العدد 794 - الأحد 07 نوفمبر 2004م الموافق 24 رمضان 1425هـ

مدينة زايد

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تظل مدينة زايد في البحرين شاهداً حياً على أصالة وكرم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي انتقل إلى جوار ربه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي لم تجد الدول في المنطقة، بل الدول الإسلامية شخصية ذات شهامة عربية ومروءة بل وغيورة على العرب والمسلمين في وقتنا الحاضر أفضل منه. فقد سخر خدماته وأموال بلده في تعزيز أواصر التعاون بين الدول العربية والإسلامية، وقام ببناء دولة حديثة لا يجد الفقر محلاً فيها وتنعم بالاستقرار السياسي أفضل من بعض جاراتها التي تشهد قلاقل بين الفينة والفينة نتيجة لعدم العدل والمساواة، وهذا السبب الذي جعل الإمارات السبع تمشي خلفه على رغم محاولات البعض شق الفرقة. فأفضال الشيخ زايد رحمه الله تعدت بلده إلى معظم البلدان العربية والإسلامية حتى البعيدة عن الإمارات وما مدينة زايد في البحرين إلا واحدة من هذه المكارم السخية لأبناء البحرين إذ تحدث البعض في السابق عن بعض الخلافات البسيطة التي أخرت بناء المدينة، إذ قالوا إن الشيخ زايد (رحمه الله) أراد أن توزع المنازل التي يتم إقامتها من دون مقابل إلى فقراء البحرين الأمر الذي تمت معارضته. وإن صح أو لم يصح الحديث فهذا يدل على حب أهل البحرين له إذ أراد أن يلقى ربه ويده وقلبه سليمان «إلا من أتى الله بقلب سليم» (الشعراء 89). الله يعلم كم تكن البحرين وأهلها من محبة وصدق نية تجاه الإمارات باعتبارها سندا، وقفت مع المملكة ومدتها ولاتزال تمدها بالمساعدات المالية أثناء أزماتها وهذا من شيم النبلاء ومنهم الشيخ زايد رحمه الله. من الصعب في الحقيقة أن تجد رئيسا مثل الشيخ زايد رحمه الله في منطقتنا العربية وإن وجد لا يستطيع أن يصل إلى ما وصل إليه الشيخ زايد بنيته الحسنة إذ اتخذ طريق «قل لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني» (هود:51)، وهذا ما يبقي الشيخ زايد حيا مدى الحياة. مدينة زايد واحدة من المكارم المنتشرة حول العالم والتي قام بها الشيخ زايد نعرف البعض والبعض الآخر لا نعرفها ويصعب تعدادها. هناك بعض الزعماء يقدمون مساعدات مالية وفي بعض الأحيان كبيرة ولكنهم يربطونها بمدى ركوع الدولة أو الأشخاص المستلمين لها تحت أقدامهم أي بمعنى آخر إن هدفهم التركيع وليس التقوى وأن مساعداتهم تصل إلى فئة دون أخرى ونلمس في الوقت الحاضر بعضا من هذه المكارم وفي هذا ظلم للنفس والعباد. فاتقوا يا سادة شر هؤلاء

العدد 794 - الأحد 07 نوفمبر 2004م الموافق 24 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً