يرعى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المؤتمر الثاني لاقتصاديات الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي بشأن اقتصاديات أمراض القلب والأعية المزمع عقده في 19 أبريل/ نيسان المقبل تحت شعار «القلب في المقدمة».
وأفاد الوكيل المساعد لشئون المستشفيات بوزارة الصحة ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر عبدالحي العوضي بأن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الأول للوفاة في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي، وأشار إلى أن البحرين ستعرض ورقة علمية مهمة خلال المؤتمر عن الوضع المحلي بشأن أمراض القلب واقتصادياته.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته وزارة الصحة مساء أمس في فندق الخليج بحضور وزير الصحة فيصل الحمر ومدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة توفيق بن أحمد خوجه وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ورئيسة العلاقات الدولية بوزارة الصحة هالة المهزع.
وأوضح العوضي «بالنسبة لمجمع السلمانية الطبي لدينا 72 سريرا في المجمع لمرضى القلب، كما أن لدينا 16 سريرا بوحدة العناية القصوى بالقلب و20 سريرا لمرضى القلب بعد أن تتحسن حالتهم ويجتازون مرحلة الخطر، وفي حالة تعرض مريض القلب لمضاعفات مثل عدم انتظام دقات القلب أو هبوط القلب وهي من المضاعفات الخطيرة فإنه يتم التنسيق لتحويل المريض إلى مركز الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة في المستشفى العسكري لإجراء عملية قسطرة للمريض والتي يمكن بعدها تحديد حاجته لعملية أو خطة مستقبلية وتوصف له الأدوية اللازمة إن تطلبت حالته».
واستطرد «المهم هو كيفية التقليل من معدلات الإصابة بأمراض القلب وخاصة أن أدوية علاج القلب غالية الثمن، وبالنسبة للأسباب المؤدية لمرض القلب في الخليج يأتي التدخين في المرتبة الأولى والنسبة في الخليج من 16 إلى 46 في المئة، يليه ارتفاع ضغط الدم ونسبة الإصابة به من 15 إلى 35 في المئة وارتفاع الكوليسترول ونسبته من 20 إلى 45 في المئة، والسمنة وقلة الحركة والتي تصل نسبتها إلى 40 في المئة والسكري ونسبته في الخليج من 7 إلى 25 في المئة وهو يؤثر على مختلف أعضاء الجسم بما فيها القلب».
من جهته قال وزير الصحة فيصل الحمر إن مؤتمر اقتصاديات القلب سيبرز التحديات الهائلة التي تضعها الأمراض القلبية والوعائية على النظم الصحية وتكاليف الرعاية الصحية وكيفية مواجهتها.
وأوضح الحمر «أظهرت الإحصائيات العالمية والإقليمية تنامي المشكلة والتي تمثل أكثر من ثلث أسباب الوفيات في كل الأعمار، وقد فاق حجم العبء الاقتصادي لهذه الأمراض إمكانيات التصدي لها في وزارات الصحة في مختلف الدول المتقدمة والنامية وخاصة أن 80 في المئة من الوفيات في العالم تنجم عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأكدت الدراسات الإقليمية والخليجية شدة انتشار عوامل الأخطار المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب وبنسب تفوق الكثير من المناطق في العالم».
وبيّن الحمر «ومن هنا تبرز أهمية عقد هذا المؤتمر الخليجي المهم ضمن رؤية واضحة لخفض معدلات الوفيات جراء الأمراض القلبية والوعائية لخفض عبء المراضة اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا، وقد بلغ عبء المرض في أوروبا أكثر من 192 مليار يورو في العام 2006 وفي الولايات المتحدة الأميركية أكثر من 448 مليار دولار في العام الماضي».
وأضاف «الموضوع في غاية الأهمية، وقد وفرت وزارة الصحة كل أسباب إنجاح المؤتمر، وعينّا لجنة عُليا للمؤتمر برئاسة الوكيل المساعد لشئون المستشفيات عبدالحي العوضي، ويشرّف المملكة احتضان المؤتمر ونثمّن دعم القيادات الخليجية للملوك والأمراء في دول الخليج المكتب التنفيذي لدعم هذه المؤتمرات».
إلى ذلك تحدث مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة توفيق بن أحمد خوجه أن المؤتمر يأتي تفعيلا للقرار رقم (6-أ)الصادر عن المؤتمر الرابع والستين لمجلس وزراء الصحة لدول المجلس المنعقد في الرياض في فبراير/ شباط من العام 2008 وصدر الميثاق الخليجي لصحة القلب والذي وقعه وزراء الصحة والأمين العام لمجلس التعاون، ويُكلف علاج أمراض القلب في المملكة العربية السعودية 7 مليارات ريال سعودي سنويا، وأشار إلى أن الدراسة الوطنية الكبرى عن أمراض الشرايين الإكلينيكية في المملكة العربية السعودية بأن معدل انتشار المتلازمة الاستقلابية عند إحكام العمر هو 39.3 في المئة وكان المعدل بنسبة 73.2 في المئة للرجال بالمقارنة بنسبة 42.0 للنساء.
تنطلق على هامش مؤتمر اقتصاديات القلب الندوة النسائية الصحية الأولى في المملكة برعاية قرينة عاهل البلاد ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة.
وقالت عضو الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون هالة المهزع إن مرض القلب يعتبر القاتل الأول للنساء في العالم بعد أن كان الاعتقاد السائد من أن القاتل الأول للنساء هو سرطان الثدي، وأوضحت المهزع «تهدف الندوة إلى تمكين المرأة من لعب دور فاعل في التدابير الوقائية والعلاجية لأمراض القلب الوعائية وعوامل الاختطار المؤدية إليها، وكانت مثل هذه الندوة تعقد في المملكة العربية السعودية بمؤتمرات المكتب التنفيذي هناك، وستعقد في البحرين لفتح مجال الحوار والاتصال مع القيادات السياسية النسائية العليا والمجتمع».
وأضافت «ونتيجة لما أثمرت به الندوات النسائية السابقة في السعودية قررنا نقل التجربة وتنظيمها في البحرين، وبحسب الإحصائيات العالمية فإن نصف مليون امرأة تموت في الولايات المتحدة الأميركية من أمراض القلب كل عام، والنساء أكثر من الرجال لذلك من المهم جدا للمرأة كما للرجل السيطرة على عوامل الاختطار التي تؤدي إلى الإصابة».
وبيّنت «وما يُفسر إصابة النساء بالمرض في الوقت الحاضر هو بدء المشكلات عند المرأة بعد انقطاع الطمث في وقت مبكر وانخفاض مستويات هرمون الاستروجين انخفضا حادا وتبدأ مستويات الكوليسترول في الارتفاع، لذلك فإن 1 من بين كل أربع نساء قبل سن 65 عاما يعانين من شكل ما من أشكال أمراض القلب، وبحكم تربية المرأة ووضعها في إطار التضحية دوما وتشير البحوث إلى أن المرأة تميل إلى أن تكون من مقدمي الرعاية في الأسرة، ما يجعل لديها صعوبة في تبني سلوك يعود عليها بالنفع شخصيا مثل ممارسة الرياضة والعناية النفسية وغيرهما».
العدد 2392 - الثلثاء 24 مارس 2009م الموافق 27 ربيع الاول 1430هـ
