العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ

المجازر العراقية كالمجازر الأرمنية

هذا المقال فكرة أتت من على قارعة الطريق هذا الطريق الوعر المليء بالأجساد المقطعة والرؤوس المحزوزة على أيدي جلاوزة الظلام. .. هذا المقال يعيد إلى أذهاننا مجازر ارتكبت بحق إخواننا في الإنسانية وكانت مرة أخرى بذريعة أربعين حورية والجنة الخالد المخلد فيها، فأية جنة هي إذا كان ثمن تذكرة دخولها قتل إنسان بريء لا حول له ولا قوة وذنبه الوحيد أنه إنسان آخر.

مذابح السلطان عبدالحميد الثاني:

جرت المذبحة الأولى في أغسطس/ آب وسبتمبر/أيلول من العام 1894م في منطقة "ساسون" عندما شعر السلطان المستبد بالخوف من النهوض الثوري للمسائل القومية والوطنية في الإمبراطورية العثمانية ومن النزاعات الإقليمية وخصوصا من نهوض الحركة الأرمنية بشكل أكثر، والاهتمام بها من قبل الدول الأوروبية. لقد اشتد خوف السلطان الطاغي المستبد أكثر من أي شيء آخر وازدادت مخاوفه أكثر من إمكان تقديم المساعدة من قبل روسيا والدول الأوروبية. لأن الحركة الأرمنية كانت تشكل أخطر وأهم موقع. وكان هناك وجود نوع من التعاطف بين الأرمن وروسيا بالنسبة إلى وضعهم في الإمبراطورية العثمانية وحتى أن الأرمن رحبوا بالقوات الروسية عندما وصلوا إلى القفقاس.

لقد بلغت الوحشية فوق تصورات العقل البشري، وقرر السلطان عبدالحميد أن يقتل جميع الأرمن من دون استثناء ومن دون أن يأخذ أحدا من الأرمن أسيرا، رفع شعاره: "ساسون من دون ساسون" أي يريدون ساسون من دون أرمن وهذا ما عبر عنه بصراحة الصدر الأعظم كوتشوك "سعيد حليم باشا" إذ قال في قراره: "إن المسألة الأرمنية لا تحل إلا بإزالة الأرمن من الوجود نهائيا".

وبعد أن نجحت المذبحة الأولى بدأت السلطات العثمانية بارتكاب مذبحة ثانية في 26 أغسطس العام 1896م وبدأت بحوادث بسيطة كاعتقال عضوين من الهنجاك "كانا يعبران الجبال في إقليم سامسون في أرمينيا" ومن الحوادث الملفتة للنظر ونتيجة خلاف بين تركي وأرمني على سعر ثور للبيع ألقوا القبض على 150 أرمينيا وتم قتلهم على أيدي البوليس التركي بتهمة التحريض على الثورة وحدثت مذبحة أخرى دامت ثلاثة أيام بلياليها في مدينة آمد "ديار بكر" على سبيل التسلية والتسليم زهاء ثلاثة آلاف شخص ودمروا 120 قرية كما قتلوا مسيحيين كثيرين بحجة أنهم أرمن وكان قتل الأرمني أمرا عاديا إذا وجد في حوزته خنجرا أو سيفا أو سلاحا وفي العام 1904م أرسلت كتائب من وحدات الجندرمة والجند إلى المناطق الأرمنية وخلال عشرين يوما قصفت المدن والقرى قبل دخولها لتمشيطها نتج عنه مقتل أكثر من ثمانية آلاف من الأرمن ودمرت أكثر من 2500 قرية فبلغ عدد ضحايا الأرمن في عهد السلطان الطاغي عبدالحميد الثاني 300 ألف أرمني دفعوا ضريبة اختلافهم بالقومية عن الأتراك العثمانيين وطبعا هذا غيض من فيض.

اتهم الأكراد أيضا بارتكاب المجازر ضدهم والمسلمين عموما فكان الشعار المرفوع آنذاك "أقتل أرمينيا تدخل الجنة ولك أربعين حورية" فثمن تذكرة دخول الجنة كان إراقة دم إنسان أرمني بريء والجنة التي وعدوا بها امتلأت بالطغاة والمجرمين قاتلي البشر وبأية ذريعة لأنهم فقط بشر.

مذابح العراقيين:

أما المجازر التي ترتكب اليوم في العراق فهي لا تقل عن مجازر الطغمة الفاشية التركية آنذاك فآخر تلك المجازر مجزرة الحلة التي راح ضحيتها نحو 125 عراقيا بريئا لا ذنب لهم سوى أنهم عراقيون وأيضا بذريعة دخول الجنة وذرائع أخرى هي أتفه من أن تسرد على الألسنة في سبيل إنهاء الاحتلال الأميركي للعراق فهل خلاص العراق من أميركا في قتل العراقيين بهذا الشكل المرعب وهذه الجرائم الفاشية التي عفت عنها أعتى إمبراطوريات الإرهاب العالمي وحتى مجازر الأرمن على يد العثمانيين كان بين قوميتين مختلفتين وبين دينين مختلفين فأي اختلاف بين العراقي الذي يسير في الشارع أو بجوار دورية أميركية مع ذلك الإرهابي الذي يفجر نفسه ليرتكب مجازر بحق أخوته في الوطن والدين والأرض؟! أليست هذه مجازر على شاكلة المجازر الأرمنية أم ماذا تسمى مثل هذه الحوادث المؤسفة باسم الدين وباسم الله لقتل العراقيين والمسلمين من دون أي وجه حق ودعوتي لكل رجال الدين أن يفتوا في تحريم هذه المجازر ودعوة هؤلاء الإرهابيين إلى أن يفيئوا إلى الصواب وكفى الله المؤمنين شر القتال ولن أقول سوى: "لا حول ولا قوة إلا بالله".

مسعود عكو

العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً