العدد 706 - الأربعاء 11 أغسطس 2004م الموافق 24 جمادى الآخرة 1425هـ

غزو نسائي في الألعاب الأولمبية في أثينا

مع انطلاق دورة الألعاب الاولمبية بأثينا غد الجمعة وعلى على رغم أن العاصمة اليونانية كانت مهد الدورات الاولمبية منذ عصور ما قبل الميلاد كما استضافت أول دورة حديثة للألعاب الاولمبية في العام 1896 ستكون الدورة الجديدة هي الأولى التي تشهد فيها أثينا مشاركة بنات حواء في منافسات الألعاب.

ولن يكون هناك سبب في شعور اللاعبات بالخوف أو القلق من الطرد خارج الدورة أو أن يقذف بهن من فوق الصخور العالية كما كان يحدث في الدورات الاولمبية القديمة عندما كانت السيدات أشخاص غير مرغوب في حضورهن الدورات الاولمبية.

ولم تشهد أية دورة أولمبية قديمة مشاركة العنصر النسائي سواء كان على مستوى المنافسات أو في المجال التنظيمي وانطبق ذلك أيضا على أول دورة أولمبية حديثة العام 1896 ونظمتها أثينا إذ لم تشهد أية منافسات نسائية.

ولكن مع بداية القرن العشرين وبالتحديد في أولمبياد باريس العام 1900 بدأت بنات حواء في شق طريقهن بنجاح في الدورات الاولمبية حتى أصبحن على قدم المساواة مع الرجال واقترب عددهن في الدورات الاولمبية كثيرا من أعداد الرجال. وتشهد الدورة الجديدة التي تستضيفها أثينا من 13 إلى 29 أغسطس/آب الجاري مشاركة السيدات للمرة الأولى في منافسات المصارعة والمبارزة بالسيف.

ويذكر أن دور السيدات في أولمبياد أثينا لم يقتصر على المشاركات في الدورة إذ كانت هناك سيدتان خلف إعداد وتجهيز المدينة لاستضافة الدورة وهما رئيسة اللجنة المنظمة للدورة ودورا باكويانيس وجيانا أنجيلوبولوس أول عمدة من الجنس اللطيف في تاريخ المدينة الذي يمتد عبر 3 آلاف عام. وعلى رغم ذلك ما زال أصحاب الكلمة في إدارة الدورة من خلف الستار معظمهم من الرجال.وعلى رغم ما أقرته اللجنة الاولمبية الدولية في مؤتمرها «النساء في الرياضة» الذي أقيم في مراكش في المغرب في مارس/ آذار الماضي بأن يكون 20 في المئة على الأقل من مجالس إدارات الاتحادات الوطنية والدولية الرياضية من العنصر النسائي إلا أن النسبة لم تتعد 8 في المئة حتى الوقت الحالي. ومن المنتظر أن تنتخب السويدية جونيلا ليندبرج نائبة لرئيس اللجنة اليوم الخميس لكنها ستكون السيدة الثانية فقط في هذا المنصب عبر التاريخ الطويل للجنة بعد الأميركية أنيتا دفرانتز. وتختلف الأمور بالنسبة إلى اللعب والمنافسة على الألقاب والميداليات والدليل على ذلك أن عدد السيدات المشاركات في الدورة الاولمبية ارتفع من 19 سيدة في أولمبياد باريس 1900 إلى 4069 سيدة في أولمبياد سيدني 2004 ومن المنتظر أن يزيد في أولمبياد أثينا.

وشهدت الدورات القليلة الماضية ارتفاعا بنسبة ملحوظة في أعداد النساء المشاركات في الدورات الاولمبية فارتفعت نسبة السيدات من 25 في المئة في أولمبياد سول العام 1988 إلى 40 في المئة من بين 10 آلاف و500 لاعب في أولمبياد أثينا 2004.

وبدأت السيدات المشاركة في الدورات الاولمبية العام 1900 من خلال لعبتي التنس والجولف لأنهما كانا أكثر ملاءمة للسيدات عن أية ألعاب أخرى في ذلك الوقت وعلى رغم ذلك ألقيت السباحة أنيته كيلر في سجن بوسطن اثر مشاركتها في أولمبياد 1908 لان لباس البحر الذي ارتدته لم يغط سمانة الساق ووجدت أنيتة اضطرابا غير مفهوم بسبب هذا اللباس وقالت «العالم به الماء الكافي لنا جميعا».

وفي العام 1928 حاول رئيس اللجنة الاولمبية الدولية في ذلك الوقت هنري بايليه لاتور أن يمنع مشاركة السيدات مرة أخرى في الدورات الاولمبية بعد سقوط العداءات من التعب الواحدة تلو الأخرى خلال سباق العدو 800 متر لكن الاتحاد الدولي لألعاب القوى قرر أن تقتصر منافسات العدو في السيدات على سباقات لا تتجاوز 200 متر وظل ذلك حتى العام 1960. ولم يبدأ سباق الماراثون للسيدات إلا في أولمبياد 1984 وفازت جوان بينوي بالسباق لكن ما زال قائما في الذاكرة سقوط السويسرية جابرييلا أندرسون تشيس على أرض الملعب نتيجة الإجهاد من السباق.

وستشهد الدورة الجديدة في أثينا للمرة الأولى إدراج المصارعة النسائية في منافسات الدورة وتتضمن أربعة سباقات لتبقى الملاكمة هي الرياضة الوحيدة التي لا تزال مقتصرة على الرجال فقط في الدورات الاولمبية. واعترفت الألمانية استريد كومبيرنوس لاعبة دفع الجلة إن مشاهدة مباريات الملاكمة الحريمي تتسبب في مشكلات لها. وكانت كرة القدم النسائية قد واجهت التحفظات نفسه في البداية لكنها أدرجت ضمن الدورات الاولمبية في أولمبياد أتلانتا 1996.

وتشهد الدورة الجديدة في أثينا مشاركة «السيدة العجوز» مارتينا نافراتيلوفا (47 عاما) نجمة التنس الأميركية التي تشارك للمرة الأولى في الدورات الاولمبية.

ومازال هناك عدد من الصعوبات التي تواجه لاعبات الدول الإسلامية فلم ترسل ست دول إسلامية في بعثاتها الاولمبية سوى لاعبين رجال فقط على رغم المنظمات الكثيرة الموجودة للمطالبة بحقوق المرأة.

وتستحوذ الملابس الرياضية على الجزء الأكبر من السبب في هذه المشكلة لأنه من الصعب على الفتاة أو السيدة التي ترتدي الحجاب والملابس الطويلة لأسباب دينية أن ترتدي ملابس رياضية كاشفة عن أجزاء من جسدها أو أن تلعب الكرة الطائرة بلباس البحر أمام كاميرات التلفزيون لتبث صورها إلى العالم كله.

وأحيانا يطالب الرجال بمساواتهم بالسيدات بسبب منع إقامة منافسات للسباحة التوقيعية للرجال في الدورات الاولمبية ومازالت اللعبة قاصرة على السيدات

العدد 706 - الأربعاء 11 أغسطس 2004م الموافق 24 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً