العدد 956 - الإثنين 18 أبريل 2005م الموافق 09 ربيع الاول 1426هـ

مهرجان التراث الثالث عشر... عيون لاتغمض لها جفون

يحكي عن الأسلحة القديمة وفنون القنص وبائعات الحلوى الشعبية

المنامة - جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

انه مهرجان قادر على أن يأخذ بك الى أبعد الحدود طالما أنه يحكي جوانب مهمة من حياة الانسان البحريني واهتماماته. فمهرجان التراث في حلته الثالثة عشرة كانت امتدادا لمفهوم المهرجان فكانت الأسلحة القديمة وفنون القنص تمثل وجها حضاريا مهما من وجوه التراث في مملكة البحرين.

غير أن الجميل في المهرجان كان في انفتاحه على مختلف جوانب التراث البحريني فإلى جانب العرض الرئيسي كان للفلكلور والغناء الشعبي والحرف اليدوية حضورهم الجميل الذي استطاع أن يستحوذ على ألباب الحضور الكبير من الناس.

مشاركة أكبر للنساء

كان صوت النهام وهو ينهم من على سفينة قديمة في العراء مع جمع غفير من البحارة. صوت لم يفارق أسماعنا طوال جولتنا في المهرجان. كان صوتا رخيما مؤثرا حمل عبق الماضي الجميل أيام كان الغوص والبحر مصدر الرزق الوحيد. ولم يقطع علينا استمتاعنا بذلك الصوت القوي سوى حديثنا مع مسئول لجنة الحرفيين بالمهرجان عبدالله التاجر الذي بادرنا بالقول: "هذا المهرجان وهو الثالث عشر خطوة جديرة بالوقوف أمامها لأنها محاولة كبيرة للحفاظ على التراث البحريني من الضياع، وخصوصا أن مسمى المهرجان يتغير مع كل عام ليتم التركيز على جانب محدد. اذ وقع الاختيار هذا العام على الأسلحة القديمة وفنون القنص فتم الاتصال بمجموعة من المهتمين بهذه الجوانب وافراد مجموعة من الدكاكين لهم ليقوموا بعرض ما لديهم. بينما المهتمون بالصقور كانت لهم الخيمة الكبيرة والأرض الخلاء ليمارسوا فيها عرض الصقور وطريقة القنص. ولكن الملاحظ على المهرجان هذا العام هو مشاركة المرأة بشكل أكثر فاعلية من الأعوام السابقة ربما بحكم الحرف الشعبية التي لها اتصال أكبر بالنساء.

أيدت هذا القول أم محمد "بائعة الحلويات الشعبية": "كنا نشارك باستمرار في هذا المهرجان ولكن هذه المرة كانت الفرصة أكبر لذلك تجد مجموعة كبيرة من النساء يشاركن ببيع كل ما يهم السائل، وانا أبيع الحلويات التقليدية التي تمثل احدى مظاهر اهتمام المستهلك البحريني. والحمد لله فإن هناك اقبالا كبيرا عليها وخصوصا أن الكثير من هذه الحلويات يدعي الكثير من الآسيويين قدرتهم على صنعها ولكنهم لا يستطيعون ذلك لأننا نحن البحرينيات الأقدر منهم على صناعتها فهي من تراثنا".

صناعة محدودة

وكانت رؤية هذا الشيخ المسن الذي يدعى السيد هاشم وهو يبيع المناقيل - التي يوضع عليها الصقر - مدعاة لسؤاله عن مدى الاقبال على هذه الصناعة اذ رد السيد بقوله: "انني أقوم بصناعة هذه المناقيل التي ينقل عليها الطير منذ أكثر من 25 عاما وأعتقد أن معي واحدا أو اثنين بالكثير نحن الباقين الذين يمارسون هذه الصناعة، ومع ذلك فان هذه الصناعة لا تلقى قبولا من الجميع وانما هي تصنع لأناس محدودين من الشيوخ الذين يحتفظون بالطيور وفي مواسم محددة. وقد يكون في حضور الخليجيين من السعوديين والقطريين والاماراتيين فرصة للسؤال عن هذه المناقيل. لكن هذه الصناعة تظل محدودة".

الوقت لم يكن ملائما للصقور

ولكن ماذا عن الصقور نفسها، وكيف يتم ترويضها لتكون جاهزة للقنص؟! في تلك الباحة الرملية وجدنا الجواب اذ وجدنا بها مجموعة من الشباب الذين يقف الصقور على أيديهم فحدثنا الصقار الشاب محمد الذوادي عن هذه الصقور وعن ملاحظاته على المهرجان فقال: "أتصور أن المهرجان مهم كعنوان عام يحوي الكثير من الاشارات التراثية، لكن كان من المهم اعطاء الزائر ولو نبذة بسيطة عن فنون القنص والطيور البحرينية، اذ لم يكن وقت المهرجان ملائما بالنسبة إلى موسم تبديل أنواع من الطيور ريشها في هذا الشهر، فهناك الكثير من القناصين الذين لا يرغبون في اخراج طيورهم في الشتاء وانما في الاحتفاظ بها مربوطة الى حين اخراجها واصطحابها صيفا الى المناطق الباردة حتى تكون مستعدة للقنص".

وبشأن خطوات ترويض الطير ليكون قادرا على القنص اجاب: "ان أولى هذه الخطوات تسمى بـ "اللقاط" ومعناه أن تجعل الطير يأمن اليك، فلا يستوحش منك، فاذا استطعت أن تجعله يتناول عشاءه على يدك من دون خوف تكون قد نجحت في الخطوة الأولى. الخطوة الثانية أن تجعله قادرا بالتدريب على مطاردة حمامة ما في السماء - وأنت تمسك به طبعا - فاذا استطاع أن يطارد الحمامة ويأكل منها وأنت الى جانبه من دون خوف فقد نجحت في ترويضه. وهي خطوات تتعلق بجميع أنواع الصقور سواء منها الشواهين أو الأحرار وغيرها".

غناء شعبي

وكان هناك حضور أيضا للتراث الشعبي المتمثل في الغناء والرقص اذ كانت فرقة "العماير" تغني وترقص أغنيات تراثية جميلة بحسب ما يصف أحد أعضاء الفرقة وهو مبارك العميري الذي يختلف مع الذوادي في وقت المهرحان حين يقول: "أتصور أن المهرجان هذا العام جاء على أحسن صورة وفي الوقت المناسب خصوصا هذا الاهتمام بالتراث وتخصيص ساحة خاصة له وهي محاولة مهمة للحفاظ على هذا التراث من الاندثار. ونحن نشارك في مثل هذه المهرجانات بصورة مستمرة اذ توجه الينا الدعوة مع كل حدث لكن الشيء المهم ان الحفاظ على هذا التراث لا يتعلق فقط بهذه المهرجانات فهناك الكثير من المناسبات التي يقيمها الناس كالأعراس والأفراح فالناس لا يزالون محبين لهذه الأغنيات الشعبية القديمة. والدليل على ذلك وجود أكثر من فرقة في البحرين".

نريد اهتماما أكبر

وعندها كانت وجهتنا ناحية الحرف والصناعات التقليدية فوجدنا ضالتنا عند صانع الفخار علي عبدالرحيم الذي يقول عن مشاركته في المهرجان: "نحن مداومون على المشاركة في هذا المهرجان ونحن نلاحظ اهتمام الأجانب بالصناعات الفخارية ومحبتهم لها، ولكننا نطالب بدعم أكبر من قبل المملكة لهذه الصناعات التي تحكي الكثير عن التاريخ البحريني".

ويردف زميله صانع النسيج عبدالحسين يوسف نجم: "كم هو جميل لو تفرد وزارة الاعلام اهتماما أكبر بهذه الصناعات فيكون هناك مجمع صغير لكل قرية تتوافر فيها صناعاتها الآثارية المميزة على رغم قلتها".

كانت الصورة التي طبعت في اذهان الزائرين لمهرجان التراث الثالث عشر هي هذا الحضور المبهر لتراث البحرين الانساني في مختلف نواحي الحياة.

الأسلحة القديمة

المنامة - متحف البحرين الوطني

يقول الباحثون في تاريخ المنطقة إن هناك عدة أنواع من الأسلحة عرفها السكان منها:

1- أم خمس وتسمى أيضا الفلسي وهي ألمانية الصنع.

2- الشوزن وهي نوعان:

الأولى ذات الأنبوب الواحد

والثانية المشبوكة ذات الأنبوبين

3- المارتين: بندقية تسمى "تفق".

4- المازر: مفردها ميزر، وهي على نوعين:

أ- أم تاج القصيرة. ب - أم تاج الطويلة "مرسوم عليها تاج".

5- الشرفاء: جمعها شرف وهي طويلة.

6- بندقية السواري: وهي المانية الصنع.

7- الصمعة: مفردها صمعاء.

8- أم فتيلة: وهي تحشى بالبارود وتشعل النار في الفتيلة وهي طويلة الحجم وهناك نوع آخر قصير.

9- أم إحدى عشرة.

أما بالنسبة لأنواع المسدسات فهي كثيرة منها: فرود مفردها فرد، وأسرعها أبومحالة لأنها تتحرك.

السلاح الابيض

أسلحة الدفاع الشخصية: وهي الأسلحة الخفيفة، وتكون عادة صغيرة في الحجم وخفيفة في الوزن مثل السيف والكردة والخنجر ولم يقتصر حمل الاسلحة الشخصية علي الرجل إذ إن المرأة عرف عنها أنها كانت تحمل سكينا أو شبرية للدفاع عن نفسها.

السيف وأنواعه

السيوف العربية أنواعها وأشكالها متعددة وهي في طليعة الاسلحة البيضاء والسيوف الموجودة في الخليج وخصوصا في مملكة البحرين منحنية، إلا أن السيوف المقوسة ذات الحد الواحد كانت مستعملة أيضا، ولمقابض السيوف العربية عارضتان طويلتان رفيعتان تنتهيان بنهايتين على شكل ملعقة. ولم يتبق من هذه السيوف العربية القديمة في العصر الحديث الا القليل. وأكثر الاسلحة شيوعا في مملكة البحرين هي الأنواع المستعملة والمعروفة باسم سيف جبارة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً