العدد 619 - الأحد 16 مايو 2004م الموافق 26 ربيع الاول 1425هـ

«فيلق بدر» و«جيش المهدي» يشتبكان في النجف

زيباري يتهم بعض دول التعاون بالتدخل في الشئون العراقية

بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات 

16 مايو 2004

تواصلت المعارك بين قوات الاحتلال وأنصار الزعيم الديني السيدمقتدى الصدر في عدة مدن أمس، فيما ترددت أنباء عن حدوث اشتباكات قوية بين «فيلق بدر» و«جيش المهدي» في النجف. في الوقت الذي جرت فيه - في الفاو - مراسم تحويل القيادة العسكرية الأميركية من الجنرال ريكاردو سانشيز، إلى الجنرال توماس مينيز.

وفي حين أسس أربعة من أعضاء مجلس الحكم و18 منظمة سياسية «المجلس السياسي الشيعي»، أعلنت مجموعة تطلق على نفسها «جيش الطائفة المنصورة» أنها تحتجز العاملين الروسيين، مطالبة دول التحالف بسحب رعاياها.

في غضون ذلك، قال وزير الداخلية العراقي سمير الصميدعي، إنه من غير المرجح أن تطلب الحكومة الجديدة من قوات التحالف مغادرة البلاد. في حين ذكرت مستشارة الأمن القومي الأميركي كوندليزا رايس أن قوات بلادها ستظل «حتى تنهي مهمتها».

ومن جهته، اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، بعض دول مجلس التعاون الخليجي بالتدخل في الشئون العراقية وتشجيع العنف لإشاعة عدم الاستقرار. وقال في الكويت: «لدينا شكوى من دول مجلس التعاون. دول متورطة في عملية عدم الاستقرار وتتدخل في شئوننا من خلال الفضائيات والتحريض الإعلامي وتمويل العنف». لكنه لم يذكر أية دولة بالاسم.


بوش وبلير يعتزمان زيارة بغداد... و«البنتاغون» تنفي موافقة رامسفيلد على التعذيب

اشتباكات في مدن عدة ووزير الداخلية العراقي يوافق على بقاء الاحتلال

برلين، عواصم - سمير عواد، وكالات

وقعت اشتباكات وعمليات قصف كثيف على تجمعات أنصار الزعيم الديني المتشدد مقتدى الصدر في شارع الجمهورية وشارع الحسين بوسط كربلاء أمس ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. وحاولت الدبابات الأميركية الدخول إلى وسط المدينة لكن «جيش المهدي» تصدى لها بالقاذفات فعادت إلى موقع بالقرب من سوق النجارين.

وكان مصدر طبي ذكر أن ثلاثة عشر عراقيا معظمهم من المدنيين أصيبوا بجروح في اشتباكات وقعت ليل السبت الأحد في كربلاء. من جانب آخر خرجت المظاهرة التي دعا إليها المرجع الديني محمد تقي المدرسي لمطالبة الاحتلال والمسلحين بالخروج من المدينة وضمت حوالي 1500 شخص غير أنه اندس بين المتظاهرين بعض عناصر الصدر وأخذوا يهتفون باسم زعيمهم ورفعوا صورا له ما أدى إلى انسحاب الكثير خوفا من التعرض للقصف الأميركي وفشلت المظاهرة.

وأعلن ضابط أميركي أن مسلحين اثنين من الميليشيا التابعة للصدر قتلا أمس عندما حاولت مجموعة من ستة مسلحين مهاجمة دورية أميركية في النجف. وأشار إلى أن المسلحين خرجوا من منزل في حي الحنان وأطلقوا نيرانهم على الدورية التي ردت وقتلت اثنين منهم وأصابت اثنين آخرين.

وجرت في النجف مراسم تشييع عشرة من أنصار الصدر سقطوا في مواجهات مع القوات البريطانية أخيرا. ونقلت قناة «العربية» عن أقارب الضحايا أن القوات البريطانية قامت بأسرهم في البداية ثم أعدمتهم رميا بالرصاص فيما ذبحت الآخرين.

وجرح 20 مدنيا عراقيا خلال الاشتباكات بين القوات الإيطالية و«جيش المهدي» في الناصرية. وأوضح معاون محافظ الناصرية «أن 20 مدنيا أصيبوا بجروح من جراء سقوط قذيفة هاون على سوق في وسط المدينة».

كما أعلن متحدث عسكري بريطاني أن ثلاثة مدنيين عراقيين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح إثر هجوم فاشل فجرا على قاعدة بريطانية في البصرة. من جهته دعا محمد باقر المهري مساعد المرجع علي السيستاني السبت محتجزي الرهائن إلى إطلاق سراح الإيطاليين والروس وجميع الرهائن الآخرين الذين يحتجزونهم.

إلى ذلك قتلت عراقيتان تعملان لحساب التحالف وجرحت أخريان في كمين استهدف سيارتهن جنوب بغداد. وقال الجيش الأميركي ان جنديا أميركيا قتل في انفجار قنبلة على جانب طريق في منطقة بغداد وجرح آخر.

من ناحية أخرى طالب المرشد الإيراني علي خامنئي القوات الأميركية بمغادرة العراق وأدانها لما اقترفته من أعمال «مخزية وحمقاء» في المدن المقدسة. وقال: «إن المسلمين لا يستطيعون تحمل الهجمات الوقحة التي يقوم بها الجنود الأميركيون على الأماكن المقدسة وهذه الجرائم مدانة في نظر العالم الإسلامي والشيعة والشعب الإيراني».

سياسيا أفادت أسبوعية «صنداي ميرور» أمس أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير والرئيس الأميركي جورج بوش يعتزمان القيام معا بزيارة لبغداد. ولم يشأ داونينغ ستريت التعليق على هذه المعلومات واكتفت ناطقة بالقول ان بلير وبوش يتحدثان «يوميا».

وأوضحت «صنداي ميرور» أن بلير وبوش يعتزمان التوجه إلى بغداد في طائرتين منفصلتين بمواكبة مقاتلات.

وقال وزير الخارجية الأميركي كولن باول إن فرنسا وروسيا تطالبان ببرنامج زمني لانسحاب القوات الأجنبية من العراق حتى من دون تحديد مواعيد دقيقة ليكون ضمن مشروع القرار الخاص الذي يناقش حاليا في نيويورك. وأوضح في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز «ان الفرنسيين والروس وآخرين اقترحوا أن يكون هناك توقيت بالنسبة إلى وجود القوات المتعددة الجنسيات ولكن من دون تحديد مواعيد دقيقة».

وقال باول: «ستمضي فترة، فترة طويلة جدا، قبل أن نرى ظروفا أمنية يمكن تسليمها بشكل كلي إلى قوات أمن عراقية». وأضاف «نعتقد أن الحكومة المؤقتة ستفهم ذلك». وأجاب على سؤال لشبكة «ان بي سي» بشأن رد الفعل الأميركي في حال قيام نظام يحكمه رجال الدين على غرار النظام القائم في إيران، قائلا: «سيكون علينا أن نوافق على ما يختاره الشعب العراقي».

من جهته أعرب المستشار الألماني غيرهارد شرودر عن شكه في أن يتمكن حلف الأطلسي من فرض الأمن والسلام في العراق في حال قبول الحلف القيام بمهمة عسكرية تخفف الأعباء الثقيلة عن كاهل قوات الاحتلال.

في الإطار ذاته أعلن وزير الداخلية العراقي سمير الصميدعي أن من غير المرجح أن تطلب الحكومة الجديدة من القوات التحالف مغادرة البلاد وأنه لابد من السماح لهم بالتعامل مع التهديدات الأمنية من دون الحصول على إذن صريح في كل مرة.

وأضاف في الحديث الذي أدلى به لرويترز «لا يمكن أن نكون في وضع يتعين فيه علينا في كل مرة نواجه فيها تهديدا أمنيا المرور بإجراءات سياسية وبيروقراطية للحصول على موافقات».

وفي ملف التعذيب ذكرت مجلة «نيويوركر» ان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أقر استخدام أساليب استجواب غير تقليدية للحصول على معلومات استخبارات عن المقاومة المتصاعدة ما أدى في النهاية إلى وقوع انتهاكات بحق سجناء عراقيين. وقالت المجلة في عدد السبت على موقعها على الانترنت ان رامسفيلد أعطى الضوء الأخضر للأساليب التي استخدمت فيما مضى في أفغانستان لجمع معلومات استخبارية عن أعضاء «القاعدة». إلا أن وزارة الدفاع «البنتاغون» وصفت هذه المزاعم بأنها «غريبة وتآمرية ومبنية على تخمينات مجهولة». ونفت بشدة أن يكون وزير الدفاع أو أي مسئول آخر في الوزارة وافق على برنامج الاستجواب.

وصرح لورانس دي ريتا المتحدث باسم «البنتاغون» بأن الانتهاكات التي تعرض لها السجناء في أبوغريب والتي ظهرت في صور وأشرطة فيديو «ليس لها أي أساس في أي برنامج مصرح به أو كتيب تدريبات أو تعليمات أو أي أمر أصدرته وزارة الدفاع».

وقالت نيويوركر إن خطة الاستجواب كانت «برنامجا خاصا» سريا على أعلى المستويات يسمح بقتل واعتقال ما يسمى بالأهداف عالية القيمة في المعركة ضد الإرهاب. وأضافت المجلة التي بنت مقالها على مقابلات مع مسئولي مخابرات أميركيين سابقين وحاليين «أن الخطة تمت الموافقة عليها وتنفيذها العام الماضي بعد التفجيرات القاتلة التي وقعت عند مقر الأمم المتحدة والسفارة الأردنية في بغداد».


بحر العلوم يطلع الأمم المتحدة على تجاوزات برنامج النفط

بغداد- اف ب

اطلع وزير النفط العراقي إبراهيم بحر العلوم أمس الوفد الذي شكلته الأمم المتحدة للتحقيق بشأن التجاوزات التي حصلت في برنامج «النفط مقابل الغذاء» السابق. وقال الوزير بعد لقائه بالوفد الذي يترأسه بول فولكر انه جرى خلال اللقاء مناقشة المفاصل المهمة في البرنامج السابق مع الاستعراض العام لمراحل المذكرة بالإضافة إلى حجم المبيعات والتوقعات لعملية التجاوزات وفي مختلف المراحل من البرنامج المذكور والتي تم رصدها وتأشيرها في الوثائق والمستندات الخاصة بهذه المذكرة.

وأوضح انه تمت الإجابة على الأسئلة التي طرحها أعضاء الوفد الثلاثة والمتعلقة بمجمل العمليات التي تمت خلال الفترة الماضية. وأضاف بحر العلوم «لقد طلبنا من أعضاء اللجنة نقل شكرنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان على قراره فتح تحقيق خاص في قضايا الفساد في البرنامج المذكور

العدد 619 - الأحد 16 مايو 2004م الموافق 26 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً