العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ

بعد برلين... «تهريب الشعر» يبدأ من العاصمة المنامة

في المرحلة الثانية من المشروع الشعري العربي - الألماني المشترك

تنطلق أولى فعاليات المشروع الألماني - العربي المشترك «قافلة تهريب أبيات الشعر» من قلب العاصمة البحرينية المنامة في بيت الشعر (ابراهيم العريض)، حيث تدشن وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وتوماس توماس فولفارت مدير ورشة الأدب ببرلين، المرحلة الثانية من المشروع الذي انطلق في العاصمة الألمانية برلين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

افتتحت الورشة في الثامنة مساء الأحد بندوة شارك فيها الشعراء نوجم الغانم، توم شولتس، محمد الدميني وسيلفيا غايست بإدارة ميخائيل روز والشاعر البحريني قاسم حداد، بالإضافة إلى كلمة عن الثقافتين العربية والألمانية لماتيوس كلوك. وخلال الأمسية سيتم تدشين كتاب يلخص المرحلة الأولى من المشروع ويتضمن نصوص الشعراء العرب والألمان الذين شاركوا في التجربة.

ويشارك في القافلة من الخليج الشعراء علي الشرقاوي (البحرين)، محمد الدميني (السعودية)، نجوم الغانم (الإمارات)، محمد النبهان (الكويت) ومحمد الحارثي (سلطنة عمان). ومن ألمانيا رون فينكلر، توم شولتس، نور بوسون، سليفيا غايست، وغيرهارد فالكنر. وتعبر القافلة بدءا من الأحد المقبل إلى أربع دول خليجية، هي: البحرين، المملكة العربية السعودية، الكويت، والإمارات، ويتخلل القافلة أمسيات شعرية وندوات فكرية في هذه الدول.

وتتواصل أنشطة اللقاء بعد غدٍ الإثنين عبر الندوة الشعرية الثانية في قاعة 47 في جامعة البحرين للشعراء: محمد النبهان، توم شولتس، رون فيلكتر، ومحمد الحارثي.

ومن المنامة لإمارة عجمان تنتقل القافلة الثلاثاء المقبل فتعقد الندوة الشعرية الثالثة للشعراء: نجوم الغانم، علي الشرقاوي، محمد الدميني، وسيلفيا غايست. وفي اليوم نفسه تعقد ندوة الكويت للشعراء: محمد النبهان، توم شولتس، رون فينكلر، ومحمد الحارثي. ويشهد يوم الخميس المقبل لقاء أسرة الأدباء والكتاب في البحرين، وفي يوم السبت 17 أبريل/ نيسان، يحتضن نادي الشرقية الأدبي أمسية لكل من الشعراء: محمد النبهان، توم شولتس، رون فينكلر، ومحمد الدميني. قبل أن يختم المهرجان بالندوة الختامية وتكريم المشاركين في اللقاء، في قاعة مركز الشيخ إبراهيم للدراسات والبحوث بالمحرق في الثامن عشر من أبريل.

وكانت الفكرة قد أطلقت تحت ما يسمى «تهريب أبيات الشعر ـ قافلة الشعر» وتقوم على مشروع يدور حول حوار الشعراء المباشر باستخدام اللغة الأم لكل منهم وبدون لغة وسيطة، وفي إطار هذا المشروع التقت مجموعة من الشعراء الألمان والعرب من البحرين والإمارات والكويت وسلطنة عُمان والسعودية في «ورشة الأدب ببرلين» في ديسمبر الماضي وعلى مدى عشرة أيام قام الشعراء بالعمل في مجموعات زوجية وأعاد كل منهم صياغة الأشعار التي ألفها شريكه ولكن باللغة الأم، وتم التواصل بين الشعراء وبعضهم البعض باللغة العربية والألمانية فقط، أي باللغة التي يفكر ويحس ويكتسب بها كل منهم.

ويأتي هذا المشروع بتنظيم من «ورشة الأدب ببرلين» بالتعاون مع السفارة الألمانية بالبحرين ومعهد جوته لمنطقة الخليج العربي وبدعم من وزارة الخارجية الألمانية ووزارة الثقافة والإعلام في البحرين.


الشعر... جسر الحوار الثقافي

وفي كلمة بعنوان «الشعر... جسر الحوار الثقافي» أشارت وزير الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى أنه «كلما فتحنا نافذة ثقافية جديدة على العالم، خالجنا شعور بأن شرفة البحرين الحضارية تزداد رحابة وحيوية. وهذا ما نؤمله ونحن نستقبل قافلة الشعر الألمانية العربية في مرحلتها الثانية. بعد أن عقدت ورشتها الأولى بمبادرة ممتازة من (ورشة الأدب في برلين).

وأضافت الشيخة مي لقد كانت البحرين ولاتزال الفضاء المفتوح على الكثير من التجارب الإنسانية في حقول الثقافة والفنون عبر التاريخ، وهي الآن تواصل سعيها الحضاري للإسهام الجاد في تعميق وتكريس الحوار الكوني من خلال الثقافة، فليس مثل الثقافة وسيطا صادقا لبناء الجسور بين الثقافات والشعوب. فقياسا للإخفاقات التي غالبا ما تحدث في وسائل الاتصال التقليدية مثل السياسة والاقتصاد وغيرهما، تبقى الثقافة هي الأكثر مصداقية وجمالا وفعالية، حين يدور الكلام والعمل في الاتصال والتفاهم الإنساني.

ونحن إذ نرحب بالشعراء المشاركين في «قافلة تهريب الشعر»، بعد أن أنجزت الجزء الأول من مشروع «ورشة الترجمة» في برلين العام الفائت، لمشاركة شعراء ألمان وعرب، فإننا نضيف بذلك لمسة إبداعية نوعية على برامج عملنا ورؤيتنا الثقافية، محققين مناخا فعالا للحوار الحميم بين شعراء يسعون مجتمعين إلى أفق الخير والجمال والحوار، متجاوزين التخوم التقليدية التي تحجب الرغبة الإنسانية في الاتصال. في هذا اللقاء سيتاح لنا التعرف على معطيات التجربة المشتركة في حقل ترجمة الشعر التي أنجزها معا شعراء من ألمانيا ومن منطقة الخليج. شاكرين لجميع الشعراء والمترجمين المشاركين، والأصدقاء في (ورشة الأدب في برلين) إسهامهم الجاد في تحقيق هذا المشروع الجميل.


تهريب الشعر 2009 بين شعراء من ألمانيا ودول الخليج

وتساءل مدير ورشة الأدب ببرلين توماس فولفارت في كلمته «ما هي نتيجة لقاء شاعر بأدق العارفين بعمله، أقصد بشاعر آخر؟ النتيجة تكون عادة تبادل الحديث عن الشعر. وإذا كان الشعراء يتكلمون لغات مختلفة سوف يتضمن الحديث فرص الترجمة والنشر بلغة الآخر. أما إذا تكررت اللقاءات والأحاديث بينهما فغالبا ما تتأسس صداقة بينهما قد تستمر مدى الحياة لأن شرطها موضوع كبير مشترك بينهما.

الشعر من أقدم الفنون التي عرفتها البشرية، وهو أيضا مرآة متجددة للزمن وللحضارة منذ أكثر من خمسة آلاف عام. لكن من ذا الذي يستطيع أن يحكم على جودة الشعر وعلى جودة الترجمة أكثر من الشاعر نفسه؟

خمس شاعرات وشعراء من البحرين ودبي والكويت وعمان والعربية السعودية حضروا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 إلى برلين ليلتقوا بخمس زميلات وزملاء لهم من ألمانيا.

لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر إلى كل الذين ساعدوا على إنجاز هذا التبادل الشعري الألماني العربي، وبالطبع أشكر في المقام الأول شريكتنا وزارة الثقافة والإعلام البحرينية، وكذلك وزارة الخارجية الألمانية، ومعهد جوته، والسفارة الألمانية في البحرين، وداري النشر في ألمانيا ولبنان.

أتمنى لجميع الشاعرات والشعراء المشاركين نجاحا باهرا، وللديوان أن يصل إلى جمهور واسع في العالم الناطق بالألمانية والعالم الناطق بالعربية، كما أتمنى لنا نحن القراء والمستمعين الاستمتاع لدى تذوق هذه البضاعة الشعرية المهربة. ويا ليت تهريب الشعر يستمر كوسيلة للتعرف على الآخر أيضا، مشيدا جسورا موثوقة بين ثقافاتنا!».

العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً