قالت الإدارة العامة لشئون الجنسية والجوازات والإقامة بوزارة الداخلية، رداً على ما تناولته بعض الصحف ووكالات الأنباء، إن الشيخ حسين ميرزا عبدالباقي محمد عبدالرزاق (شهرته نجاتي) وأفراد أسرته لم يكتسبوا الجنسية البحرينية لكونهم لم يحصلوا عليها أصلاً، بسبب خطأ إداري وعدم اكتمال الإجراءات القانونية اللازمة لاكتساب الجنسية البحرينية.

«شئون الجنسية»: نجاتي وأسرته لم يحصلوا على الجنسية أصلاً

المنامة - وزارة الداخلية

قالت الإدارة العامة لشئون الجنسية والجوازات والإقامة بوزارة الداخلية في بيان صدر عنها أمس رداً على ما تناولته بعض الصحف ووكالات الأنباء: «إن (الشيخ) حسين ميرزا عبدالباقي محمد عبدالرزاق - شهرته نجاتي- وأفراد أسرته لم يكتسبوا الجنسية البحرينية لكونهم لم يحصلوا عليها أصلاً، بسبب خطأ إداري وعدم اكتمال الإجراءات القانونية اللازمة لاكتساب الجنسية البحرينية، وكما هو معروف أن الشيخ نجاتي ينتمي إلى أصول إيرانية».

وأكدت أنه «في حال رغبته وأفراد أسرته في اكتساب الجنسية البحرينية بالطريق القانوني الصحيح فإن عليهم التقدم بطلبات للنظر فيها وفقاً للإجراءات القانونية المعمول بها في هذا الشأن».

النجاتي... الجنوح لذاتية المشروع في مشهد لا يخلو من تقاطعات

الوسط - حيدر محمد

منذ رجوعه إلى البحرين بعد الانفتاح السياسي في العام 2001، اختار الشيخ حسين النجاتي - الذي قالت السلطات الرسمية إنها سحبت جوازات سفره وأفراد عائلته، لأنه لم يحصل على الجنسية البحرينية - أن يشق له طريقاً مستقلاً عن إطار الحراك السياسي والاجتماعي السائد في الساحة.

ويعد النجاتي واحداً من الوكلاء المقربين للمرجع الديني آية الله السيدعلي السيستاني، وكان النجاتي مصاحباً للمرجع في سفرته العلاجية الشهيرة إلى العاصمة البريطانية (لندن) أثناء المواجهات الحادة بين حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي وجيش المهدي في مدينة النجف الأشرف.

ومحلياً، وضع الشيخ النجاتي لبنات مشروعه الخاصة، الذي يتقاطع مع المجموعات الفاعلة المختلفة لكنه لا يلتقي معها في كل مراحل النشاط، إذ لم يشارك النجاتي في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما أبدى تحفظاته على دخول المجلس الإسلامي العلمائي، على رغم أنه كان عضواً في المكتب العلمائي الذي سبق مشروع المجلس، فضلاً عن مواقف صلبة تجاه مشروع كادر الأئمة الذي أثار جدلاً واسعاً.

وعلى رغم جنوحه للمشروع الذاتي، إلا أنه شارك مع مجموعة من كبار علماء الدين الآخرين في اللقاءات مع جلالة الملك وكبار المسئولين مرات عدة. كما دأب على المشاركة في الاجتماعات التنسيقية لما عرف لاحقاً بمجموعة «كبار علماء الدين».

النجاتي، له نظرة سياسية، تراوحت بين الاعتدال حيناً، وتبني آراءً متشددة في أحيان أخرى. ومن أبرز المحطات السياسية للشيخ النجاتي، هي موقفه من المشاركة في البرلمان، فعلى رغم أن غالبية القوى السياسية المعارضة قد قاطعت برلمان 2002، إلا النجاتي لم يجد حرجاً في التعامل مع نواب 2002، بل بادر للتنسيق معهم مرات عدة أبرزها الاجتماع التنسيقي الذي حضره لجانب النواب علماء دين آخرون لرفض تمرير قانون أحكام الأسرة من خلال المؤسسة التشريعية، ولكنه على رغم ذلك التقى مجموعة من الناشطات النسائيات المؤيدات للمشروع.

وفي مرحلة سابقة، أشرف نجاتي على مفاوضات جرت بين مسئولين في الحكومة وأعضاء في لجنة ضحايا التعذيب من دون التوصل إلى أي اتفاق، لعدة معيقات. ورأى النجاتي، في مرحلة ما، أن ثمة فراغ قيادي في الساحة يحتاج أن يملأ، لكن هذا الفراغ لا يراه آخرون في التيار الإسلامي. وهو تصريح لم يحز رضا بعض قيادات المعارضة الإسلامية.

واستطاع النجاتي أن يبني علاقة مع قوى سياسية مختلفة، من بينها الجمعيات اليسارية التي لا تلتقي مع النجاتي في نظرته الإسلامية. بل وامتدت دائرة علاقاته مع أعضاء بارزين في مجلس الشورى المعين، وجمعيات دينية وسياسية مقربة من الحكومة.

ومن أبرز مواقفه السياسية تعطيل صلاة الجمعة احتجاجاً على صدور قانون الجمعيات السياسية، وذلك تعبيراً عن اعتراضه على تمرير المجلسين لقانون الجمعيات واصفاً إياه بأنه «انتهاك» واضح لحقوق الجمعيات السياسية في البلاد.

كما نفى النجاتي في مقابلة شهيرة مع «الوسط» وجود أي مشروع لولاية الفقيه في البحرين، مبيناً أنه «إذا كان الأنموذج الإسلامي ليس مرحباً، فإن النموذج البريطاني والأميركي في الحريات والديمقراطية يتوافق مع مبادئ الملكية الدستورية في البحرين».

وعلى صعيد الأنشطة، فإن النجاتي ظل يؤم صلاة الجمعة في جامع الحياك في المحرق لعدة سنين، إلا أنه اأفسح المجال للشيخ عبدالجليل المقداد (الذي صدر قرار من وزير العدل لمنعه من الخطابة لمدة اسبوعين) لإمامة المصلين، قبل سنتين تقريباً.

كما أن للشيخ النجاتي مكتباً فاعلاً في المحرق يشرف على مجموعة من الفعاليات، ومن أهم الأنشطة الإفطار الوحدوي السنوي، إذ دأب النجاتي على استضافة مجموعة كبيرة من الفعاليات الدينية السياسية ووجوه رسمية وأهلية من الطائفتين الكريمتين.

وأسس النجاتي، حوزة النور الأكاديمية النسائية، وهي أول حوزة من نوعها تعتمد آليات ومناهج وتقنيات حديثة، كما أصدر مكتبه مجلة «الحكمة» الأسبوعية، وتعنى بالجانب الفقهي والثقافي، كما يشارك النجاتي سنوياً في المسيرات الجماهيرية في المحرق.

وكان وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة قال أمس الأول (الأحد): «إنه في إطار المراجعة الدورية لأوضاع المتجنسين فقد ثبت للإدارة أن الشيخ حسين ميرزا عبدالباقي محمد عبدالرازق - (شهرته نجاتي) قد حصل على جواز سفر بحريني هو وزوجته وأولاده بالمخالفة لأحكام قانوني الجنسية وجوازات السفر»، من دون توضيح طبيعة المخالفات.

وأضاف الشيخ راشد أنه «تم سحب الجوازات البحرينية من المذكور وأفراد عائلته عملاً بأحكام قانون جوازات السفر رقم (11) للعام 1975 ولائحته التنفيذية». وأوضح أنه «في حال رغبتهم اكتساب الجنسية البحرينية بالطريق القانوني الصحيح فإن عليهم التقدم بطلبات للنظر فيها وفقاً للإجراءات القانونية المعمول بها في هذا الشأن».

يذكر أن النجاتي ولد في المحرق (البحرين)، وفي مقتبل شبابه غادرالبحرين إلى النجف الأشرف بالعراق لدراسة العلوم الدينية في العام 1974، وبعد مضايقات السلطات العراقية آنذاك للدارسين في حوزة النجف، غادرها لاستكمال الدراسة الفقهية في المراحل العليا في الحوزة العلمية في مدينة قم الإيرانية في العام 1979.

وعاد النجاتي إلى البحرين في العام 1980 لفترة بسيطة، رجع على إثرها إلى قم مجدداً، ولم يستطع العودة مرة أخرى بسبب منع السلطات آنذاك لمعظم الدارسين في قم من العودة الى البحرين، وبقي مواصلاً للدراسة حتى حاز مرتبة «آية الله»، وهي مسمى الاجتهاد الفقهي في الحوزات الدينية.