العدد 2918 - الأربعاء 01 سبتمبر 2010م الموافق 22 رمضان 1431هـ

منذر المصري يقرأ نصوصه في مقر الأسرة

«جزيرة من العَتمَةِ تنظر إلى وجهها»

استضافت أسرة الأدباء والكتاب البحرينية في مقرها بالزنج يوم الاثنين 9 أغسطس/ آب 2010م الشاعر السوري منذر المصري وذلك خلال أمسية شعرية قدم لها الشاعر كريم رضي بنبذة تعريفية عن الشاعر الضيف مرحبا به تاركا الجمهور يتعرف عليه من خلال الشعر حيث قرأ المصري مجموعة من نصوصه القديمة والجديدة غير المنشورة التي اختص بها الأسرة وقرأها لأول مرة، حضر الأمسية مجموعة من الشعراء والأصدقاء ورواد الأسرة الذين تحاوروا مع المصري في نهاية الأمسية حول تجربته الشعرية.

منذر المصري شاعر سوري من مواليد اللاذقية 27/ 5/ 1949؛ درس العلوم الاقتصادية في جامعة حلب، وحصل على دبلوم في الاقتصاد من بولونيا 1979.

صدر له «بشر وتواريخ وأمكنة» عن وزراة الثقافة السورية العام 1979، «أنذرتك بحمامة بيضاء» ديوان مشترك مع مرام المصري ومحمد سيده عن وزارة الثقافة العام 1983، «داكن» عن وزارة الثقافة العام 1989 (أتلف ولم يوزع)، «مزهرية على هيئة قبضة يد» عن دار رياض الريس العام 1997، «الشاي ليس بطيئاً» عن دار الريس العام 2004، «من الصعب أن ابتكر صيفاً» عن دار الريس العام 2008، وكذلك صدر له مجلد الأعمال الشعرية بعنوان «المجموعات الأربع الأولى» (متضمناً: آمال شاقة، بشر وتواريخ وأمكنة، كن رقيقي، دعوة خاصة للجميع) عن دار أميسا بدمشق العام 2006. أيضاً طبع قصائد عديدة في كراسات صغيرة، تم توزيعها على الأصدقاء..

إلى جانب إنتاجه الشعري، يشتغل المصري على الجانب البصري فهو يرسم وأقام معارض فردية حتى العام 1983 وشارك في معارض جماعية وبعض التظاهرات التشكيلية. أقام عروضاً شعرية بصرية في دمشق وحلب وكافالا في اليونان.


قوتي عارية من الأوراق

جَردَلٌ من الضوء

(طبيعة ليلية) أدوارد مونش.

كيفَ لأُصبَعٍ أن يَمُرَّ هنا

على حدٍ لا يُرى

بينَ الأشجارِ وظلالِها .

/

حيثُ تعبرُ

الآنَ

امرأةٌ

تحمل جَردلاً من الضَوء

إلى جزيرةٍ من العَتمَةِ

تبدو وهي تنظُرُ إلى وجهِها

على صَفحةِ البُحيرة

كشَفتينِ مُطبقَتين

لفَمٍ أسود ..


أجري خلفَ كلِّ شيءٍ يجري

أخافُ أن يأتي أحَدٌ

ويُجَنِّبَني هَذِهِ الحَرب

لأنِّي أحمِلُ اسماً مَيِّتاً

وقُوَّتي عاريَةٌ مِنَ

الأوراق.

/

أخافُ أن يأتي أحَدٌ

ويَقولَ لي:

(دَعِ المَوتَى يَدفنونَ مَوتاهُم

واتبَعني)

أتبَعُهُ مُجَرجِراً مَوتاي

في قَلبي.

/

يَمضي وَهوَ يُغَنِّي:

(لَم أُخلَق لأتبَعَ أحَداً)

فَأتبَعُهُ وأنا أُغَنِّي:

(لَم أُخلَق لأتبَعَ أحَداً).

/

لأنَّه ينقَصُني كُلُّ شَيء

أسُفُّ مَطحونَ وَرَقِ الغَار

وَفي كُلِّ مَرَّةٍ

أنسى إذا أكَلتُ مِنهُ

سأموت.

/

أخافُ أن يأتي أحَدٌ

يَعرِفُني مِن ظَهري

بَينَ الوُجوه

فَيُناديني بِاسمِي ولَقَبِي

ويَمنَعُني أن أمضي

إلى حَيثُ

(ثِيابي تُلائمُ الطَّقس).

/

قالَ إنَّهُ سَيقطَعُ طَريقي

وأنا نَفسي

لا أعرِفُ طَريقي!

أذهَبُ مَعَ الهَواء.

/

أخافُ أن يأتي أحَدٌ

ويُمسِكَني مِن كُمِّ قَميصي

أو يتَعَلَّقَ بِي مِن ساقي

فَلا أستَطيعُ أن أجري

خَلفَ كُلِّ شَيءٍ يَجري..


إذا كانَ الحُبُّ عَيبَهُ

كمكانِكَ في حُبِّه

خُدِعتَ في استطلاعِه

لكنَّهُ هوَ مَن سيتقدَّمُ إليكَ

مُستصوِباً خطأكَ .

/

إذَن أعِدْ لهُ

ما كنتَ تَنوطُ بهِ من شَهوةٍ

العاشِقُ الَّذي رَميتَ بهِ مِراراً

إلى أحضانِ الآخِرين

لِتَعودَ وتَشتَهيه

ما كانَ يوماً

بِمَقدورِكَ أن تَحتَمِلَ

أن يلمِسَهُ مَلاكٌ

بطرفِ جَناحِه.

/

أصغِ لَه مُتَوارياً بينَ الأغصان

دونَ أن تدعَهُ يلمَحُك

أو عِندَ المِغسلةِ

حيثُ يُمكنُكَ

أن تَختبئَ خلفَ سِتارةِ الحائطِ

وستجِدُ أنَّهُ ليسَ في هذرِهِ العَذبِ

ما يَمُجُّهُ التَكرار.

/

هوَ الواقِفُ في النِصفِ وقفَةَ الحدّ

فلا يشيدُ ولا يَهدُم

وإن مالَ

فبِرِقَّةٍ لازَمتهُ ما لازمَهُ هَواءٌ

يهُبُّ فجأةً

فيخفُقُ ثَدياه .

/

فإذا كانَ الحُبُّ عيبَهُ

فليسَ فيهِ عَيب

ولا يُخشى عليهِ إلاّ من

غِبطَةٍ وشيكةٍ سوفَ تقَعُ

على فَمِه

فتفضَحُه .

/

أدرِكْهُ من شَقوَةٍ تَمادت

وخُذْ نصيبَكَ من نصيبِهِ

وإذا سَمِعتَهُ يقولُ مُهَمهِماً :

(إلَهي

رَجائي ألاّ يكونَ لي غَداً رَجاء

فَمن أينَ لي يدٌ تَمتَدُّ و

ترشُفُني)

فلا تُصدِّقهُ

وانزَعْ عنهُ قِشرتَه

وقُلْ لهُ: (كَما قلبُكَ قَلبي

يَدي

يَدُكَ) ..

العدد 2918 - الأربعاء 01 سبتمبر 2010م الموافق 22 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً