العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ

خريجو الإعدادية: المشروع غير واضح وتشوبه الضبابية

بين التفاؤل والتشاؤم بشأن توحيد المسارات

يعنى توحيد المسارات الأكاديمية بالجمع بين متطلبات التكوين الأساسي المشترك للطالب وبين متطلبات التخصص، والتعمق في الدراسة بحسب إمكانات الطالب وتوجهاته، إذ يدرس الطالب المقررات الإلزامية العامة المشتركة، ويكون له الخيار في انتقاء مجموعة من المقررات التخصصية يتدرج في اختيارها عبر سنوات الدراسة بحسب ميوله وقدراته وتوجهاته والمناسبة للتخصص الذي يرغب في الالتحاق به في الجامعة أو نوع العمل أو المهنة التي يفضل ممارستها مستقبلا.

وترى وزارة التربية والتعليم ان هذا المشروع يهدف إلى تجويد مخرجات التعليم الثانوي بما يتلاءم واحتياجات سوق العمل ومتطلبات الالتحاق بالتعليم العالي، وتوفير فرص التكوين الشامل المشترك لجميع الطلبة وتنويع مصادر المعرفة، ووضع الخيارات أمام الطالب ضمن مسار أكاديمي واحد في التعليم الثانوي العام أسوة بالدول المتقدمة.

كيف يرى الطلاب المنتقلون إلى المرحلة الثانوية من المرحلة الإعدادية هذا المشروع الجديد والذي سيطبق لأول مرة على عشر مدارس في المملكة كخطوة أولى ليعمم بعد ثمانية أعوام على جميع مدارس المملكة؟

معظم الطلبة أشادوا بالتجربة إلا أنهم لم يكونوا يعلمون عنها الكثير ومنهم من لم يستحسنها حتى بعد أن قامت الوزارة بالشرح لجميع الطلبة.

ويرى الطالب في مدرسة عالي الإعدادية للبنيين أيمن رجب (حاصل على 95) إن «المشروع سيضر بالطلبة كثيرا خصوصا الطلاب الذين يرغبون في الالتحاق بمساري التجاري والصناعي أو حتى الأدبي والذين هم يهربون من مواجهة المواد العلمية كالرياضيات والكيمياء والأحياء والفيزياء لضعف تحصيلهم العلمي في هذه المواد»، مؤكدا أن توحيد المسارات سيجبر هؤلاء على أخذ هذه المواد وهم لا يرغبون فيها ما يعني إضعاف تحصيلهم العلمي والتأثير على نتائجهم في المحصلة النهائية.

وقال «بالنسبة إلي فإنني أفضل ان يبقى الحال على ما هو عليه الآن وأن يبقى كل مسار منفصلا عن الآخر ليعطى المجال لجميع الطلبة على مختلف مستوياتهم العلمية لاختيار المسارات المناسبة لتحصيلهم ومقدرتهم ما يعني إعطاؤهم الفرصة للتفوق في المسارات المهنية مثلا أو التجارية إذا لم يكن الطالب قادرا على التفوق في المسارات العلمية»، مشيرا إلى أن مشروع توحيد المسارات سيضيّع على الطلبة هذه الفرصة ويجبر الجميع على أخذ جميع المقررات بما فيها ما يناسبه وما لا يناسبه.

وأما عن الشرح الذي قامت به الوزارة لجميع الطلبة ومدى تأثيره على الطلبة بخصوص مشروع توحيد المسارات، قال رجب إن «الشرح لم يكن كافيا ولم يقنعنا بقبول هذا المشروع على رغم استفساراتنا الكثيرة».

وقال الطالب نواف عبدالنبي المسقطي (حاصل على 92،97) إن «مشروع توحيد المسارات الذي تعكف وزارة التربية و التعليم حاليا على دراسته و تطبيقه، وشكلت لأجله عددا من اللجان التي ضمت في عضويتها عددا من الأساتذة والمختصين،لا يمكننا الحكم عليه من دون أن نعلم عن أي من جوانبه أو تفاصيله التي مازال يكتنفها الغموض».

وأضاف «لكن بالنظر إلى التجربة الناجحة لتوحيد المسارات في دولة الإمارات العربية المتحدة و التي لاقت استحسانا كبيرا، وحققت الأهداف المنشودة من التوحيد، فإننا نأمل من التجربة البحرينية في توحيد المسارات أن تحقق الأهداف المنشودة منها من توفير لمتطلبات سوق العمل و فتح مجال أكبر لخريجي الثانوية في الدراسة الجامعية».

ورأى من وجهة نظره «أن ما يعوق تنفيذ مشروع توحيد المسارات حاليا هو أن هذا المشروع يحتاج إلى دراسة مطولة و تجارب كثيرة، كما أن التوحيد لا بد أن يرافقه تعديل و تطوير في المناهج و المقررات، كما أنه من الواجب تطوير الخطة الدراسية، و ما تقوم به لجان التوحيد الآن من عمل جبار تشكر عليه، إلا أنه يجب أخذ الوقت اللازم لإعداد المشروع على غرار ما حدث في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكد أن ما تقوم به لجان الوزارة الآن من تعجل في توحيد المسارات حتى وإن كان بهدف التجربة هو إجراء غير مدروس وقد يأتي بنتائج غير محمودة في المستقبل.

وتمنى أن يشمله التوحيد في العام المقبل لما فيه من محاسن كثيرة، غير أن هذا المشروع يحتاج إلى وقت طويل حتى يكون بالصورة المناسبة.

بينما شجعت الطالبة في مدرسة أم كلثوم الإعدادية للبنات فاطمة حسن مانع خطوة وزارة التربية والتعليم في هذا المشروع، قائلة إن «الوضع الحالي لا يمكن الطالب من تحديد مصيره المهني بشكل دقيق إذ إن الخيار يترك إلى الطالب في المرحلة الإعدادية لاختيار المسار من دون توعية كافية»، مشيرة إلى أن الكثير من الطلبة يغيرون من رغباتهم في المرحلة الثانوية إلا ان الوقت قد فات على ذلك ما يضيع على الطالب فرصة كبيرة لتحديد مصيره المهني.

ورأت ان المشروع سيعطي الطالب الفرصة الكبيرة للتعرف على الكثير من المعارف والمواد ما سيزيد من فرصته في تحديد مساره المهني بعد ذلك وأثناء المرحلة الثانوية وليس الإعدادية، مشددة على ضرورة أن يفكر الطالب أولا في بناء شخصيته وحصد أكبر عدد من المعارف حتى يفتح أمامه أكثر من باب للاختيار.

وأكدت مانع وجود الضبابية في المشروع من قبل الوزارة خصوصا بالنسبة إلى الطلبة إذ لم يقدم لهم أي شرح بخصوص المشروع، وان ما تعرفه عنه كان نتاج جهدها في السؤال وحب المعرفة لاكتشاف هذا المشروع

العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً