي يتطلب وقتا طويلا وتستمر فيه القضية سنوات وسنوات يتبعها تكاليف مستمرة.

ولتجاوز هذه المشاكل، يرى بعض المهتمين بالشئون الاجتماعية، ومنهم اختصاصية شئون المجتمع بالمحافظة الشمالية حياة الحليبي، أن أحداث التناغم والتفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة أهم بكثير من الحصول على مصالح شخصية لفرد واحد، فلربما نجح هذا الشخص في الحصول على النصيب الأكبر، لكنه سيتسبب في العصف بحياة الأسرة واستقرارها، وكذلك الحال بالنسبة للأزواج المنفصلين، فإن طرد الزوجة وأبنائها من المنزل، يعد إصابة بليغة قد يضيع بسببها الأبناء... ولكنها تؤكد ضرورة الاستعانة بوجوه الخير والحكماء من أفراد الأسرة للحيلولة دون وقوع مثل تلك المشاكل.

العدد 2759 - الجمعة 26 مارس 2010م الموافق 10 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:30 ص

      اليس الوطن هو الذي يحوي ابنائه (أبن حسن)

      لماذا اصبحت هاذه القضايا كثير في البحرين اليس من حق المواطن ان يكون له سكن منفرد
      ولماذا لانرا الوزارة المعنية بتنفيد الوعود وتوفير السكن المناسب الى كافة المواطنين .لو راينا العمل الجدي في الموضوع سوف لن نرا كل هاذه القضايا الذي تفكك الاسرة الواحدة وأهل الوطن الواحد

    • زائر 6 | 3:52 ص

      وينك يا دولة الحق والعدل ( دولة أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب

      الله اللهم صل على محمد وال محمد
      اصبحنا وامسينا وما زلنا نعاني من الفقر والعوز
      والاحتياج رغم دولتنا دوله غنية ؟؟؟؟
      اتسأل عن ممتلكات الدول أين تذهب ؟ توقف بعض البناء البيوت الايله لسقوط وغيرها ؟
      اشاهد منطقة البحرين بتعميرها وعماراتها ومجمعاتها وافكر اين تذهب رؤؤس الاموال التي تنتجها تلك المصانع وتلك المجمعات ؟ الضرائب ؟
      وبالاخر لا يوجد موزانه تكفي لمساعدة مواطن بحريني ؟؟؟؟؟؟؟ يتراولي بالاونه الاخيره وعلى ما اعتقد القضاء يحتاج ايضا للمسائله مثل بقيه الجامعات والمعاهد لو شنو ؟؟؟

    • زائر 5 | 3:23 ص

      عالجرح ياوطن

      للاسف القصص متتالية ومتازمة فكم نعاني الامرين بهذا المجتمع التي تفككت فيه اصول الرحمة ينسون امهم ويتركونها ولولا رحمة الله بوجود ابنة صغيرة ترعاها لضاعت الام وبعد ان يتم بناء المنزل بمكرمة حكومية يحلى بيت العائلة بعيون الابناء بالبنات والشباب يتهافتون على تقسيمه وتقف البنت مذهولة لابنات ولاشباب يقفون ليقولو كلمة حق اين تذهب مع امها !! اين القضاء الجعفري العادل الذي يقف دائما مع الشاب ويضيع حقوق الفتيات اللاتي يحرمنا حتى من حق شراء شقة ملك من الاسكان لكي نعيل به امهاتنا وابهاتنا

    • زائر 4 | 3:16 ص

      شيء يؤلم القلب

      والله الذي لا إله الا هو انه شيء يؤلم القلب.. اتذكر صورة نشرتها الصحافة عن طرح ولد لوالده من المنزل وكان يجلس مع بقية أغراضه في الشمس، ومنظر آخر لشرطة التنفيذ وهي تنظر بألم للأم وابنائها بعد أن صدر حكم قضائي بطرد المطلقة وابنائها من المنزل.. وين يروحون، لا عاشت تلك القلوب المتحجرة.
      لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

    • زائر 3 | 2:29 ص

      بحرانيه وأفتخر

      دنيا زايله بس من يفهم

    • snoopdogg | 2:26 ص

      حرام عليه

      هالفعلة الشينة ترى اللي في قلبه الايمان لا يمكن يسوي هلون

    • زائر 2 | 12:51 ص

      ستــ نور العين ــرة

      هذه المشاكل اللتي تصادف الأنسان بأستطاعته أن يجد لها حلول بالحوار والتفاهم والكلمة الطيبة وفي الأول والأخير ترجع هذه الأمور إلى الأخلاق والتربية اللي تلقاها الأنسان من المحيط اللي عايش في وسطهم لأن مهما الأنسان فعل يرجع إلى اصله وأخلاقة والتربية اللي تلقاها من والدينة من صغره تعرف من تصرفات هؤلاء الأبناء من خلال تربية والدينهم والله يهدي الجميع وتنحل جميع المشاكل والنتيجة تظل هذه الذكرة للمّات

    • زائر 1 | 12:14 ص

      يجب إنشاء محكمة خاصة للخلافات العائلية المادية

      كثير من الظلم يقع على الحلقه الأضعف في العوائل التي بها خلافات مادية والتي غالبها على الإرث أو المال وغيرها. أقترح إنشاء محكمة عائلية هدفها تحقيق العدالة في أسرع وقت (لا بعد وفاة المختلفين أو تقدمهم في السن) وتحفظ كيان العائلة وكرامتها. يجب أن تتبنى المحكمة نظاما مختلف وأقصد أن يكون إلى جانب القاضي ومستشاريه يوجد وجهاء من عُرف عنهم بنزاهتهم وأهل الإخصاص زكذلك أقترح أخذ رأي المرجعية الدينية في هذه الأمور (كم من قضية نعرفها أخذت سنين في المحاكم من دون حل وحلتها المرجعية الدينية).

اقرأ ايضاً