علمت «الوسط» من مصادر مطلعة أن السلطات في المملكة العربية السعودية أخلت سبيل أحد المتهمين بكفالة مالية بعدما اشتبه فيه وشقيقه بتحويل مبالغ مالية كبيرة عن طريق الإنترنت إلى حسابين بنكيين فتحهما الشابان الشقيقان لدى أحد البنوك في السعودية.

وأضافت المصادر أن الشقيق المفرج عنه أنهى جميع إجراءات عودته للبحرين ومن المتوقع أن يعود يوم غد (الأحد) وذلك بعدما قضى شهراً ونصف الشهر في التوقيف، فيما لم يعرف مصير الشقيق الآخر حتى الآن.

وذكرت المصادر تفاصيل القضية، موضحةً أن أحد الشابين الشقيقين، كان قد تعرف على مواطن خليجي في أحد الفنادق في العاصمة المنامة، وكان الخليجي قد طلب من الشاب البحريني التوجه معه إلى المملكة العربية السعودية، من أجل مساعدته في فتح حساب بنكي لدى أحد المصارف، على أن يكون الحساب باسم الشاب البحريني، في مقابل حصوله على مبلغ 200 دينار نتيجة تلك الخدمة، وقد تذرع الخليجي في طلبه هذا بوجود مشكلةٍ ما بينه وبين البنك. وأضافت المصادر أن الشاب لبّى -وبحسن نية- طلب المواطن الخليجي، إذ توجه معه إلى السعودية، وقام بإجراءات فتح الحساب البنكي، وزوده بالبطاقة الائتمانية، وفي نهاية العملية تسلم البحريني من الخليجي مبلغ 200 دينار، وعاد إلى البحرين.

وأشارت المصادر إلى أن العملية ذاتها تكررت، إذ طُلب مرة أخرى من الشاب فتح حساب بنكي، فتوجه الأخير مع شقيقه ليحصل على المبلغ المالي؛ وفعلاً تم فتح حساب بنكي آخر.

وبعودة الشابين إلى البحرين، وبعد مرور فترة زمنية، استدعت الأجهزة الأمنية في البحرين الشقيقان، وسألتهما عن سبب فتحهما الحسابين البنكيين في المملكة العربية السعودية، فأخبراها بتفاصيل الواقعة سالفة البيان، وقد أوضحت الأجهزة الرسمية لهما أن مبالغ مالية كبيرة تودع في الحسابين عن طريق الإنترنت وأن مصدر تلك الأموال مجهولة.

وطلبت الأجهزة الأمنية من الشابين التوجه إلى السعودية، وجلب كشوفات حسابية بحركة الحسابين والمبالغ المودعة والمسحوبة من الحسابين. وتلبيةً لذلك الطلب توجه الشقيقان إلى الشقيقة السعودية، إلا أنه وعندما كانا عند إحدى النقاط الأمنية على جسر الملك فهد، تم استيقافهما والقبض عليهما، ومن ثم إحالتهما إلى أحد مراكز التوقيف.

وهناك أوضح الشابان تفاصيل قضيتهما، وجهلهما بمصادر تلك المبالغ، وأنهما قاما بفتح الحسابين البنكيين من أجل الحصول على مبلغ 200 دينار، ولم يكونا يعلمان بتفاصيل أخرى، كما أرشدا عن المواطن الخليجي الذي طلب منهما فتح الحسابات البنكية.

هذا، ويناشد أهل الشابين، المسئولين في الدولة التحرك من أجل الإفراج عنهما وعودتهما إلى البلاد، وخصوصاً أنهما يقبعان في التوقيف منذ مطلع شهر يونيو/ حزيران الجاري، من دون التحقيق معهما أو توجيه تهم، أو إحالتهما إلى المحاكمة.

وكان مصدر مسئول في وزارة الخارجية أكد أن السفارة البحرينية في المملكة العربية السعودية وجهت مذكرة مستعجلة إلى وزارة الخارجية السعودية بشأن الشابين البحرينيين اللذين تم إيقافهما.

وأشار المصدر إلى أن السفارة البحرينية لم تتلقَّ معلومات بشأن أسباب الاحتجاز، وأن أحد الموقوفين اتصل بوزارة الخارجية في البحرين ليبلغ الوزارة بإيقافه، لافتاً إلى أن الشابين موقوفان في أحد مراكز التوقيف بالمنطقة الشرقية.

يشار إلى أن السلطات السعودية أوقفت على جسر الملك فهد مواطنين بحرينيين.

ونفى مصدر في سفارة مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية لـ «الوسط»، ما تردد عن اختفاء الشابين في ظروف غامضة، مؤكداً أن السفارة أُبلغت بإيقاف المواطنين قبل أيام، وأنه تم احتجازهما في أحد مراكز التوقيف بالسعودية.