فرق الجيش الإسرائيلي بالقوة أمس (الثلثاء) مسيرة سلمية على حدود قطاع غزة عبر إطلاق كثيف للنيران على المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على إقامة حزام أمني فاصل على طول حدود القطاع.

وقال متظاهرون إن قوات إسرائيلية أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مسيرة سلمية نظمتها اللجنة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني على مشارف بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة ، دون وقوع إصابات. وشارك في المسيرة مسئولون من فصائل يسارية وعدد من المتضامنين الأجانب والعشرات من المتظاهرين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية والشعارات الرافضة لإقامة الحزام الأمني.

وذكر المتظاهرون أنهم أصروا رغم إطلاق النار على مواصلة المسيرة احتجاجاً وتنديداً بالحزام الأمني الإسرائيلي واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة.

وفي السياق نفسه، أطلق الجيش الإسرائيلي أمس نيران تحذيرية باتجاه عمال فلسطينيين يجمعون مادة «الفسكورس» من داخل مطار غزة الدولي المدمر في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

من جانبها هاجمت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أمس التهديدات الإسرائيلية بمنع أسطول سفن كسر الحصار من الوصول إلى قطاع غزة واعتبرتها «زعرنة (بلطجة) تهدف إلى منع فضح جريمة الحصار أمام العالم».

وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري في تصريح صحافي مكتوب إن «أسطول الحرية» يمثل «خطوة تاريخية تفضح جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وخصوصاً جريمة الحصار».

واعتبر أبو زهري «أن هذه الخطوة تعكس حالة من الإدراك الشعبي والدولي من مختلف أقطار العالم لفضح بشاعة الاحتلال وجرائمه كما أنها تعكس أن غزة باتت قبلة شعوب العالم لما تمثله من نموذج للصمود والثبات».

ودعا المتحدث الأطراف الراعية لـ «أسطول الحرية» إلى ضرورة تسيير الأسطول إلى قطاع غزة في الموعد المقرر «بغض النظر عن طبيعة النتائج الناتجة عن التهديدات الإسرائيلية».

وذكرت تقارير إسرائيلية أن تل أبيب أبلغت سفراء العالم لديها عبر رسائل مكتوبة عزمها منع «أسطول الحرية» من الوصول إلى قطاع غزة بالقوة كما تصاعدت وتيرة تهديدات المسئولين الإسرائيليين في هذا الصدد.

ويقود أسطول الحرية ائتلاف مكون من «الحملة الأوروبية» وحركة «غزة الحرة» و»الإغاثة الإنسانية» في تركيا وحملة السفينة اليونانية وحملة السفينة السويدية وسيكون على متنه أكثر من 600 متضامن. كما يضم الأسطول المتوقع انطلاقه متوجهاً إلى غزة أواخر الشهر الجاري ثلاث سفن محملة ببضائع ومستلزمات طبية وتعليمية وخمسة قوارب تحمل متضامنين بينهم برلمانيو عدد من الدول وناشطو حقوق إنسان وممثلون عن النقابات العمالية وصحافيون.

إلى ذلك بدأ الفلسطينيون أمس حملة وطنية في الضفة الغربية لمكافحة منتجات المستوطنات من السوق المحلية بمشاركة آلاف المتطوعين الشباب ينتقلون فيها من بيت إلى بيت يشرحون فيها أهمية مقاطعة منتجات المستوطنات.

وحمل المشاركون نشرات تضم قائمة طويلة بمنتجات المستوطنات. وارتدى المشاركون قمصاناً بيضاء كتب عليها «أنت وضميرك... من بيت لبيت... لا تدخل المستوطنات إلى بيتك... شريان حياة المستوطنات هو استهلاكك لمنتجاتهم».